icon
التغطية الحية

قطعةٌ من جحيم.. حال مخيم السوريين بعد إحراقه في لبنان |فيديو

2020.12.27 | 12:45 دمشق

55.jpg
إحراق مخيم المنية للاجئين السوريين في لبنان (تويتر)
إسطنبول - سعيد غزّول
+A
حجم الخط
-A

أظهرت عشرات الصور ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي الحال الذي صار إليه مخيم اللاجئين السوريين في منطقة طرابلس اللبنانية، بعد أن أضرم شبّان لبنانيون النيران فيه وأحرقوه، ليل السبت - الأحد.

وحسب الصور ومقاطع الفيديو فإنّ النيران التي أُضرمت في مخيم المنية للاجئين السوريين وحوّلته إلى قطعةٍ مِن جحيم، لم تخمد حتّى أكلت المخيم كلّه بخيامهِ وحديده وكل ما للاجئين مِن "سقطِ المتاع".

أكثر مِن 100 خيمة كان اللاجئون السوريون يسكنونها في مخيم المنية احترقت، وتشرّدت العائلات في محيط المنطقة، ومنهم مَن انتقل إلى مدينة طرابلس القريبة، حسب ما ذكر مراسل تلفزيون سوريا في لبنان.

وحاول بعض اللاجئين السوريين الذين افترشوا محيط المخيم حتى تدخّلت فرق الدفاع المدني اللبناني وأخمدت النيران، البحث عن بعض ممتلكاتٍ بين الحطام والدمار والأنقاض، لعلّ النيران تجاوزتها.

 

حسب المفوضية العليا لـ شؤون اللاجئين في الأمم المتّحدة فإنّ الحريق الكبير في مخيم المنية تسبّب في وقوع عددٍ مِن الجرحى نقلوا إلى مستشفى قريب، دون تحديد عددهم، في حين أشار المتحدّث باسم المفوضية (خالد كبّارة) - وفق وكالة "فرانس برس" - إلى أنّ "الحريق امتدّ لكلّ مساكن المخيّم مِن مواد بلاستيكية وخشبية، التي تقيم فيها نحو 75 أسرة سورية لاجئة".

وأضاف "كبّارة" أنّ عدداً مِن هذه العائلات هربت مِن مخيم المنية "بسبب الخوف الناجم عن أصوات شبيهة بالانفجارات ناتجة عن انفجار إسطوانات غاز"، موضحاً أن "حجم الحريق كان ضخماً بسبب المواد السريعة الاشتعال المبنية منها مساكن المخيّم ووجود قوارير غاز فيه".

 

كأنها القيامة

أحد المواطنين اللبنانين كشف عن تفاصيل ليلة الرعب التي عاشتها عشرات العائلات مِن اللاجئين السوريين في مخيم المنية، متحدثاً عمّا حل بالعائلات والمخيم بعد حرقه بسبب خلاف بين عمّال سوريين ولبنانيين. 

وقال "محمد دهيبي" - أحد سكّان منطقة المنية - الذي شارك في عملية مساعدة اللاجئين السوريين الهاربين مِن المخيم: تطوّر الخلاف إلى أن وصل إلى  درجة إضرام النيران في المخيم وإحراقهِ وفرار اللاجئين السوريين.

يروي "دهيبي" - عبر حسابه في "فيس بوك" - أن مجموعة مِن المسلحين حاصروا البوابة الرئيسية والخلفية للمخيم ثم قطعوا عنه الكهرباء وتحوّل كل شيء إلى ظلام، مضيفاً "صرخ شخص وقال احرقوا الخيم، وبدأت النيران تلتهم خيام اللاجئين الذين حاولوا الهروب ولم يتمكّنوا في البداية، ثم سُمعت أصوات إطلاق الرصاص في الهواء، وانفجار أسطوانات غاز زادت مِن رعب اللاجئين.

وأشار "دهيبي" إلى أنّه وبسبب محاصرة اللاجئين السوريين داخل المخيم، رموا بأطفالهم مِن فوق السور المحيط بالمخيم لـ إخراجهم، إلّا أنّ النيران بدأت حينئذ بالانتشار واشتعلت الخيام، فساد الذعر والهلع وتفرّقت العائلات بعضها عن بعض - وكأنها القيامة - مضيفاً "ركضوا حفيانين بالبساتين وبالوحل وما معن أي شي، ولا حتى لابسين شي باجريهن (أقدامهم)".

تحدث "دهيبي" أيضاً عن القصص المحزنة للأمهات والأطفال قائلاً "يوجد أطفال بلا حليب ولا حفاضات، الكبار في العمر تركوا أدويتهم وهربوا..  الناس لجأت إلى خيم تانية، خيم كتير وضعها تعبان.. ما في حصر وبسط يقعدوا عليهن ولا بطانيات ولا حرامات ولا مخدات ولا تياب ولا تياب داخلية ولا أكل ولا دوا"، مشيراً - في منشور آخر - إلى أنّ بعض العائلات في المنطقة استجابت لـ نداءات إغاثة اللاجئين السوريين المتضررين، وقدّمت مساعدات لهم.

أثارت حادثة إحراق مخيم اللاجئين السوريين في لبنان، غضباً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي ودان سوريون ولبنانيون والعديد مِن الحسابات العربية هذه الحادثة ووصفوها بـ العنصرية ضد اللاجئين، كما وُجّهت انتقادات للسلطات اللبنانية نتيجة عدم تحرّكها بشكل كافٍ حيال احتراق المخيم، فضلاً عن عدم وضعها حداً لـ مثل هذه الحوادث التي تكرّرت بأشكال مشابهة.

 

 

حالات الاعتداء على اللاجئين السوريين في لبنان ومخيماتها باتت أمراً شائعاً، إذ يتعرضون بين الحين والآخر لـ هجوم من موالين لـ ميليشيات "حزب الله" أو من الجيش اللبناني نفسه، كما حدث سابقاً في مخيمات عرسال الحدودية مع سوريا.

اقرأ أيضاً.. لبنان.. ضحايا بحريق في مخيمٍ لـ اللاجئين السوريين (صور)

اقرأ أيضاً.. لبنان.. حريق في مخيم للاجئين السوريين واعتقالات في مخيم آخر

يشار إلى أن اللاجئين السوريين في لبنان، يتعرضون لـ اعتقال مِن السلطات اللبنانية بتهم مختلفة، كما يعانون من ظروف إنسانية صعبة، وتقدر أعدادهم في لبنان بـ نحو "مليون ومئة ألف" لاجئ سوري، في ظل مواصلة السلطات اللبنانية أعمالها بإعادة السوريين إلى بلادهم وفق ما تقول بأنها "عودة طوعية".