في سوريا.. نظام يعتقد أنه بلا معارضة رغم المظاهرات والمؤتمرات المنددة له

ملامح المشهد السوري عنوانها تراجع لافت لبعض مواقف الدول العربية التي تمد يدها إلى النظام السوري في الفترة الأخيرة، وندرة في الحديث عن مبادرة عربية لحل سياسي في سوريا والتي يرى فيها البعض أنها أقرب لبالون اختبار يطلق عند الحاجة لمعرفة مدى مرونة كل طرف ومدى قدرة السوريين على التنازل للوصول إلى حل ما، فالصيغة النهائية غير واضحة، لا سيما أن النظام السوري يعتقد أنه بلا معارضة، كما أن المعارضة فقدت الاهتمام الدولي، وبالتالي فإن النظام السوري كعادته يرى أنه ليس مضطرا لتقديم تنازلات رغم الصوت الشعبي الهادر والرافض له والذي تعبر عنه المظاهرات اليوم في السويداء، ليبقى أيضا وجه آخر لتباين المواقف الغربية من الحل السياسي في سوريا وتشدد موقف الاتحاد الأوروبي من النظام السوري، ما يدفعان الدول العربية للتفكير في مقاربات جديدة قد تأخذ وقتا وسط انشغال كل بلد بقضاياها الداخلية الخاصة.

اللقاء الذي سمي باللقاء السوري الديمقراطي سيكون بحسب ورقة الدعوة، يهدف إلى جمع أوسع طيفٍ من الكيانات السورية والشخصيات المستقلّة المؤمنة بالديمقراطية والعاملة بالشأن العام

وسط كل هذه الملامح يجتمع الائتلاف الوطني السوري المعارض ليبحث عن فتح نافذة ما للمسارات المغلقة.. كما وجهت الدعوات لاجتماع معارضين سوريين في برلين هذا الشهر في ظل هذه الظروف البالغة التعقيد بغية تأسيس شكل تنظيمي من المرجح أن يتكون من التجمع الوطني السوري والمجلس السوري للتغيير وتكتل السوريين وآخرين ..

هذا اللقاء الذي سمي باللقاء السوري الديمقراطي سيكون بحسب ورقة الدعوة، يهدف إلى جمع أوسع طيفٍ من الكيانات السورية والشخصيات المستقلّة المؤمنة بالديمقراطية والعاملة بالشأن العام.

يهدف بحسب أوراقه إلى بناء موقف وطني سوري موحّد، ويضع مبادئ أوليّة لميثاقٍ وطنيٍ سوري، ويؤكد على أن هدفه الرئيس هو الانتقال السياسي للوصول إلى دولة ديمقراطية تقوم على مبادئ المواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان، وعدم السماح أو القبول بتعويم النظام الاستبدادي من أي جهة دولية أو داخلية.

ووزعت اللجنة التحضيرية لهذا اللقاء استبيانا خاصا بالأسس والمبادئ التي يقوم الاجتماع على أساسها، والأهداف التي يرغب بالوصول إليها، كما تتضمن الدعوة مجموعة من الأسئلة للإجابة عنها لمعرفة مدى رغبة المعارضين السوريين بالتفاعل في أن ينتج عن هذا اللقاء شكلا تنظيميا وما هو هذا الشكل وما نوعه وخاصة أن أشكال مؤسسات المعارضة باتت كثيرة وحالة الجمود ثابتة دون تحقيق اختراقات ملموسة تنعكس على السوريين والنازحين في الداخل وعلى اللاجئين في دول الجوار إيجابا..

عموما لا يختلف السوريون على عدة مبادئ في أن سوريا وطن لكل السوريين والسوريات، من المفترض أن يضمن دستورها كرامةَ الإنسانِ والحرياتِ والمواطنة المتساوية، ويعتمد مبدأ فصلِ السلطاتِ، وهي بلد مستقل وذو سيادة لتقف الدولة فيها على الحياد تجاه كلِّ المكوناتِ وأيضا نظام حكمها يختاره السوريون عبر صناديق الاقتراع.

من دون إيجاد طريقة فاعلة لإجبار النظام على الانصياع لهذه القرارات ستعاني أجيال أخرى وسيبقى التغيير السياسي أمرًا غير واقعي وحلما على ورق

ورغم تمسك المعارضة بالقرارات الدولية التي تنصّ على إجراءات ما فوق تفاوضية تتعلق بمصير المعتقلين والمفقودين وتهيئة البيئة الآمنة والمحايدة لعودة المهجرين واللاجئين، تبقى حالة الجمود هذه عائقا وسدا منيعا لأن ما نعيشه في هذه الفترة أكثر من تعثر للحل السياسي فلم تظهر أي نتيجة أياً من السلال الأربعة التي طالما تحدثت عنها قرارات الأمم المتحدة وبياناتها وجلساتها.

ومن دون إيجاد طريقة فاعلة لإجبار النظام على الانصياع لهذه القرارات ستعاني أجيال أخرى وسيبقى التغيير السياسي أمرًا غير واقعي وحلما على ورق.