انطلقت اليوم الجمعة في قصر المؤتمرات بالعاصمة دمشق، أعمال الدورة الثالثة لـ "المؤتمر الدولي للتحول الرقمي" تحت عنوان: (سوريا والتحول رقمياً.. الفرص والتحديات)، بمشاركة فعاليات اقتصادية وعلمية من بعض الدول العربية والأجنبية، بحسب وكالة أنباء النظام "سانا".
وصرّح وزير الاتصالات والتقانة في حكومة النظام، إياد الخطيب، خلال افتتاح أعمال المؤتمر، أن "الحكومة تتابع باهتمام بالغ تنفيذ ملف (الحكومة الإلكترونية) في سوريا، وما يدخل ضمن هذا الملف من إنشاء مركز خدمة التصديق الإلكتروني ومركز خدمة المواطن ومنظومات المعاملات الإلكترونية وتوسيع شبكة المعطيات السورية واستعادة الخدمة وتحسينها".
وزعم الخطيب أن البلاد قبل الحرب "كانت تسير بخطا متسارعة نحو النهوض بهذا القطاع الذي حصل على الرعاية والاهتمام من أعلى مستويات اتخاذ القرار"، ملمّحاً أن "تداعيات الحرب والعقوبات الاقتصادية القسرية المفروضة على سوريا أدت إلى تأخير انطلاق العديد من المشروعات وتراجع بعضها الآخر ولا سيما مشروعات (الحزمة العريضة)".
من جهته، قال رئيس "الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية"، محمد فرعون، في كلمة له إن انعقاد المؤتمر "يأتي انطلاقاً من دعم (الرئيس بشار الأسد) كل الفعاليات التي تسعى للتنمية الفكرية وتحقيق الارتقاء المجتمعي والاقتصادي ودعمه المطلق لجميع النشاطات التي تقدم الدعم والدفع لإتمام عملية التحول الرقمي” على حد تعبيره.
أما الخبير الاقتصادي، طلال أبو غزالة، فأكد بدوره أن التحول الرقمي "حتمي" لأن الدول التي لا تتحول رقمياً "تصبح خارج الحاضر والمستقبل"، لافتاً إلى أن "الأهم من كل ذلك هو أن يصبح المواطن مستعداً للتعامل بالمعرفة والأدوات الرقمية".
أزمات تعصف بالبلد
المؤتمر يأتي في مرحلة هي الأصعب على السوريين المقيمين داخل مناطق سيطرة النظام، نظراً لارتفاع أسعار مواد المعيشة الأساسية، بالإضافة إلى أزمة رغيف الخبز التي تخنق المواطنين، بالتزامن مع انهيار سعر صرف الليرة السورية وعدم تناسب المعاشات مع المصاريف اليومية، حيث بات الراتب الشهري لا يكفي لمصروف يومين أو ثلاثة في أحسن الحالات.
كما وتشهد تلك المناطق شحاً في الوقود زادت وتيرتها خلال الأسبوع الفائت، الأمر الذي أثر سلباً على المواصلات العامة منها والخاصة وشل الحركة داخل المدن وبين القرى والبلدات، دون أن يتخذ النظام أي إجراء فعلي لحل هذه الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
البطاقة الذكية.. تحوّل السوريين الرقمي الوحيد
وفي ظل كل هذا وذاك، فإن "التحوّل الرقمي" الوحيد الذي بات يدركه السوريون ويتعاملون به، يتمثل في (البطاقة الذكية) التي ربط فيها نظام الأسد كل ما يطلبه السوريون، من خبز وغاز ومازوت وبنزين وبقية الأساسيات الحياتية، رقمياً فقط، دون أن يوفرها لهم.