نفذت القوات الأميركية فجر أمس الخميس، عملية إنزال جوي شاركت فيها ثلاث مروحيات، في قرية ملوك سراي 17 كيلومتراً جنوبي مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، وقتلت شخصاً واعتقلت اثنين آخرين أحدهما قائد مجموعة في ميليشيا "أنصار الأمن العسكري" التابعة للنظام السوري.
وأفادت وكالة "رويترز" بأنّ القوات الأميركية استهدفت قيادياً من تنظيم الدولة (داعش)، بعملية إنزال جوي نفّذتها، فجر الخميس، في مناطق سيطرة النظام السوري شمال شرقي سوريا.
ونقلت الوكالة عن مصدرين أمنيين، أنّ غارةً "نادرة" نفّذتها القوات الأميركية في قرية يسيطر عليها النظام السوري في ريف الحسكة، أسفرت عن مقتل قيادي في تنظيم الدولة كان يختبئ هناك.
إنزال جوي أميركي لأول مرة في مناطق سيطرة نظام #الأسد
— تلفزيون سوريا (@syr_television) October 6, 2022
ماذا جرى في #القامشلي؟
إعداد: حسن الحسيّان @Hasanalhusayean#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/kcvDCjLeCX
من استهدفت العملية؟
وقال الصحفي سامر الأحمد، إن العملية أسفرت عن مقتل راكان وحيد الشمري يدعى "أبو حايل" يعتقد أنه قيادي بتنظيم الدولة واعتقل خلالها قائد مجموعة في ميليشيا "أنصار الأمن العسكري" التابعة للنظام يدعى "علي الحنوش" وشخص آخر، إضافة إلى إصابة عنصرين أحدهما من قوات النظام قام بإطلاق النار باتجاه القوات الأميركية.
كما اعتقلت القوات الأميركية ضابطاً من قوات النظام برتبة ملازم وعناصر آخرين خلال العملية وأفرجت عنهم فور انتهائها.
وأضاف "الأحمد" في تصريح لموقع "تلفزيون سوريا"، أن "أبو حايل" وصل إلى قرية ملوك سراي وهي عبارة عن قرية صغيرة لا تتجاوز 30 منزلاً قبل أكثر من عامين كمربي أغنام، حيث انتقل إلى المنطقة لإيجاد أرض مناسبة لقطيعه، وبدأ بسرعة بكسب ود الناس فيها عن طريق تقديم المعونات المالية للمحتاجين في القرية وتأسيسه ما يشبه الجمعية لمساعدة الأرامل واليتامى ينفق عليها من ماله، وسرعان ما توطدت علاقته مع "علي الحنوش" الذي نقله من أطراف القرية إلى داخلها عبر منحه منزلاً فيها.
و"أبو حايل" ينحدر من قرية التويمين بريف القامشلي، وقد أشاع بالقرية أنه جاء إلى المنطقة بعد قتله لجندي أميركي خلال اعتراض دورية أميركية مرت من قريته في وقت سابق، بحسب "الأحمد".
ويبدو أن القوات الأميركية لم تكن تملك معلومات دقيقة عن مكان وجود "أبو حايل" قبل تنفيذ العملية، حيث حلقت طائرة أميركية فوق مناطق سيطرة النظام بريف القامشلي قبل تنفيذ العملية بيوم، وفقاً للمصدر ذاته.
من هما "أبو حايل والحنوش"؟
من جانبه، قال الصحفي إبراهيم الحبش، إن العملية جاءت بعد الحصول على معلومات من معتقلين اعتقلتهم قوات "قسد" والقوات الأميركية الشهر الماضي، وإن "أبو حايل" لا يعرف منصبه في تنظيم "داعش" بالضبط، "ولكن يعتقد أنه متورط مع (الحنوش) في تمويل خلايا تنظيم الدولة النشطة في شمالي وشرقي سوريا".
وأضاف "الحبش" وهو مدير موقع الخابور المحلي، أن "قسد" والقوات الأميركية كانتا اعتقلتا خلال عملية مشتركة في 6 أيلول الماضي شخصاً يملك محل صرافة من منطقة دوار مرشو في مدينة الحسكة، وصادرت مبلغاً مالياً كبيراً، وله علاقة مباشرة مع "الحنوش".
و"الحنوش" في العقد الرابع من العمر، انخرط في القتال بالميليشيات التابعة لقوات النظام في الحسكة منذ العام 2013، ثم أصبح قائد مجموعة مكونة من نحو 15 عنصراً في ميليشيا "أنصار الأمن العسكري" تتركز في قرية ملوك سراي، وفقاً لسامر الأحمد.
ويرى "الحبش" أن أسلوب التخفي الذي انتهجه "أبو حايل" كمرب للأغنام والمواشي، هو أحد الأساليب الشائعة في التخفي التي يعتمد عليها القادة الكبار في تنظيم "داعش" وأن الوجود في منطقة يسيطر عليها النظام دليل على تواطؤ النظام مع خلايا "داعش".
عشرات العمليات
والقرية واحدة من عشرات القرى الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف القامشلي، والتي يمنع على الدوريات الأميركية دخولها، وتنتشر بهذه المناطق عدة ميليشيات مدعومة من "الحرس الثوري الإيراني" أو أمن النظام.
وشنت القوات الأميركية عشرات العمليات بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مناطق سيطرة الأخيرة شمالي وشرقي سوريا، استهدفت ما تقولان إنها خلايا تابعة لتنظيم "داعش"، لكن العملية الأخيرة هي أول عملية معروفة في منطقة تسيطر عليها قوات النظام، حتى الأخيرة اعترضت القوات الأميركية عشرات المرات ومنعتها من دخول مناطق سيطرتها خلال الفترة الماضية.