قالت "القناة 13" الإسرائيلية الخاصة، إن الروس أطلقوا لأول مرة صواريخ دفاع جوي، رداً على الصواريخ الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منطقة مصياف، وسط سوريا، منوهة إلى أنها لم تلحق أضراراً بالطائرات المغيرة.
وأوضحت "القناة 13" في نشرة الأخبار الرئيسة، مساء أمس الإثنين، أن الغارة "المنسوبة إلى إسرائيل في سوريا"، يوم الجمعة الماضي، واجهت لأول مرة رداً من قبل قوة عسكرية روسية.
وتابعت: "بعد مئات الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا، أطلقت بطارية دفاع جوي يديرها الروس، لأول مرة، النار على طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي".
وأضافت: "يشكل هذا الحادث سابقة، ولكن ليس من الواضح إذا كان إشارة من الروس بأنهم يغيرون قواعد اللعبة فيما يخص التنسيق الروسي الإسرائيلي في سوريا".
وبحسب القناة الإسرائيلية، يتصاعد التوتر بين إسرائيل وروسيا في أعقاب الحرب في أوكرانيا، وسط قلق إسرائيلي من التداعيات الأمنية، التي باتت أكثر وضوحاً، على التنسيق مع الروس في سوريا.
الصواريخ الإسرائيلية
وكانت إسرائيل نفذت غارة جوية، مساء الجمعة 13 أيار الجاري، استهدفت مواقع عسكرية في منطقة مصياف في ريف حماة، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود للنظام ومدني واحد، وإصابة سبعة مدنيين آخرين بينهم طفلة، فضلاً عن الخسائر المادية.
وأشارت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" إلى وجود كثافة في الصواريخ الإسرائيلية خلال الغارة، في حين قالت تقارير عديدة، إنها كانت أطول غارة، حيث استمر القصف فيها لمدة 40 دقيقة، وكانت أكثر حدة.
وتأتي الغارة بعد يومين من هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف محيط بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي جنوبي سوريا.
وهذه المرة الأولى التي ترد فيها روسيا بقوة نارية على الغارات الإسرائيلية، وفقاً لتقرير "القناة 13"، في حين جرت العادة أن تطلق المضادات الجوية التابعة للنظام صواريخ (روسية الصنع) على الطائرات الإسرائيلية المغيرة، وتكرر سانا الادعاء بـ "إسقاط معظم الصواريخ الإسرائيلية".
وبينما تتجنب إسرائيل الإعلان المباشر عن هجماتها في سوريا، أو الحديث عن الأضرار، عدا سقوط الصواريخ أو انفجارها التي يطلقها النظام في السماء أو في البحر.
وأوضحت القناة الإسرائيلية، أنه عندما بدأت طائرات سلاح الجو بالابتعاد عن منطقة الهجوم أطلقت البطارية الروسية عدة صواريخ في الجو، مضيفة أن الصواريخ الروسية لم تشكل تهديداً لطائرات سلاح الجو.
روسيا تتحكم بنظام الأسد
يذكر أن الروس زودوا نظام الأسد بأربع بطاريات"S-300"، إلا أن من يتخذ إقرار تشغليها هم ضباط روس، وفق التقرير الإسرائيلي.
تنفذ إسرائيل مئات الهجمات في سوريا خلال السنوات الأخيرة، في إطار عملية عسكرية تطلق عليها اسم "المعركة بين الحروب"، تستهدف التموضع الإيراني في سوريا.
وبلغ عدد الضربات الإسرائيلية في سوريا، منذ بداية العام 12 هجوما وغارة جوية، وفقا لما رصده "تلفزيون سوريا"، تركزت معظمها على محيط دمشق والمنطقة الجنوبية، واحدة في المنطقة الوسطى.
وقبل أسبوعين، أدت غارة إسرائيلية على محيط دمشق إلى مقتل أربعة جنود للنظام وإصابة ثلاثة آخرين، بحسب "سانا".
وتحاول إسرائيل الحفاظ على التنسيق مع روسيا، المتحكمة بسوريا، لاستمرار حرية نشاطها العسكري لاستهداف الوجود الإيراني في سوريا.
وتشهد العلاقات الإسرائيلية الروسية توترات في الآونة الأخيرة على هامش الحرب في أوكرانيا، كان آخرها تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حول "يهودية هتلر"، التي تعتبرها تل أبيب "مستفزة" "ومعادية للسامية".