قُتل 66 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، إضافة لعشرات الجرحى والمفقودين، فجر اليوم الخميس، في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة لاهيا شمالي قطاع غزة، بعد ساعات من استخدام واشنطن "الفيتو" ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف الحرب.
وأفادت مصادر طبية محلية، إن 66 فلسطينيا قتلوا بينهم أطفال ونساء، في قصف طائرات حربية إسرائيلية مربعا سكنيا بمحيط مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا، فجر اليوم، بحسب وكالة "الاناضول".
ووفقاً لسهود عيان، فإن عشرات المنازل في محيط مستشفى كمال عدوان سوّيت بالأرض وعشرات المنازل الأخرى تضررت بشكل كبير جدا بفعل القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا.
وأوضح الشهود، أن هذه المنازل تعود لعائلات المدهون، وخضر، وأبو وادي، وشقورة، ونصار.
بدورها، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر طبية فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي قصف ما لا يقل عن 5 منازل مكتظة بالسكان في شمالي قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس مما أدى إلى دفن عدد كبير من الأشخاص تحت الأنقاض، كما توغلت القوات الإسرائيلية أكثر على امتداد الطرف الشمالي من القطاع.
وفي وقت لاحق اليوم، قتل فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لفلسطينيين في بيت لاهيا، بحسب شهود عيان لـ "الأناضول".
وفي مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، قُتل فلسطينيان في هجوم إسرائيلي، فيما قتل 3 في هجوم آخر بمدينة رفح جنوبي القطاع بالقرب من الحدود مع مصر، بحسب "رويترز".
بعد ساعات من "الفيتو" الأميركي
وتأتي المجزرة الإسرائيلية في بيت لاهيا بعد ساعات من استخدام الولايات المتحدة "حق النقض" (الفيتو) مجددا ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى.
وكانت واشنطن الوحيد المعترضة على مشروع القرار الذي ناقشه مجلس الامس، مساء الأربعاء، وحصل على تأييد 14 عضواً من أصل 15.
من جانبها، حملت حركة حماس "الفيتو الأميركي" المسؤولية عن مجزرة بيت لاهيا والتطهير العرقي الذي تتعرض له مناطق شمالي القطاع.
"خطة الجنرالات"
منذ منذ 48 يوماً، تستمر الحملة العسكرية الإسرائيلية في شمالي القطاع، المعروفة بـ "خطة الجنرالات"، والتي تهدف إلى تهجير سكان الشمال إلى جنوبي القطاع، بالقصف والتجويع والحصار.
وتركزت العمليات الإسرائيلية في غزة منذ نحو شهرين على الطرف الشمالي من القطاع حيث حاصر الجيش 3 بلدات رئيسية، وهي جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، ويجبر سكانها على التهجير القسري عبر استمرار هدم المنازل بالقصف الجوي والمدفعي.
ففي 5 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت إسرائيل بدء عملية عسكرية في شمالي القطاع، تعرف إسرائيلياً بـ "خطة الجنرالات"، وتهدف إلى فصل المنطقة الشمالية عن باقي القطاع تمهيداً للاحتلال العسكري.
تتعرض المناطق المستهدفة لحملة "إبادة وتطهير عرقي"، بقصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية ومنع إدخال الطعام والمياه والأدوية إلى المنطقة وسط أوضاع إنسانية وصحية كارثية.
لازاريني: الفلسطينيون يفرون من الموت إلى الموت
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، اليوم، إن 80 بالمئة من قطاع غزة أصبح الآن في خطر شديد مع تزايد حالة اليأس لدى كثير من الناس.
وأضاف لازاريني، في منشور على منصة "إكس"، "إنهم محاصرون ولا مكان آمن يذهبون إليه. وفي شمالي غزة، لا يزال الناس تحت حصار مشدد. ويفرون من الموت إلى الموت، وقد حرموا من المساعدات الإنسانية لأكثر من 40 يوما حتى الآن".
وقال "في قطاع غزة أصبحت عملية تسليم المساعدات القليلة المسموح بدخولها معقدة للغاية، لأسباب منها الطرق غير الآمنة".