يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، اليوم الثلاثاء، محادثات ثلاثية مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، لبحث التعاون الإقليمي والتنسيق في الملف النووي الإيراني والحرب في أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بينيت وصل إلى شرم الشيخ أمس الإثنين في زيارة غير معلنة ومتزامنة مع وجود ابن زايد في شرم الشيخ.
وأضافت أن هدف القمة الثلاثية بحث التقارير التي تفيد باقتراب التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى في فيينا.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" عن مصدر دبلوماسي، لم تذكر اسمه، أن الاجتماع يأتي وسط غضب الأطراف الثلاثة على الولايات المتحدة بسبب التقدم في محادثات الاتفاق النووي، واستعداد إدارة بايدن لإزالة "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية.
ولم يصدر تأكيد رسمي من قبل تل أبيب أو القاهرة حول زيارة بينيت.
وقال المصدر الدبلوماسي إن القمة الثلاثية تم التخطيط لها سراً خلال الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تكن ترغب في تسريب نبأ الاجتماع.
وأضاف، أن المسؤولين المصريين هم الذين كشفوا عنها، وقيل رسمياً أنه تقرر عقدها على خلفية استئناف الرحلات الجوية بين شرم الشيخ ومطار بن غوريون الإسرائيلي، الأسبوع الماضي.
وهذه الزيارة الثانية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إلى مصر خلال ستة أشهر.
وتزامنت زيارة بينيت مع وجود ابن زايد في شرم الشيخ.
وأفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام"، أمس الإثنين، بأن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، يزور شرم الشيخ في مصر لإجراء محادثات مع السيسي، وتعزيزاً للعلاقات الثنائية، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك ومستجدات الساحتين الإقليمية والدولية.
التقيت اليوم أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي في مدينة شرم الشيخ .. بحثنا علاقاتنا الأخوية الراسخة وأهم المستجدات الإقليمية والدولية.. نحرص على مواصلة التنسيق والتشاور في ظل التحديات العالمية الجديدة والعمل معاً بما يحقق مصالح بلدينا والمنطقة. pic.twitter.com/fmzZAz84oG
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) March 21, 2022
وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن الاجتماع الثلاثي هو جزء من محاولة لخلق تحالف بين دول كانت متخاصمة في السابق، بينها مصر والأردن ودول الخليج وتركيا وإسرائيل، بدعم أميركي، خاصة ضد إيران.
وقالت الصحيفة إن الهدف من زيارة بينيت إلى مصر هو المساعدة في تخفيف التوتر بين الإمارات والولايات المتحدة ومصر، على خلفية الحرب الأوكرانية.
وأضافت أن هناك هدفا آخر هو دفع حل لمسألتين اقتصاديتين: الاعتماد على النفط الروسي والنقص في القمح.
وأشارت "هآرتس" إلى أن إسرائيل تحاول إقناع الإمارات والسعودية بزيادة إنتاج النفط، في سبيل تقليص اعتماد دول العالم على النفط الروسي والإيراني، رغم أن السعودية والإمارات أوضحتا، مؤخرا، أنهما لا تنويان عمل ذلك. بالإضافة إلى ذلك تسعى إسرائيل لمساعدة مصر في إيجاد مصادر بديلة للقمح لأن أوكرانيا وروسيا هما أكبر مزودتين له، بينما عطلت الحرب سلسلة التوريد الأمر الذي فاقم الأسعار.
وذكر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، أن فكرة عقد القمة الثلاثية مع السيسي طرحت لأول مرة خلال اجتماع بينيت بولي عهد الإمارات، في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأشار الموقع إلى أن بينيت سيقضي ليلته في مصر، وهي المرة الأولى التي يبيت فيها رئيس حكومة إسرائيلي على أرض مصرية منذ أكثر من 20 عاماً.
وكان الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي التقيا في 13 أيلول/سبتمبر الماضي، في مدينة شرم الشيخ، في أول لقاء من نوعه منذ عشر سنوات، بحثا فيه سبل تعزيز العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.
وفي أيلول/سبتمبر 2020 أصبحت الإمارات ثالث دول عربية تطبع علاقاتها مع تل أبيب بعد عقود من تطبيع مصر والأردن، وانضمت إليها لاحقاً البحرين والمغرب والسودان.