رفع عدد مِن السوريين المقيمين في السويد، دعاوى شخصية في محاكم العاصمة "استوكهولم"، ضد ضباط في "نظام الأسد"، مسؤولين عن "التعذيب والإخفاء القسري" في أربعة أفرع أمنية تابعة لـ"النظام".
وقال المحامي (أنور البني) رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، إن "تسعة سوريين معتقلين سابقاً، تقدّموا، يوم الخميس الفائت، بملف دعوى لدى محكمة سويدية بحق 25 ضابطاً في أمن نظام الأسد".
وأضاف "البني" (المقيم في ألمانيا) لـ وكالة "آكي" الإيطالية، إن المركز تقدّم بالدعاوى في السويد، بالتعاون مع مجموعة "قيصر" والمركز السوري لحرية الإعلام، وبدعم مِن المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان، ومنظمة المدافعين عن الحقوق المدنية.
وأوضح "البني"، أن هذه المراكز وغيرها مستمرة في عملها، وفي رفع دعاوى ضد مسؤولين أمنيين بـ"نظام الأسد" اشتركوا أو تسببوا بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، لافتاً أن لدى السويد الصلاحية العالمية، ويتوجب أن تستعملها لملاحقة مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية.
ووصف "البني" في تصريح سابق لـ موقع تلفزيون سوريا، صدور مذكرة التوقيف الدولية بحق اللواء (جميل حسن) بأنها "أول خطوة حقيقية لتحقيق العدالة للسوريين"، موضحاً أنها صدرت بجهود الشهود وهم بانتظار مذكرات توقيف أخرى بحق "باقي المجرمين في سوريا" وعلى رأسهم (بشار الأسد).
يأتي ذلك، بعد نجاح المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، مطلع شهر حزيران مِن العام المنصرم، في إصدار أول مذكرة توقيف دولية مِن المدّعي العام في ألمانيا، بحق اللواء (جميل الحسن) مدير إدارة المخابرات الجوية التابعة لـ"نظام الأسد"، وذلك بتهمة إعطاء الأوامر لارتكاب مجازر بحق السوريين.
كذلك، صدرت مذكرات اعتقال مِن المدّعي العام في فرنسا، أواخر العام الفائت، بحق ثلاثة مسؤولين في استخبارات "نظام الأسد"، هم "جميل الحسن، علي مملوك (مدير الأمن القومي)، وعبد السلام محمود (رئيس فرع التحقيق في المخابرات الجوية)".
وطلبت ألمانيا مِن لبنان رسمياً، قبل أسبوع، تسليم "الحسن"، بعد ورود معلومات عن قدومه إلى هناك لتلقي العلاج في مشافيها، حسب ما ذكر موقع (SPIEGEL ONLINE) الألماني، الذي رجّح ضعف فرصة تسليمه، بسبب الدور الحاسم الذي تلعبه ميليشيا "حزب الله" هناك، والتي تعد حليفاً رئيسياً لـ"نظام الأسد".
يشار إلى أن "نظام الأسد" ملأ سجونه ومعتقلاته ومباني أجهزته وأفرعه الأمنية بمئات آلاف المعتقلين من الذين ثاروا ضد استبداده في آذار عام 2011، وقضى عشرات الآلاف منهم "تحت التعذيب" بينهم قرابة 11 ألف معتقل حتى 2014 (أي خلال 3 سنوات)، موثّقين بالصور التي سرّبها "القيصر".