شهد يوم أمس الجمعة، وفاة 5 مدنيين، بينهم 3 أطفال، غرقاً في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وفق بيان للدفاع المدني السوري، الذي أكد في الوقت نفسه، إنقاذ 10 آخرين كادوا أن يغرقوا خلال السباحة.
وازدادت بشكل ملحوظ منذ بداية الشهر الحالي حالات الغرق في المسطحات المائية (أنهار وبحيرات) في شمال غربي سوريا.
ارتفاع حالات الغرق
ويأتي الارتفاع بعدد الضحايا بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة والإقبال على السباحة من دون اتخاذ إجراءات السلامة الضرورية والجهل بطبيعة تلك المسطحات وخاصة أن أغلب حالات الغرق المسجلة هي لمهجرين يجهلون طبيعة هذه المسطحات المائية الخطرة، وفق البيان.
وقال الدفاع المدني، إن "بحيرة ميدانكي شهدت ثلاث حالات وفاة غرقاً (الجمعة)، في الحادثة الأولى توفي شابان على إثرها غرقاً أثناء سباحة الأول وتعرضه للغرق ومحاولة الثاني إنقاذه، فيما غرق طفل بعد الحادثة الأولى بنحو 3 ساعات، في جهة أخرى من البحيرة".
وانتشل فريق الإنقاذ المائي التابع للدفاع المدني جثتي طفلين أشقاء، غرقا في ساقية شلالات كمروك في منطقة عفرين شمالي حلب، أثناء اللعب وقطف الأزهار.
عمليات الإنقاذ
في حين تمكنت فرق الإنقاذ المائي المنتشرة في بحيرة ميدانكي وعين الزرقاء، من إنقاذ 10 مدنيين، بينهم 9 أطفال من عين الزرقاء غربي إدلب، وواحد في بحيرة ميدانكي.
كما أنقذت الفرق أيضاً فتاة سقطت في بئر مياه ضمن منزلها في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، في أثناء نزولها لتنظيفه، لتقوم فرقنا بإخراجها من البئر وإسعافها إلى المشفى.
وجاء في بيان الدفاع المدني "خلال عيد الأضحى تحولت نزهة عدد من العائلات إلى حزن، إذ توفي 6 مدنيين غرقاً فيما تمكنت فرقنا من إنقاذ أكثر من عشرين آخرين، وأغلب الحالات كانت في نهر الفرات ونهر العاصي".
تحذيرات الدفاع المدني
يضيف البيان أنه ورغم كل التحذيرات التي يطلقها الدفاع المدني السوري باستمرار عن عدم صلاحية جميع المسطحات المائية في شمال غربي سوريا للسباحة وخطورتها الشديدة، إلا أن ظاهرة الغرق لا تزال تزهق أرواح المدنيين وسط استهانة كبيرة من الأهالي، ويقع تلافي هذه المأساة بالدرجة الأولى بالوعي بخطورة هذه المسطحات وخطورتها حتى على المتمرسين، بسبب تضاريسها الوعرة وتنتشر فيها الأعشاب بكثرة وبرودة المياه التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى التشنج العضلي وبالتالي عدم القدرة على السباحة والغرق، إضافة لأن العديد من الأهالي القاصدين لهذه المسطحات المائية لا يصطحبون معهم معدات الأمان والسلامة كطوق النجاة والإطارات المطاطية التي تساعد على الطفو وحبل التثبيت الذي يساعد على إنقاذ الغريق عن طريق سحبه على الفور.
حصيلة خلال 6 أشهر
ومع الحالات التي استجابت لها فرق الدفاع المدني أمس الجمعة، ترتفع حصيلة الغرقى في المسطحات المائية منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم إلى 25 حالة وفاة غرقاً فيما أنقذت فرقنا أكثر من 35 مدنياً كادوا أن يغرقوا وأسعفتهم إلى المشافي.
وتعمل فرق الدفاع المدني السوري ضمن خطة شاملة للاستجابة لعمليات الإنقاذ المائي من خلال انتشار نقاط رصد وإنقاذ دائمة في كل من بحيرة ميدانكي في عفرين شمالي حلب وعين الزرقاء بريف إدلب الغربي خلال موسم الصيف، بهدف حماية المدنيين من الغرق والسرعة بالاستجابة لأي نداء استغاثة، وهي بمثابة مراكز جاهزة دائماً وتعمل على الرصد والاستطلاع على امتداد المسطح المائي، والاستجابة الفورية والمباشرة لأي حادثة قد تحصل.
وتتألف النقاط في كلتا المنطقتين من غطاسَين اثنين في كل نقطة وطاقمي غوص كاملين وقارب لسهولة التنقل في المياه والبحث عن الغرقى واختصار الوقت، ومنظار وقبضات تواصل لاسلكية، وبطبيعة دوام بنظام مناوبات بين المتطوعين، للتغطية الشاملة.
ويؤكد البيان أن هذه الإجراءات ووجود الفرق في نقاطها بالقرب من المسطحات المائية لا يعني أبداً أنها آمنة، ولا بد من تضافر الجهود للحد من حالات الغرق وتوعية المدنيين بخطورة السباحة في هذه الأنهار والبحيرات.