تتواصل مباحثات قمة "حوار المنامة" في البحرين بنسختها الـ19 التي انطلقت بحضور مسؤولين من 40 دولة، يوم الجمعة الفائت، وستنتهي في وقتٍ لاحق اليوم الأحد.
وافتتح "قمة المنامة" ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، داعياً إلى "مبادلة الرهائن والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل من أجل التوصل إلى وقف للأعمال القتالية في قطاع غزة".
وأشار إلى أنّ "الأمن لن يتحقق من دون حل يقوم على أساس دولتين، وأنّه يجب على الولايات المتحدة أن يكون لها الدور القيادي في عملية السلام الشامل والمستدام بالمنطقة".
وانطلق "حوار المنامة" لمناقشة قضايا أمنية واستراتيجية وتحديات حرجة بحضور أكثر من 450 شخصية من 40 دولة، تضم وزراء خارجية ودفاع ومستشارين للأمن القومي وقادة عسكريين ورجال أعمال وخبراء أمنيين وغيرهم من جميع أرجاء الشرق الأوسط وقارات أوروبا وأميركا وأفريقيا وآسيا.
مناقشة حرب غزة
مع انطلاق "قمة المنامة" لبحث القضايا الأمنية والاستراتيجية، تركّزت النقاشات، يومي الجمعة والسبت الفائتين، حول "الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي" والعدوان المستمر على غزّة، منذ أكثر من 40 يوماً.
وحذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي - خلال إحدى جلسات القمة - من أنّ الأردن "سيفعل كل ما يلزم" لمنع تهجير الفلسطينيين قائلاً: "لن نسمح أبداً بحدوث ذلك، وبالإضافة إلى أنه جريمة حرب فإنه سيكون تهديداً مباشراً لأمننا القومي".
وقال الصفدي: "تقول إسرائيل إنّها تريد القضاء على حركة حماس، هناك كثير من العسكريين هنا، أنا فقط لا أفهم كيف يمكن تحقيق هذا الهدف".
وفي جلسة حوارية، أمس السبت، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنّ "حماس لا يمكنها إدارة غزة بعد الآن"، مردفاً: "السلطة الفلسطينية هي الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب".
وأشار بريت مكغورك -كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط- إلى أنّ إطلاق سراح المحتجزين لدى "حماس" سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة.
-
"حل الدولتين"
قال وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية طارق أحمد، إنّ "الفرصة متاحة أمامنا الآن لتطبيق حل الدولتين فلنستفد منها"، مردفاً: "بالإمكان إيجاد حل متى يتم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش إلى جانب دولة إسرائيلية مستقرة وآمنة".
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنّ "حل الدولتين لم يُنفّذ حتى الآن، لأنّ أحداً لم يعمل على تحقيق هذه الغاية بل بقي الأمر مجرد كلام".
وتابع: "الإسرائيليون يرفضون فكرة الدولتين وفكرة الدولة الواحدة، لأنه حتى في الدولة الواحدة بعد سنوات سيصبح المجتمع الفلسطيني أكبر وسيحكم الدولة وهو ما لا تقبل به إسرائيل التي تريد السيطرة على الفلسطينيين وإنشاء دولة فصل عنصري".
بدوره، شدّد نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي في كلمته على إدانة استهداف المدنيين بأي شكل وتحت أي ذريعة، قائلاً: إنّ "استمرار الحرب في قطاع غزة وإطالة أمدها يفضيان إلى كارثة إنسانية لا مبرر لها، مما يهدّد بجر المنطقة إلى صراعات أوسع تقوض تعزيز الأمن الإقليمي وتعطل فرص السلام في المنطقة".
وأضاف "الخريجي" أنّ "بلاده ستستمر في حشد الجهود لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وإعادة إحياء جهود السلام العادل والشامل"، مشدّداً على أهمية "إطلاق مسار لتحقيق السلام من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وفق القرارات الدولية والمبادرة العربية للسلام".
"أمن الطاقة" و"مستقبل الشرق الأوسط"
تتمحور جلسات "قمة المنامة" يوم الأحد الأخير، حول "سياسات أمن الطاقة"، و"الأشكال الجديدة للتعاون الاستراتيجي"، كما ستناقش الجلسة الختامية "مستقبل الشرق الأوسط".
وكان برنامج قمة "حوار المنامة"، أمس السبت، قد تخلّل أربع جلسات ناقش فيها: "الحرب والدبلوماسية والتخفيف من حدة التوتر"، و"سبل التعامل مع التنافس الدائر على نطاق عالمي"، و"القدرات والاستراتيجية"، و"مبادرات جديدة للسلام الإقليمي".