icon
التغطية الحية

قسد تستعد لمواجهة صيف مناطقها الساخن بـ "قوات مكافحة الشغب"

2022.03.14 | 06:24 دمشق

qsdd.jpg
من عناصر قسد (Contributor)
غازي عنتاب - عبد العزيز الخليفة
+A
حجم الخط
-A

أطلق حزب "يكيتي" الكردي، المنضوي في المجلس الوطني الكردي السوري، تحذيرا من مستقبل أسود ينتظر مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية واستمرار الاعتقال.

 في الوقت ذاته تواصلت المظاهرات في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لـ "قسد" ضد "الإدارة الذاتية"، التي استحدثت بداية الشهر الجاري قوات جديدة تضاف إلى أجهزتها العسكرية والأمنية، هي "قوات مكافحة الشغب" في إطار الاستعداد لأي موجة مظاهرات ضدها، كما حصل الصيف الماضي في منبج شرق حلب اعتراضا على عمليات التجنيد الإجباري، وفي ريف الحسكة الجنوبي حين تظاهر المئات ضد رفع أسعار المحروقات، وهما المنطقتان اللتان قتل فيهما أكثر من 10 أشخاص برصاص "قسد"  و "قوى الأمن الداخلي" التابعة للـ "الإدارة الذاتية". 

 وضع كارثي بانتظار مناطق "قسد"

في رده على استفسارات موقع تلفزيون سوريا، حول الأسباب التي دفعت حزب يكيتي لتوقع "مستقبل سوداوي" لمناطق "قسد"، يقول القيادي في "يكيتي" فؤاد عليكو "هناك وضع كارثي ينتظر مناطق سيطرة (قسد) نتيجة فقدان كثير من المواد الضرورية التي تحافظ على استمرارية الحياة اليومية للمواطن كالخبز والزيت والسكر والأدوية، بالترافق مع تصاعد جنوني في ارتفاع الأسعار، بحيث أصبح المواطن عاجزا عن تلبية احتياجاته اليومية".

ويشير "عليكو" إلى أن "الإدارة الذاتية" فشلت في "تأمين المواد الزراعية الأساسية كالسماد والمحرقات ليتمكن المواطن من القيام بالدورة الزراعية المطلوبة، كما يجب وخاصة إنتاج مادة القمح والشعير والذرة في ظل الجفاف الحاصل منذ سنتين، وهذا ما خلق تذمرا كبيرا لدى المواطنين في المنطقة الشرقية من نهر الفرات والذين يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة المروية والبعلية".

ويؤكد أن "هذا الواقع المزري للمنطقة على الصعيد الاقتصادي خلق حالة تذمر كبير وبدأ الجميع يفكرون بالهجرة إلى خارج البلاد، في حال إذا ما تم له توفير طرق الهروب، معتبرا أن فشل "الإدارة الذاتية" في إدارة مناطق سيطرتها دفعها إلى الاستمرار في القمع وكم الأفواه أسوة بالنظام.

صيف ساخن

الصحفي في موقع نهر ميديا، المهتم بأخبار المنطقة الشرقية من سوريا، عهد الصليبي، يقول: إن أسباب المظاهرات ضد "قسد" في دير الزور متنوعة، وتختلف من فترة إلى أخرى، موضحا أن المظاهرات التي شهدتها منطقة الشعيطات شرق دير الزور الأسبوع الجاري، كانت لمطالبة "قسد" بالإفراج عن المعتقلين من المنطقة.

ويوضح "الصليبي" بحديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، إن المظاهرات في دير الزور لم تتوقف ضد "قسد" و "الإدارة الذاتية" طوال السنوات الماضية، فنظم بعضها للاحتجاج على تردي الوضع المعيشي وبيع المحروقات بثمن أرخص في الحسكة عن دير الزور، إضافة إلى مظاهرات رفضت تغير المناهج، وأخرى ضد المصالحات مع النظام أو السماح بمرور الأرتال الروسية، والاعتقالات بالتأكيد، وكانت "قسد" ترد بشكل مستمر عليها بالاعتقالات لمنظميها والمشاركين فيها بتهمة الارتباط بشكل ما في تنظيم "الدولة".

وتوقع "الصليبي" تصاعد المظاهرات ضد "قسد" خلال الصيف القادم، نتيجة عدة عوامل، لعل أبرزها ارتفاع معدلات الفقر بتأثير الجفاف، ما سيفتح عيون الناس على الحرامية واللصوص المنخرطين في "إدارة قسد" وعلى كل السرقات التي تمارسها "الإدارة" لموارد المنطقة والانتهاكات الواسعة بحق أبنائها، مؤكدا أن الإعلان عن تشكيل قوات حفظ نظام في بداية الشهر الجاري من قبل "قسد" دليل على استشعار "قسد" الغضب الشعبي المتصاعد ضدها، ورفع جاهزيتها للسيطرة على أي مظاهرات ضدها في أي من مناطق سيطرتها. 

قلق من المصير الغامض

المتحدث باسم تيار الغد السوري، واصف الزاب، يقول: إن مطالبات أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" عبر التظاهر، هي مطالب محقة تتعلق كلها بضرورة توفير الخدمات وارتفاع الأسعار إضافة إلى المطالب السياسية، وهذه لا تحتاج إلى "قوات مكافحة شغب" بقدر ما تحتاج إلى الاستماع إلى مطالب الناس وتحقيقها. 

ويضيف الزاب بحديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، إن لجوء "قسد" إلى الشدة في مواجهة منتقديها هو ناتج بشكل أساسي للموقف السياسي غير المستقر لها المترنح بين الاعتماد تارة على الدعم الأميركي وأخرى على الروسي، مؤكدا أن العلاقة مع الشعب هي الضامن الحقيقي للاستقرار.

ويشير إلى أن وجود حزب واحد هو حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" في حكم المنطقة تحت مظلة مؤسسات إدارية فاشلة وغير فاعلة، والرفض المستمر للاستجابة لتطلعات الناس، وعدم الرغبة بوجود مشاركة من أطراف سياسية أخرى في إدارة المنطقة، وعدم وجود استقرار يعطي اطمئناناً لـ "قسد" بأنها سوف تستمر بحكم المنطقة، يجعلها تتخوف دائما من ردة فعل الشارع وفي عمل مستمر عن طريق تشكيل أجهزة عسكرية جديدة لمواجهته، مثل "قوات مكافحة الشغب" وغيرها.