قتل وأصيب عدد من جنود الجيش الروسي، اليوم الثلاثاء، إثر انفجار عبوة في ريف القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل.
وقال "تجمع أحرار حوران" إن مجهولين استهدفوا، صباح اليوم، دورية روسية بعبوة ناسفة في قرية المعلّقة جنوبي القنيطرة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، مضيفاً أن سيارات إسعاف هرعت إلى مكان الاستهداف.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من أسبوع على استهدف مجهولين دورية عسكرية على أوتوستراد دمشق – درعا بالقرب من جسر خربة غزالة، الذي تسيطر المخابرات الجوية عليه، وتنتشر حواجزها في المنطقة وصولاً إلى المنطقة الشرقية من المحافظة، ولم ينتج عن التفجير السابق إصابات، على عكس الاستهداف هذه المرة.
استهداف الجيش الروسي قرب الجولان للمرة الأولى
تتشابه مناطق الاستهداف من ناحية السيطرة وانتشار قوات حواجز لقوات النظام فيها، وتختلف في قربها عن الحدود مع الجولان المحتل.
وبحسب "تجمع أحرار حوران"، فإن الاستهداف هذه المرة وقع على مقربة لا تتجاوز الكيلو متر من الحدود مع الجولان، الذي تحاول روسيا إرسال رسائل طمأنة بإبعاد الميليشيات الإيرانية عن المنطقة، والحفاظ على الهدوء فيها، وضمان الأمن الإسرائيلي، تنفيذاً لتعهداتها السابقة قبيل السيطرة على المنطقة منتصف العام 2018.
هل إيران من تقف وراء عمليات الاستهداف؟
وترغب إيران في تحويل عمليات الاستهداف من درعا إلى القنيطرة، واتهام معارضين للنظام بالوقوف وراء تلك العمليات، لضمان الموافقة على التوغل أكثر في المحافظة، ونشر ميليشياتها بشكل أوسع، وبموافقة روسية، مستغلة انخفاض أعداد المراقبين الروس في المنطقة، وفقاً لـ"تجمع أحرار حوران".
وأوضح التجمع أن هذه التحركات والرغبة الإيرانية بإحكام السيطرة على الجنوب السوري جاءت بعد أن ضمنت إيران تشكيل ميليشيات تعمل لصالحها في قرى وبلدات درعا التي كانت تشكل تهديداً مباشراً لوجودها فيها.
ولعل الانتقال إلى القنيطرة يهدف إلى إتمام المشروع الإيراني الهادف للسيطرة على الحدود السورية الأردنية، والحدود السورية مع الجولان المحتل، وبذلك تكون إيران قد امتلكت أوراق ضغط على دول الجوار لسوريا، لا بد أن تستخدمها بما يخدم مصالحها أو تشعل تلك الحدود.
الأردن يتخوّف من الوجود الإيراني على حدوده
وصعد الأردن في الفترة الأخيرة من خطابه ضد إيران، إذ عبر الملك عبد الله الثاني في أيار الماضي، عن تخوفه من الفراغ الذي قد يتشكل إذا ما انسحبت روسيا من مناطق جنوبي سوريا، مؤكداً أن هذا الفراغ "سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم".
وازدياد النفوذ الإيراني في الجنوب السوري، بعد انشغال روسيا بغزوها لأوكرانيا، بات من الملفات التي تشغل كثيراً من القادة في المنطقة، وكان آخرها تصريحات الملك عبد الله الثاني الذي أكد نهاية حزيران الماضي، أن بلاده تواجه المزيد من المشكلات مع الميليشيات الشيعية على حدودها مع سوريا، تتمثل بتهريب المخدرات والأسلحة وعودة "تنظيم الدولة" (داعش)، بسبب تراجع نفوذ روسيا في سوريا بسبب انشغالها في الحرب الأوكرانية.