كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل رفضت طلب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الحصول على الأسلحة الإسرائيلية، على الرغم من أن كبار المسؤولين الأميركيين أبلغوا تل أبيب أن البيت الأبيض سيرحب بتزويد السلاح لكييف.
وأضافت الصحيفة أن زيلينسكي طلب بشكل صريح خلال محادثته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، يوم الجمعة الماضي، التزود بالأسلحة الإسرائيلية.
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل تواصل حظر تزويد لأوكرانيا التي تشهد هجوماً روسياً منذ الخميس الماضي.
وهذه ليست المرة التي تطلب فيها كييف أسلحة ومعدات عسكرية واستخبارية من تل أبيب، وكشفت الصحيفة ذاتها، قبل أسبوع من الغزو الروسي أن إسرائيل رفضت طلباً أوكرانياً لتزويدها بمنظومة "القبة الحديدية"، لتجنب المواجهة مع روسيا.
وأشارت إلى أنه منذ العام الماضي تقدّمت أوكرانيا بالعديد من طلبات التسليح من إسرائيل التي رفضت معظمها على الرغم من الموافقة الأميركية.
ويأتي الرفض الإسرائيلي بسبب الحساسية التي توليها تل أبيب للجاليات اليهودية في روسيا وأوكرانيا، وللحفاظ على التنسيق مع موسكو في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير بأن الولايات المتحدة تتفهم أسباب الرفض الإسرائيلي، مشيراً إلى أن واشنطن لن تضغط على تل أبيب بشأن هذه القضية، لكنها أوضحت لها أن مثل هذه المساعدة ستكون موضع ترحيب.
وكان بوتين أعلن صباح الخميس، 24 شباط/فبراير الحرب على أوكرانيا، عبر إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق للهجوم على أوكرانيا من ثلاثة محاور تضمنت قصفاً جوياً وصاروخياً.
براغماتية تل أبيب
وتحاول تل أبيب انتهاج سياسة براغماتية متوازنة بعيداً عن الاستقطاب في الحرب الروسية الأوكرانية، على ضوء مصالحها الأمنية والاستراتيجية مع الروس في الساحة السورية.
وتخشى إسرائيل اتخاذ موقف أو القيام بخطوة قد تثير غضب بوتين، وذلك خوفاً من أن تفقد حرية نشاطها العسكري في سوريا التي توفرها "قاعدة حميميم" الروسية للجيش الإسرائيلي لشن مئات الهجمات ضد الوجود الإيراني.
في المقابل تواجه تل أبيب انتقادات من الغرب الذي يطالبها بموقف واضح وقوي من الغزو الروسي على أوكرانيا.
وكانت إسرائيل امتنعت الجمعة عن تأييد قرار تقدمت به الولايات المتحدة وبولندا إلى مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف فوري للهجوم الروسي على أوكرانيا، على الرغم من الطلب الأميركي لدعم القرار.
في حين أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، أمس الإثنين، أن إسرائيل ستصوّت على قرار مماثل ومرتقب من الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال اليومين المقبلين.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، "أن إسرائيل تفعل كل شيء كي لا تفعل شيئاً"، في إشارة إلى أنها تبذل جهدها لتجنب الانخراط في الحرب الروسية الأوكرانية.
وبرر المصدر موقف تل أبيب المتردد من إدانة روسيا بقوله إن البلدان التي لديها الكثير لتخسره تتخذ موقفاً واضحاً.
وأضاف، لدى إسرائيل ذاكرة جيدة في تذكر الآخرين بأنهم لم يقفوا إلى جانبها.
ويرتكز الموقف الإسرائيلي من الحرب التي يشنها الروس على حدود أوروبا الشرقية، على ثلاثة مبادئ، الأول مساعدة المدنيين الإسرائيليين واليهود في مناطق القتال، والثاني حماية بعثاتها الدبلوماسية وموظفيها.
والمبدأ الثالث، اتخاذ موقف "قيمي شكلي" من الغزو الروسي من دون الإضرار بمصالح إسرائيل خاصة في سوريا، وهذا يتطلب منها بأن تكون أكثر متوازنة، بحسب التقديرات الإسرائيلية.