كشف تقرير لـ موقع إخباري "إسرائيلي" النقاب عن إقامةِ إسرائيل سفارة سريّة لها في العاصمة البحرينية المنامة، منذ 11 عاماً، أي قبل التطبيع الذي جرى مؤخّراً بين الجانبين.
وحسب موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي فإنّه بعد اتفاق تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل في العاصمة الأميركية واشنطن، منتصف أيلول الفائت، وبعد إعلان الاتفاق، يوم الأحد الفائت، سلّم مسؤول إسرائيلي لـ وزير الخارجية البحريني مذكّرة بطلب فتح سفارة في البحرين.
اقرأ أيضاً.. وفد إسرائيلي في البحرين للتوقيع على فتح السفارات
وأضاف الموقع - حسب ما ذكرت وكالة "الأناضول" التركيّة - أنّ مسؤولين إسرائيليين صرّحوا بأن "البنية التحتية موجودة بالفعل إلى حد كبير بفضل السفارة السرية الموجودة منذ 11 عاماً تحت واجهةِ شركة استشارات تجارية"، قائلاً "كل ما علينا فعله هو تغيير اللافتة على الباب".
تفاصيل سفارة إسرائيل "السريّة" في البحرين
كشف تقرير "واللا" المفصّل - نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وبحرينيين - أنّ "وزارة الخارجية الإسرائيلية أقامت بعثة دبلوماسية سريّة في البحرين، منذ سنوات"، مضيفاً "عملت البعثة الدبلوماسية في العاصمة المنامة، تحت غطاء شركة لـ تحفيز الاستثمار التجاري".
وأضاف أنّ "وجود البعثة الدبلوماسية، التي كان ممنوعاً الكشف عنها حتى أسابيع قليلة، يظهر عمق العلاقات التي كانت قائمة بين إسرائيل والبحرين، لكنها ظلت سريّة"، مردفاً أنّ "إعلان السلام الذي وقّعه رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ووزير الخارجية البحريني (عبد اللطيف الزياني) في البيت الأبيض، يوم 15 أيلول الفائت، أظهر هذه العلاقات على السطح وخفّف غطاء السرية".
وأشار إلى أنّ الاتصالات بشأن افتتاح البعثة الإسرائيلية السريّة في المنامة بدأت، منذ عامي 2007 و2008، في سلسلة لقاءات سريّة بين وزيرة الخارجية (تسيبي ليفني) ووزير الخارجية البحريني (الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة)، في ذلك الوقت.
علاقات "ليفني" الوثيقة مع نظيرها البحريني - وفق التقرير - وحقيقة أن دولة قطر قطعت العلاقات مع إسرائيل وأغلقت المكتب الإسرائيلي في الدوحة عام 2009، دفعت وزير الخارجية البحريني إلى إعطاء الضوء الأخضر لـ افتتاح البعثة الإسرائيلية في المنامة".
وذكر التقرير - نقلاً عن مسؤول في الخارجية الإسرائيلية - أنه "في 13 تموز 2009، بعد بضعة أشهر مِن تولي نتنياهو منصبه، سُجّلت شركة محدودة تُسمّى مركز التنمية الدولية في البحرين، لـ توفير تغطية للنشاط الدبلوماسي الإسرائيلي هناك"، قائلاً "يتضح من وثائق مسجل الشركات في البحرين، أن الشركة غيرت اسمها في كانون الثاني 2013، ولكن لا يمكن الكشف عن الاسم الجديد لـ أسباب أمنية".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنّ "رؤية الشركة تتمثّل وفقاً لـ موقعها على شبكة الإنترنت، في أن تكون كياناً يقدّم خدمات اختراق السوق والاستشارات وتقنيات التسويق الموجودة في قلب الخليج"، متابعاً "تقدم الشركة نفسها كمزوّد خدمة للعملاء في أوروبا والولايات المتحدة، الذين يرغبون في دخول السوق البحريني بالمجالات غير المرتبطة بالنفط".
وحسب موقع الشركة الإلكتروني، فإنّ معظم عملائها هم مِن شركات التكنولوجيا الفائقة في مجالات الصحة والطاقة المتجددة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات.
"كانوا جميعاً دبلوماسيين إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة"
وأكمل موقع "واللا" الإسرائيلي قائلاً في تقريره "حسب وثائق هيئة الشركات الحكومية البحرينية، فقد أصدرت الشركة، التي تقع مكاتبها في الحي التجاري بالمنامة، 400 سهم بقيمة 50 ألف دينار بحريني لكل سهم"، مردفاً "جنّدت الشركة موظفين، لديهم قاسم مشترك فريد للغاية: (كانوا جميعاً دبلوماسيين إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة)".
ولفت الموقع إلى أنّ "أحد المساهمين في الشركة هو (بريت جوناثان ميلر)، وهو مواطن إسرائيلي ودبلوماسي في وزارة الخارجية يحمل جنسية جنوب أفريقيا، وفي عام 2013، عيّنت الحكومة (ميلر) قنصلاً عاماً لـ إسرائيل في مدينة مومباي الهنديّة"، كما أنّ "المساهم الآخر هو (إيدو مويد)، وهو مواطن إسرائيلي ودبلوماسي في وزارة الخارجية، إضافة إلى كونه مواطنا بلجيكيا، ويشغل حالياً منصب رئيس قسم الإنترنت في القسم الاستراتيجي بوزارة الخارجية الإسرائيلية".
وتابع "وفقاً للوثائق، فإن مجلس إدارة الشركة يضم أيضاً شخصاً يُدعى (إيلان بلوس) الذي يحمل الجنسية البريطانية ويشغل الآن منصب نائب المدير العام لـ شؤون الاقتصاد في وزارة الخارجية الإسرائيلية"، كما عيّنت الشركة في عام 2018 رئيساً تنفيذياً جديداً وهو "مواطن أميركي لا يمكن الكشف عن اسمه".
و"الدبلوماسيون الإسرائيليون الذين خدموا في مناصب مختلفة في الشركة على مر السنين" عمِلوا في البحرين - وفق التقرير - تحت ستار رجال الأعمال، حتى إن بعض الدبلوماسيين الإسرائيليين قاموا ببناء قصص غلاف لـ أنفسهم تضمّنت ملفات تعريف مزيّفة على شبكة التواصل الاجتماعي للأعمال LinkedIn".
وأكّد موقع "واللا" أن مجموعة صغيرة جداً مِن كبار المسؤولين البحرينيين، قد علموا بوجود البعثة الإسرائيلية، مضيفاً "في العديد مِن الحالات بالعقد الماضي حيث كان هناك قلق من تسرب وجود الوفد، أُجريت مشاورات عاجلة بين الجانبين للسيطرة على الأضرار وتنسيق التحركات لـ ضمان الحفاظ على السرية".
وأضاف أنّه "خلال أكثر مِن عقد من النشاط في البحرين، شجع أعضاء التمثيل السري مئات المعاملات الاقتصادية للشركات الإسرائيلية في البلاد، كما عملوا كقناة اتصال سرية بين إسرائيل والبحرين، حيث كانت اتصالاتهم الرئيسية مع وزير الخارجية البحريني وبعض مستشاريه المقربين".
وكانت البحرين والإمارات العربية المتحدة قد وقّعتا مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منتصف أيلول الفائت، اتفاق "تطبيع كامل" عُرف بـ"اتفاق إبراهام"، وذلك برعاية رئيس الولايات المتحدة الأميركية (دونالد ترامب) في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن.