البث المباشر
رغم مرور عام كامل على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، في السادس من شباط 2023، إلا أن مآسيه لم تطوَ بعد، ففي مقبرة ضحايا الكارثة بولاية هاتاي التركية تنتشر إلى الآن مئات القبور بشواهد خشبية خالية من الأسماء تحوي أرقاماً فقط، لسوريين قضوا تحت الأنقاض وما زالوا مجهولي الهوية.
سجلت على هذه القبور أرقاماً فقط، لتدل على ترتيب الضحايا في السجلات الرسمية التركية، لعدم تمكن السلطات من تحديد هويات أصحابها بعد استخراج جثثهم من تحت أنقاض الزلزال، وهم في معظمهم من السوريين الذين لا أقارب لهم في تركيا للتعرف عليهم.
المقبرة تضم جثامين الآلاف من الضحايا السوريين، حيث فقد في هاتاي قرابة 4200 سوري، أرسل قسم منهم ليدفن في شمالي سوريا، وبقي العدد الأكبر في تركيا.
السوريون في تركيا يفقدون وطناً بديلاً
ومضى على استقرار عشرات الآلاف من السوريين في جنوبي تركيا بين 6 - 9 سنوات، لتتحول المنطقة تدريجياً إلى وطن بديل عن وطنهم الذي غادروه مجبرين تحت وطأة قصف النظام السوري وحلفائه.
وأسس السوريون في جنوبي تركيا على مدار السنوات الماضية أعمالهم وتجارتهم الخاصة، بل أصبحوا في بعض المجالات رواد أعمال، مثل صياغة الذهب، ومقاولة البناء، وقطاع الأغذية وصناعة الحلويات.
وبعد الكارثة التي ضربت المنطقة، توجهت المئات من العائلات السورية باتجاه ولايات تركية أخرى، مثل مرسين، وأضنة، وأنقرة، وإسطنبول، ونزل كثير منهم في مراكز إيواء، أو يقيمون حالياً لدى أصدقائهم وأقاربهم، في ظل معاناة كبيرة خلال البحث عن تأسيس حياة جديدة.
الزلزال المدمر
وفجر 6 شباط 2023، ضرب زلزال مدمر جنوبي تركيا وشمالي سوريا وبلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة.
وأودى الزلزال بحياة 53 ألفاً و537 شخصاً، في حين أصيب 107 آلاف و213 آخرون، بينما بلغ عدد المتضررين منه 14 مليون شخص في تركيا وحدها.
