أصدرت هيئة تحرير الشام قرارات جديدة بضبط الوجود العسكري وإنشاء أي كيان عسكري أو مدني في ثلاث مناطق من محافظة إدلب، وذلك بعد منعها العمل العسكري خارج غرفة عمليات "الفتح المبين" عقب الاقتتال الذي خاضته ضد فصائل غرفة عمليات "فاثبتوا".
وأعلنت "إدارة المناطق المحررة" التابعة لتحرير الشام يوم أمس إغلاق جميع المقار العسكرية ضمن منطقة مدينة إدلب باستثناء مقار غرفة عمليات "الفتح المبين"، وذلك بحجة "ترسيخ العمل المؤسساتي وتكاتف الجهود لمواجهة تحديات المرحلة القادمة"، بحسب وصفها.
وأكدت على عدم أحقية أي جهة عسكرية بالتدخل بالشؤون العامة والحكومية، مطالبةً جميع الجهات العسكرية في منطقة مدينة إدلب مراجعة "مسؤول المنطقة لتنظيم التواجد العسكري"، مهددةً بمحاسبة المخالفين عبر "القوة التنفيذية".
أما في منطقة سرمدا الحدودية شمالي المحافظة، فقد منعت "إدارة المناطق المحررة" إحداث أي جسم او كيان مدني أو عسكري، وكذلك منعت فتح أي مقار عسكرية أو إدارية في المنطقة.
وطالبت تحرير الشام عبر "الإدارة" التابعة لها، جميع الفعاليات الثورية والتطوعية بالتوجّه إلى إدارة المنطقة للحصول على موافقة استمرار العمل.
وفي بيان ثالث خاص بمنطقة جسر الشغور غربي المحافظة، أعلنت "إدارة المناطق المحررة" إغلاق جميع مقار تنظيم "حراس الدين" في كامل منطقة جسر الشغور، ومنعت فتح أي مقر عسكري داخل المدينة لأي جهة كانت، وأيضاً منعت وضع أي حاجز في المنطقة لأي جهة كانت باستثنائها.
وتأتي هذه القرارات الجديدة من هيئة تحرير الشام، في محاولة لاستتباب السيطرة لها على مناطق مهمة في شمال غربي سوريا، لتحجيم الوجود العسكري للفصائل والتنظيمات الأخرى بطريقة تتفادى فيها الهجوم العسكري كما حصل قبل أيام مع تنظيم حراس الدين في لدة عرب سعيد غربي مدينة إدلب.
وسبق أن أصدرت تحرير الشام قراراً بمنع الفصائل العسكرية من القيام بأي عمل عسكري خارج غرفة عمليات "الفتح المبين" وذلك بعد أيام من مواجهات بينها وبين فصائل غرفة عمليات "فاثبتوا".
وقالت الهيئة في بيان يوم الجمعة الفائت: "يُمنع إنشاء أية غرفة عمليات أخرى أو تشكيل أي فصيل جديد تحت طائلة المحاسبة، بحيث تصبح جميع النشاطات العسكرية بإدارة غرفة عمليات الفتح المبين".
وجاء قرار الهيئة عقب التوصل مع غرفة عمليات "فاثبتوا" لاتفاق بوقف لإطلاق النار في منطقة عرب سعيد وسهل الروج، ورفع الحواجز و"الاستنفارات من الطرفين".
واندلعت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية بين هيئة تحرير الشام ومجموعات من غرفة عمليات "فاثبتوا" أسفرت عن قتلى من الطرفين.