سلّمت المخابرات الجوية في قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، جثمان المعتقل رائد فواز الحمد، لـ"حركة رجال الكرامة"، عند حاجز المسمية في مدخل السويداء، استكمالاً لملف معتقلي "أحداث خازمة".
رائد الحمد يبلغ من العمر 58 عاماً، كان من بين ثمانية أفراد يتبعون لـ"قوة مكافحة الإرهاب"، الذراع العسكري لـ"حزب اللواء السوري"، اعتقلتهم "المخابرات العسكرية" في هجومها على قرية خازمة، صيف العام الماضي، وفقاً لشبكة "السويداء 24" المحلية.
ولم يكن الحمد مصاباً في أثناء اعتقاله، ونُقل مع رفاقه إلى فرع "الأمن العسكري" في السويداء، من ثم إلى "الفرع 215" في دمشق، المسمى بسرية المداهمة، والتابع لشعبة "المخابرات العسكرية".
شهادات مروعة للناجين من التعذيب
في الأيام الأولى لاعتقاله، تعرض رائد الحمد لتعذيب شديد من عناصر "المخابرات العسكرية"، من دون تحقيق حتى، بحسب المعتقلين المفرج عنهم، وكان المحققون يضربون المعتقلين ويعذبونهم، ويقولون لهم: "نعرف كل شيء، أنتم هنا فقط للتعذيب".
وكان الحمد يعاني من مشكلات في القلب، وخضع قبل اعتقاله لعملية قلب مفتوح، فلم يحتمل التعذيب على ما يبدو، وفارق الحياة داخل "الفرع 215".
ونُقل بعدها بقية المعتقلين إلى الفرع 291، المسمى بالفرع الإداري، التابع لشعبة "المخابرات العسكرية" أيضاً. وقضوا طيلة فترة اعتقالهم، في منفردات، وسط ظروف قاسية جداً، وتعذيب شديد، لا تزال آثاره بادية على من بقي منهم على قيد الحياة. سبعة شهور، كانت أشبه بجحيم، مهما طال الحديث عنها، لن يشعر بقسوتها إلّا من كان معتقلاً، بحسب "السويداء 24".
الإفراج عن معتقلي "أحداث خازمة"
وبعد تدخل "حركة رجال الكرامة"، والدخول في مفاوضات مع أجهزة النظام الأمنية، أطلقت الأخيرة سراح المعتقلين السبعة، أمس الأحد، وأعلنت وفاة الثامن، ثم سلّمت جثمانه اليوم الإثنين. ومن المقرر إجراء مراسم تشييع له، غداً الثلاثاء، في قرية الحريسة، التي ينحدر منها شرق محافظة السويداء.
ويصف ناشطون "الفرع 215" بـ"الهولوكوست"، أو المحرقة السورية، بناء على تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان في عام 2014، وثق عمليات قتل وتعذيب وإعدامات ميدانية واسعة النطاق، داخل الفرع المذكور.