أصدر مجلس التعليم العالي التركي (YÖK) قراراً بتوحيد امتحانات قبول الأجانب في الجامعات التركية الحكومية (اليوس/ yös) وإلغاء الامتحانات الخاصّة بالجامعات، بحيث يتم تقديم امتحان (يوس) واحد ينظّمه "مركز التقييم والاختيار والتعيين في تركيا/ ÖSYM".
وبحسب ما ورد في قرار "التعليم العالي" الذي صدر اليوم الخميس، سيطبّق امتحان اليوس الموحّد ابتداءً من العام الدراسي المقبل (2022- 2023) وذلك لجميع الطلاب الأجانب المتقدمين للتسجيل في الجامعات التركية الحكومية ممّن أنهوا تعليمهم الثانوي في بلدانهم أو داخل الأراضي التركية.
كما أتاح القرار للطلاب الأجانب، تقديم امتحان (اليوس) بإحدى اللغات الست الآتية: التركية والألمانية والإنجليزية والفرنسية والروسية، بالإضافة إلى العربية. وذلك بعد أن كان يقدّم باللغة التركية في معظم الجامعات خلال السنوات السابقة.
ويُستثنى من امتحان (اليوس) وفقاً للقرار، الطلاب الأجانب الحاصلون على شهاداتهم الثانوية من مدارس السفارات في تركيا، ومؤسسات التعليم الخاصة الدولية المرخصة والمسجّلة ضمن نظام MOBIS في وزارة التربية التركية.
ووفقاً للقرار أيضاً، سيتم على موجب نتيجة امتحان (اليوس)، قبول التخصصات الجامعية الآتية: (الطب البشري- طب الأسنان- الصيدلة- الحقوق- كلية التربية واختصاصاتها- جميع فروع الهندسة)
أما باقي التخصصات، فبالإمكان المفاضلة عليها من خلال الشهادات الأخرى مثل (السات/ sat) أو من خلال نتائج الثانوية العامة فقط.
واعتباراً من العام الدراسي (2022-2023) سيخضع الطلاب المقيدون في الثانويات التركية، لامتحان الـ(YKS) حصراً -وهو امتحان القبول الجامعي بالنسبة للطلاب الأتراك- ولن يستطيعوا الدخول لامتحان الطلاب الأجانب.
أما بالنسبة للطلاب الأجانب المتخرجين قبل العام الدراسي (2022-2023) من الثانويات التركية، فيحق لهم تقديم امتحان الطلاب الأجانب (اليوس) وامتحان (YKS) حتى عام 2025، واعتبارا من عام 2026 سيخضع طلاب الثانويات التركية لامتحان YKS فقط.
هذا ولم يحدد مجلس التعليم العالي التركي (YÖK) في قراره موعد امتحان اليوس الموحّد، مشيراً إلى أنه سينشر موعد إجرائه في الوقت المناسب.
انعكاسات القرار وأبعاده على الطلبة السوريين والعرب
وللوقوف على آثار القرار الجديد وأبعاده على الطلبة السوريين والعرب الراغبين بالتسجيل في الجامعات التركية الحكومية، أفاد المدرّس راغب بكريش في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، أن نظام الامتحان الموحّد لـ (اليوس) "كان معمولاً به قبل عام 2010، ثم أصبح لكل جامعة امتحانها الخاص بها بعد ذلك العام".
وقال بكريش الذي يدرّس منهاج (اليوس) للطلبة الأجانب في إسطنبول: "عانى الطلاب الأجانب خلال السنوات الـ11 السابقة التي أجرت فيها الجامعات التركية امتحانات اليوس الخاصة بها، الكثير من التعقيدات بسبب انتهاج بعض الجامعات سياسة الأسئلة التعجيزية".
وأضاف: "بعض امتحانات الجامعات كانت ترد أخطاء عديدة في أسئلتها. في إحدى الدورات شملت الأخطاء 7 أسئلة من أصل 80 سؤالاً".
السلبيات والإيجابيات
وأوضح بكريش أن الامتحانات السابقة، الخاصة بكل جامعة على حدة، كان لها سلبيات كثيرة، منها:
- كانت فترة الامتحانات طويلة جداً، وتصل إلى نحو 6 أشهر.
- يضطر الطالب أن يسافر إلى العديد من الولايات لتقديم الامتحانات.
- قيمة كل امتحان خاص بجامعة معينة، تتراوح ما بين 400- 1500 ليرة تركية.
- حرق المقاعد: والمقصود به أن الطالب يفاضل على كل الجامعات دفعة واحدة، لأن مواعيدها متباينة ومتباعدة، ما يجعله يفاضل كثيراً ويدفع نقوداً كثيرة أيضاً.
- إلا أن المشكلة الأكبر، بحسب بكريش، تتمثل في أن الطلاب الحاصلين على علامات مرتفعة، يكونون قد حجزوا (حرقوا) العديد من المقاعد في عدة جامعات، ما يحرم البقية من هذه المقاعد.
وأشار المدرّس بكريش إلى لجوء بعض الأطراف إلى اتّباع آلية "بيع المقاعد"، فيقول: "لأن الجامعات كانت هي المشرفة على الامتحان، لجأ بعض موظفيها إلى الاتفاق مع مكاتب (الخدمات الجامعية) بحيث يبيعونها مقاعد جامعية، كالطبيّة مثلًا، وبأسعار خيالية. فيحرمون بذلك الطلاب الذين يستحقونها".
وبالنسبة لإيجابيات القرار الجديد، يقول بكريش إنه "كان مطلب نسبة كبيرة من الطلاب منذ سنوات، حتى استجاب مركز التقييم والاختبارات (ÖSYM) لهذا الطلب، وذلك بعد حصول كثير من التجاوزات".
ومن الإيجابيات التي شملها القرار:
- تركيز جهود الطالب في امتحان واحد، وتوفير كلفة السفر وأجور الامتحانات، بالإضافة إلى الدخول في مفاضلة شاملة.
- الامتحان الشامل سيجنّب الطلاب الأسئلة التعجيزية التي كانت تطرحها بعض الجامعات في امتحاناتها، وكذلك تجنّب الأخطاء فيها.
- لن يكون الامتحان أصعب من المعتاد، فمن مبادئ تنظيم الامتحانات العامّة أنه كلما كانت الفئة المستهدفة أوسع كان الامتحان أكثر ملاءمة للجميع.
- وحتى لو قرر الطالب إعادة اختبار اليوس، فسيكون القرار أسهل وبوقت أبكر، لأنه لن ينتظر انتهاء فترة الامتحانات التي امتدت العام الماضي حتى 6 أشهر كما ذكرنا.
ويختم بكريش بالقول: "باختصار، ستكون هذه الخطوة باتجاه تحقيق عدلٍ أكثر لجميع الطلاب، أما السلبية الوحيدة فتتمثل في وجود فرصة واحدة في السنة".
الطلاب السوريون والأجانب في الجامعات التركية
وبلغ عدد الطلاب السوريين الذي يدرسون في الجامعات التركية وفقاً لأرقام مجلس التعليم العالي التركي (YÖK) 37 ألفاً و326.
وأوضح رئيس تجمع الطلبة الأجانب في تركيا عبد الله إرين، أنه استفاد فقط 1611 طالباً سورياً من المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة.
وأشار إرين إلى أن عدد الطلاب الأجانب في تركيا زاد نحو عشرة أضعاف خلال العشر سنوات الماضية، إذ بلغ عددهم أكثر من 200 ألف طالب.