كشفت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عن احتجازها 36 شخصاً بتهمة "التجسس والعمالة" لمصلحة الدولة التركية، وذلك ضمن حملة أمنية أطلقت عليها "عملية القَسَم".
وأعلنت "قسد" اليوم الأحد عبر بيان نشرته على موقعها الرسمي، إطلاق حملتها الأمنية التي سمّتها "عملية القسم" في كل من مدن القامشلي، وتل تمر، والحسكة، والشدّادي، ودير الزور، والرقّة، ومنبج، وعين العرب (كوباني)، اعتقلت خلالها 36 شخصاً زعمت أنهم "ضالعون في صفوف الجواسيس والعملاء".
وادّعت أنها أقدمت على اعتقال أولئك الأشخاص بناء على حصولها على "أدلة ووثائق دامغة تدينهم، واعترافهم بذنوبهم" بحسب قولها.
اعتقال 16 ناشطاً وإعلامياً في الرقة
ويوم أمس السبت، شن جهاز الأمن الداخلي في "قسد" (الأسايش) حملة دهم اعتقل خلالها ناشطين وإعلاميين في محافظة الرقة وفق ما أفادت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا.
وأضافت المصادر أن الاعتقالات شملت ناشطين يعملون في "مجلس الرقة المدني" ومديرية التربية التابعة لـ "الإدارة الذاتية" في المدينة، من دون معرفة أسباب ودوافع الاعتقال. وقالت إن من بين المعتقلين المراسل السابق لدى مجلس الرقة المدني عبد الكريم الرحيل، والمراسلة السابقة لوكالة هاوار ربى العلي، ومراسل وكالة نورث برس عمار حيدر، والإعلامي في لجنة التربية بمجلس الرقة خالد الحسن، إضافة إلى الإعلامية بتول الحسن.
"عملاء وجواسيس تسببوا باستهداف قيادات قسد"
وبحسب ما ورد في البيان، زعمت "قسد" أن تركيا "ومؤسَّساتها الأمنيّة أنشأت شبكة جواسيس وعملاء لها، وخصَّصت لها ميزانيّة كبيرة بهدف زعزعة ثقة أبناء مجتمعنا وإثارة الشُّكوك والظنون، واستهداف قيادات ومقاتلي قوّاتنا (قسد) وأعضاء القوى الأمنيّة، والعاملين في مؤسَّسات الإدارة الذّاتيّة"، مشيرة إلى أن تلك "الشبكة" تسببت في مقتل العديد من عناصر "قسد" وقياداتها.
وأوضحت أنها بالتَّعاون مع أجهزتها الأمنيّة، شرعت بالعمل منذ مدة على كشف "الشبكة" بصورة سرية حتى تمكنت من معرفة أعضائها، زاعمة أن تركيا كانت تمهد من خلالها لـ "احتلال شمال شرقي سوريا".
اتهامات مختلفة
واتهمت الناشطين الـ36 المحتجزين لديها، بأنهم لعبوا دوراً في "الهجوم الذي وقع على تل تمر في 19 من آب عام 2021" والذي كان السَّبب في مقتل "سوسن بيرهات، عكيد كركي لكي، ريناس روج" مع 6 آخرين. وكذلك كانوا سبباً في مقتل "دلار حلب" واثنين معها بتاريخ 20 من نيسان عام 2022 في عين العرب (كوباني)، ومقتل "حجّي ورفاقه" في 20 من تشرين الأوَّل عام 2021.
وأضافت أنهم تسببوا أيضاً بمقتل 11 مقاتلاً من "قسد" في أوقات متفرقة بدير الزور، وكذلك "أرسلوا معلومات وفيديوهات وصور" إلى السلطات التركية تمهيداً للعملية العسكرية التركية المرتقبة.
وذكر البيان أن المشرفين على أعضاء "الشبكة" المزعومة، يقيمون في مناطق رأس العين وعفرين وجرابلس، والباب واعزاز، وفي مدن تركية مثل ماردين، أورفا، وغازي عنتاب. لافتاً إلى أنه "في عملية القَسَمْ، تمت معاقبة قسم من المتورِّطين والمنفِّذين" وفق تعبيره.
وطالب البيان مواطني مناطق شمال شرقي سوريا بـ "التَّعاون مع الأجهزة الأمنيّة، والثقة بـ قسد؛ لحماية أمن واستقرار مناطقها"، محذراً من أن "كُلّ مواطن/ة مسؤول في هذه المسألة الحسّاسة التي تَمسُّ الأمن".