وسط تبادل للاتهامات حول من بدء الاشتباكات المسلحة في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم السبت، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، تدخل السودان "منعطفاً خطيراً".
صباح اليوم، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في مناطق عدة في السودان بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إثر تصاعد الخلافات بين الرجلين للوصول إلى السلطة.
اشتباكات مسلحة وقصف بالطائرات وسط العاصمة السودانية
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 15, 2023
طرفاها "الجيش السوداني" و"قوات الدعم السريع"#نيو_ميديا_سوريا #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/EFVIs3m4Ce
يشغل الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الذي يرأسه قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
أعلنت "الدعم السريع"، اليوم السبت في بيان رسمي، أنها سيطرت على القصر الجمهوري ومقر سكن قائد الجيش ومطار الخرطوم الدولي بالعاصمة وقاعدة مروي العسكرية شمالي البلاد.
في حين ينفي الجيش السوداني سقوط العاصمة كما تدعي "قوات الدعم السريع"، ويقول إنه ما يزال يسيطر على جميع القواعد والمطارات، مشيراً إلى أن الاشتباكات تدور في مواقع استراتيجية.
تصاعد في الشهور الأخيرة التوتر والخلاف بين البرهان وحميدتي على خلفية محاولة كل منهما بسط نفوذه العسكري على البلاد عبر نشر قوات في العاصمة.
ويعيش السودان منذ الإطاحة بالبشير، في نيسان/أبريل 2019، حالة من عدم الاستقرار وسط وجود طرفين عسكريين يتنازعان على السلطة.
وقد تحولت قوات "الدعم السريع" من قوات رديفة استخدمتها الخرطوم في السابق لإخماد الاحتجاجات وضبط الحدود إلى قوة تنامى نفوذها تدريجياً.
وبعد فشل محاولات دمجها ضمن القوات النظامية يحاول قائدها (حميدتي) السيطرة على البلاد.
أكبر قوتين عسكريتين في البلاد..
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 16, 2023
الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع
من الأقوى على الأرض؟#نيو_ميديا_سوريا #تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/ZVEtusZExf
قوات "الدعم السريع" السودانية.. ما هي؟
تشكلت "الدعم السريع" في عام 2013، ويقدر تعداد قواتها بـ 100 فردا لها قواعد عسكرية موزعة في أنحاء السودان.
يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتتمتع بنفوذ كبير داخلياً.
يعود أصل هذه القوات إلى ما يُسمى ميليشيا "الجنجويد" المسلحة التي اعتمد عليها الرئيس السوداني السابق عمر البشير في قمع تمرد إقليم دارفور قبل أكثر من عقدين.
في مطلع الألفية، اتهمت "الجنجويد" بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في صراع دارفور، الذي قتل فيه نحو 300 ألف شخص وشرد نحو 2.5 مليون إنسان.
بعد دارفور، عززت ميليشيا "الجنجويد" قوتها ونفوذها وتحولت إلى ما يشبه قوات حرس حدود لمكافحة "الهجرة غير الشرعية".
في غضون ذلك، عززت أسرة دقلو من أعمالها التجارية ونمت ممتلكاتها في تعدين الذهب والماشية والبنية التحتية.
في 2015، أرسلت كل من قوات الدعم السريع والجيش السوداني قوات مشتركة إلى اليمن لمساندة القوات السعودية والإماراتية، ما سمح لدقلو بإقامة علاقات مع القوى الخليجية.
في 2017، أصدرت الخرطوم قانوناً يمنح قوات الدعم السريع صفة قوة أمن مستقلة.
في 2019، شاركت قوات الدعم السريع في الانقلاب العسكري الذي أطاح بحليفها القديم عمر البشير.
وفي العام ذاته، وقع حميدتي اتفاقا لتقاسم السلطة مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وأصبح نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه البرهان.
قبل التوقيع في 2019، اتُهمت قوات الدعم السريع بالمشاركة في قتل عشرات المحتجين المناصرين للديمقراطية.
في شباط/فبراير 2022، زار حميدتي روسيا عشية غزوها أوكرانيا وأبدى انفتاحه على بناء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر.
في حين يتمتع البرهان بدعم إسرائيلي، الذي أعلن قبل شهرين عن اتفاق تطبيع مرتقب خلال استقباله لوزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم.