تواصل "الإدارة الذاتية" العاملة في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا، عملية اعتقال المدرّسين والتضييق عليهم بهدف تجنيدهم في صفوف "قسد"، رغم إصدارها بياناً ينفي ذلك.
وقالت مصادر خاصّة لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "الإدارة الذاتية" تواصل عمليات الاعتقال والفصل والتضييق على المدرّسين في مناطق سيطرتها بمحافظات الرقة والحسكة ودير الزور، وذلك خلافاً للبيان الذي أصدرته وتنفي فيه تلك العمليات.
وتجاوزت حصيلة المدرّسين الذين اعتقلتهم "قسد" وجنّدتهم في صفوفها الـ 350 مدرّساً في عموم مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، في حين توقّف نحو 1800 مدرّس عن ممارسة العمل التعليمي حتّى إلغاء قرار التجنيد المفروض بحقّهم.
اقرأ أيضاً: مجدداً.. "قسد" تعتقل مدرّسين ومدرّسات في ريف الحسكة
اقرأ أيضأ: لا استثناءات.. تجنيد "قسد" الإجباري يطارد معلمي الرقة
وأشارت المصادر إلى صدور قرار من "الإدارة الذاتية" بفصل المعلمين ضمن الفئة العمرية 1990-2001 في حال تهرّبوا مِن واجب "الدفاع الذاتي"، مضيفةً أنّ القرار أُرسل إلى المجمّعات التربوية في الرقة والحسكة ودير الزور، وأنّه لم يُنشر على الإعلام لِما له مِن تبعات سياسية تدين الإدارة.
وطالب المدرّسون عن طريق المظاهرات والإضراب عن الدوام - وفق المصادر - بحماية حقوقهم وفق القوانين والمواثيق الدوليّة.
اقرأ أيضاً: دير الزور.. معلمون يحتجون على سوقهم للتجنيد بصفوف "قسد" |صور
وكانت "قسد" قد اعتقلت عبر حواجز مشتركة مع "قوات الأمن الداخلي" (الأسايش) التابعة لها في دير الزور والرقة والحسكة، خلال الأسبوع الأخير، نحو 40 مدرّساً أفرجت عن 18 منهم - لأسباب قانونية - في حين ساقت الآخرين إلى التجنيد الإجباري.
وكشفت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان - عبر تقرير نشرته في الـ 19 من الشهر الجاري - أن "قسد" اعتقلت منذ بداية العام الجاري حتى تاريخ إصدار التقرير، ما لا يقل عن 61 مدرساً في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، بسبب التجنيد الإجباري ضمن صفوفها أو لتدريسهم مناهج تعليمية لا تتبع لها.
وطالب التقرير "قسد" بالكشف عن مصير المختفين قسرياً، وإطلاق سراح المعتقلين تعسفياً وفي مقدمتهم المدرسون، وتأسيس قضاء نزيه ومستقل يحظر على الجهات العسكرية القيام بعمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وقدّم توصيات إلى كل من مجلس حقوق الإنسان ولجنة التحقيق الدولية المستقلة والمفوضية السامية لـ حقوق الإنسان، إلّا أنّ "الإدارة" أصدرت بياناً تنفي ذلك ويتهم الشبكة بـ"العمالة".
يشار إلى أنّ "اتحاد المعلمين" الموجود في مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا يعجز عن مساعدة المعلمين أو رفع أي قضية قانونية تحميهم مِن التجنيد الإجباري، بسبب الارتباط المباشر للاتحاد بـ"الإدارة الذاتية".