قبرص: أعداد اللاجئين السوريين في تزايد والأفارقة في تراجع

زاد عدد طلبات اللجوء التي تقدم بها سوريون في قبرص بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية في البلاد يوم الخميس الماضي، مع الإشارة إلى مدى صعوبة التعامل مع الوضع بسبب عدم القدرة على إعادة القادمين إلى بلدهم نظراً لأن سوريا ما تزال غير آمنة.

كما أعلنت الوزارة أنه ابتداء من شهر تشرين الثاني شهدت طلبات اللجوء التي تقدم بها نيجيريون وكونغوليون وكاميرونيون هبوطاً كبيراً مقارنة بما كانت عليه أعدادهم خلال الشهر نفسه من العام الفائت.

خلال الفترة الواقعة ما بين شهري آذار وتشرين الثاني من هذا العام، وصل عدد طلبات اللجوء الجديدة إلى 9.091 طلباً، في حين بلغ عدد طلبات اللجوء الجديدة 17.065 طلباً خلال الفترة نفسها من عام 2022، ما يشير إلى تراجع بنسبة 50 بالمئة.

خلال عام 2022، تقدم الواصلون بنحو 21.565 طلباً، في حين وصل عدد الطلبات المقدمة خلال هذا العام إلى 10.589 طلباً، من دون احتساب الطلبات المقدمة خلال شهر كانون الأول الحالي، أي أن نسبة التراجع بلغت 49%.

وبالنسبة للبلدان الأصلية التي قدم منها اللاجئون، تبين بحسب الإحصاءات بأن عدد طلبات اللجوء المقدمة من قبل سوريين وصل إلى 1125 طلباً، مقارنة بـ318 طلباً قدمت خلال الشهر نفسه من العام الماضي، في حين تقدم 39 نيجيرياً بطلبات لجوء، مقارنة بـ245 طلب لجوء تقدم بها نيجيريون خلال شهر تشرين الثاني من العام الماضي. ينطبق الأمر ذاته على طلبات اللجوء المقدمة من قبل كونغوليين، والتي وصلت إلى 29 طلباً خلال شهر تشرين الثاني من هذا العام، مقارنة بـ234 طلباً قدمت خلال العام الماضي، أما المتقدمون من دولة الكاميرون فقد وصل عدد طلبات لجوئهم إلى 11 طلباً خلال هذا العام في حين بلغ عدد طلبات لجوئهم 116 طلباً حتى شهر تشرين الثاني من عام 2022.

وجاء في بيان الوزارة أنه: "بناء على هذه الأرقام، تبين وجود تراجع كبير في أعداد الأفارقة الواصلين إلى قبرص خلال هذا العام، وذلك نتيجة للإجراءات التي اتخذت من أجل معالجة المشكلة".

في الوقت ذاته، تبين وجود زيادة في عدد طلبات اللجوء التي قدمها سوريون وصلوا إلى قبرص عبر البحر، بيد أن هنالك صعوبة في إدارة طلبات لجوئهم بحسب ما أعلنته الوزارة وذلك لأن بلدهم غير آمن، ولا يمكنهم العودة إليه بأي طريقة سواء أكانت عودة طوعية أو ترحيلاً أو غير ذلك من الطرق.

بلغ عدد المغادرين حتى تاريخ اليوم من هذا عام 11040، وهذا ما دفع بالوزارة لتعلق بالقول: "لأول مرة في تاريخ الهجرة في هذا البلد، مالت الكفة لصالح عمليات المغادرة بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين، إذ بلغت نسبة العائدين 105% مقارنة بنسبة الواصلين".

وبحسب البيانات، تبين أن نحو 17438 شخصاً قد سجل وصولهم إلى قبرص خلال عام 2022، بينهم 937 شخصاً وصلوا إليها بحراً، و16501 شخصاً وصلوها عبر المنطقة العازلة، في حين بلغ عدد الواصلين 10475 شخصاً حتى 15 من كانون الأول من هذا العام، بينهم 3889 شخصاً وصلوا إليها بحراً، و6586 شخصاً وصلوا إليها عبر المنطقة العازلة.

بالنسبة للبلد الأم للواصلين، أعلنت الوزارة بأنه خلال عام 2022، كانت الدول العشر الأولى المصدرة للاجئين إلى قبرص عبر المنطقة العازلة هي سوريا والكونغو ونيجيريا وباكستان وأفغانستان وبنغلاديش والكاميرون والصومال وإيران والعراق، وخلال عام 2023، كانت الدول العشر الأولى بالنسبة لأعداد الواصلين إلى الجزيرة عبر المنطقة العازلة هي سوريا ونيجيريا والكاميرون والكونغو والعراق والصومال وباكستان وبنغلاديش وإيران وليبيريا.

وهذا ما دفع الوزارة للتصريح بالقول: "تظهر البيانات وجود تراجع بلغت نسبته 68% في أعداد الواصلين من الدول الأفريقية مقارنة بأعدادهم خلال الفترة نفسها من عام 2022، إلى جانب ظهور زيادة بنسبة 34% في أعداد القادمين من سوريا".

بالنسبة لحالات الوصول عبر البحر خلال عام 2022، تصدرت كل من سوريا وفلسطين الدول المصدرة للمهاجرين، في حين تصدرت سوريا وفلسطين ولبنان والمغرب الدول المصدرة للواصلين خلال عام 2023، ومعظم الواصلين من تلك الدول يحملون الجنسية السورية.

هذا وقد أوردت الوزارة أنه خلال الفترة الواقعة ما بين آذار وتشرين الثاني من هذا العام، صدر ما مجموعه 16005 قرارات بشأن طلبات اللجوء، بينها قرارات رفض، وقرارات تقضي بمنح الحماية المؤقتة، إلى جانب قرارات تمنح إقامة وحق اللجوء، ومن بين تلك القرارات صدر 11570 قراراً بالرفض. وعبر تطبيق مجموعة من التدابير، أصبحت عملية فحص وتدقيق طلبات اللجوء تستغرق وقتاً أقصر يتراوح ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر بعدما كانت العملية تستغرق ما بين تسعة أشهر إلى سنة وتسعة أشهر.

وأضافت الوزارة أن 7200 حالة عودة طوعية قد تمت حتى تاريخ اليوم من عام 2023، مقارنة بـ5100 حالة تمت خلال العام الفائت، أي بزيادة تعادل 71%، وقد شملت حالات الرحيل عموماً العودة الطوعية والترحيل وإعادة التوطين والتي وصل عددها إلى 11040 حالة خلال الفترة الواقعة ما بين شهري كانون الثاني وتشرين الثاني من عام 2023، مقارنة بحالات الرحيل عن قبرص التي بلغت 5900 حالة خلال الفترة نفسها من عام 2022.

علاوة على ذلك، وخلال الفترة الواقعة ما بين آذار من 15 من كانون الأول، تمت إعادة توطين 1680 لاجئاً في دول الاتحاد الأوروبي من خلال آلية إعادة التوطين، واحتلت ألمانيا المرتبة الأولى بالنسبة لحالات إعادة توطين اللاجئين القادمين من قبرص، تليها فرنسا بحسب ما أوردته وزارة الداخلية القبرصية.

كما أعلنت الوزارة بأنها ستكشف عن الإحصائيات السنوية الخاصة بالهجرة لعام 2023 خلال شهر كانون الثاني.

المصدر: Cyprus Mail