أُسدل الستار على فعاليات مهرجان "روتردام للفيلم العربي" المُقام في هولندا من دون أن تحصل الأفلام السورية المشاركة على أية جوائز وبغياب النجم السوري جمال سليمان عن تكريمه لعدم حصوله على فيزا لحضور المهرجان.
واختتمت مساء الأحد فعاليات الدورة الـ 23 من مهرجان روتردام للفيلم العربي بحضور نخبة من صناع ونجوم السينما في العالم العربي ما عدا السوريين.
وكان من أبرز النجوم العرب الحاضرين في المهرجان داليا البحيري وهنا شيحا وأحمد وفيق من مصر، ونسرين الراضي من المغرب ومريم الفرجاني من تونس.
ما هي الأفلام الفائزة في المهرجان؟
وخلال حفل الختام، أعلنت لجان التحكيم عن جوائز مسابقات المهرجان، حيث حصد الفيلم المصري "19 ب" جائزة أفضل فيلم وكذلك أفضل ممثل للفنان المصري سيد رجب وذهبت جائزة أفضل مخرج للمخرج المصري أحمد عبد الله عن نفس الفيلم.
كما منحت لجنة التحكيم جائزة أفضل ممثلة للفنانة منى حوا عن فيلم "إن شاء الله ولد" من الأردن، وفاز بجائرة أفضل سيناريو عمر مول الدويرة عن سيناريو فيلم "صيف في بجعد" من المغرب، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "إن شاء الله ولد" من الأردن.
وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الطويلة من المخرج الفلسطيني محمد قبلاوي، والفنانة المصرية داليا البحيري، والمنتج السعودي صالح فوزان.
كما منحت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة تنويه خاص لفيلم "ترينو" إخراج نجيب كثيري وهو إنتاج (تونس وإنجلترا)، وذهبت جائزة أفضل سيناريو للفيلم السعودي "شريط فيديو تبدل" إخراج مها الساعاتي وفازت المخرجة الفلسطينية ورد كيال بجائزة أفضل إخراج عن فيلم "حمزة أطارد شبحًا يطاردني".
وحصد فيلم "على قبر أبي" إخراج جواهين وإنتاج (المغرب وفرنسا) جائزة أفضل فيلم.
وفي فئة الأفلام الوثائقية حصد فيلم "مش زيّهم" جائزة أفضل فيلم وثائقي وهو من إخراج السويسرية المصرية نادية فارس، وقررت لجنة التحكيم منح تنويه خاص لفيلم "تحت شجرة التين" للمخرجة التونسية أريج السحيريا.
وتضم لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية المنتج السينمائي المصري صفي الدين محمود، والمخرج المغربي سعيد آزر، والمخرجة الهولندية دوفي رييس.
وضم برنامج المهرجان 39 فيلماً، منها 21 فيلماً طويلاً و18 فيلماً قصيراً، من إنتاج 11 دولة عربية، بالإضافة إلى شراكات إنتاجية مع 8 دول غربية.
وقامت إدارة المهرجان بتكريم النجم السوري جمال سليمان والنجمة المصرية ليلى علوي، في دورة هذا العام تقديراً لما قدماه طوال مسيرتهما الفنية المثمرة.
وتضمن حفل الختام عرض فيديو للنجمة المصرية ليلى علوي التي تعذر حضورها لارتباطها بالتحضير لعمل سينمائي جديد.
وأعربت ليلى خلال الفيديو عن سعادتها بتكريم مهرجان روتردام للفيلم العربي مشيرة إلى أنها سوف تسعى لحضور الدورة المقبلة من المهرجان في عام 2024.
جمال سليمان غاب لعدم حصوله على فيزا!
أما فيما يخص أسباب تغيب جمال سليمان عن التكريم فقال مدير المهرجان روش عبد الفتاح في حديث لموقع تلفزيون سوريا "في الواقع نحن نتعرض لصعوبات في الحصول على تأشيرات للفنانين السوريين وللأسف كنا نأمل أن يكون جمال سليمان حاضراً لكننا لم نستطع الحصول على فيزا له كونه يحمل جواز سفر سورياً!؟".
وأشار إلى أن "هولندا تعاني من البيروقراطية فيجب أن تطلب التأشيرة قبل ثلاثة أشهر من الموعد وفي بعض المرات نتدخل لكي نعجل في الحصول عليها لضيوفنا لكننا في هذا المرة لم نستطع تسريع الإجراءات"، لافتاً إلى أن "السلطات الهولندية تذرعت بأن هذا قانون ويجب انتظار استكمال الإجراءات والحصول على الموافقة".
وعن رأيه بأسباب قلة الأفلام السورية المشاركة في المهرجان وعدم حصول أي من الأفلام المشاركة على جوائز، قال عبد الفتاح إنه "في العامين الماضيين كان إنتاج السينما السورية قليلاً جداً رغم أنه قبل تلك الفترة كان هناك زخم في إنتاج الأفلام الوثائقية السورية".
ويضيف "في الحقيقة لا أعرف إذا ما كنا نحن في إدارة المهرجان مقصرين أم أن الإنتاج السينمائي فعلاً أصبح قليلاً جداً لهذا الحد وهذا الأمر يشكل علامة استفهام لدي!"، معرباً عن تمنياته بأن يشهد المهرجان في دورته المقبلة مشاركة لأفلام سورية بشكل أكثر".
كما أعرب عن أمله بأن تتمتع صناعة السينما السورية في العام المقبل بالحرية لكي تستطيع إنتاج أفلام أكثر، مشيراً إلى أنه "رغم وجود النظام والقيود لكن من أحد مهام الفنان أن يكسر تلك القيود ويبحث عن فسحة لصناعة السينما (..) في إيران مثلاً هناك نظام قمعي لكي توجد صناعة سينما جيدة وإنتاج غزير".
وأضاف عبد الفتاح بأنه "في سوريا للأسف لا يوجد دعم لصناعة السينما لا من قبل النظام ولا من قبل المعارضة".
وعلق على سؤال بأن الاستقرار شرط أساسي لصناعة السينما وسوريا ما زالت تشهد حرباً قائلاً إن "الاستقرار ليس شرطاً أساسياً لأنه في عامي 2011 و2012 كان هناك زخم في صناعة الأفلام الوثائقية لأنها كانت حاجة ضرورية وكان هناك دعم من جهات سياسية ولكن عندما تصاعد العنف في البلاد صارت الجهات الداعمة تفضل أن تقدم المال لشراء السلاح وليس لصناعة السينما".
وأشار إلى أن "الدول الغربية كانت في الفترة السابقة تدعم بعض صناع ومخرجي الأفلام السورية والعربية لكن بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا تحول كل الدعم إلى السينما الأوكرانية"، لافتاً إلى أن "سوريا لا ينقصها صناع سينما من مخرجين وكتاب وممثلين لكن ما ينقصها هو الدعم المالي".
كما لفت إلى أن "الكثير من الدول العربية اعتكفت عن دعم صناع السينما السوريين وصارت تدعم سينماها الوطنية كالسعودية مثلاً التي بدأت في الأعوام الماضية بإنتاج عشرات الأفلام السعودية".
ويشار إلى أنه تم خلال المهرجان أيضاً الاحتفال بذكرى مرور مئة عام علي وفاة الملحّن المصري سيد درويش بحفل موسيقي خاص، وتم تكريم الفنان الهولندي مارتن فوندس، وقام بتقديم مقطوعة موسيقية جديدة مستوحاة من أعمال سيد درويش، كما قدم الفنان زكريا غفولي أداءً مميزاً يجمع بين الموسيقا التقليدية وعناصر البوب الحديثة.
يذكر أنه في الدورة الماضية من المهرجان، اختارت لجنة التحكيم فيلم "الغريب" للمخرج السوري أمير فخر الدين كـ "أفضل فيلم طويل"، كما حصل المخرج السوري مانو خليل على جائزة "أفضل مخرج".