قُتل عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال، اليوم الخميس، في قصف إسرائيلي مكثف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وسط استمرار المعارك مع الفصائل الفلسطينية.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن جيش الاحتلال ارتكب 9 مجازر خلال الساعات الـ 24 الماضية، وصل منها إلى المستشفيات 91 قتيلاً و21 مصابا.
وأعلنت الوزارة، في تقريرها اليومي الإحصائي، ارتفاع حصيلة الضحايا من جراء العدوان الإسرائيلي إلى 35.800 قتيل و80.011 مصابا.
ومنذ 230 يوماً تواصل إسرائيل شن حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي مطلق، خلفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل وظروف كارثية تسببت بمجاعة قاتلة.
ميدانياً
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، تنفيذه "عمليات قتالية" جنوبي قطاع غزة وشماليه، فيما قالت "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي إنها استهدفت جنوده وآلياته العسكرية.
كما اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى العودة وأمر الطواقم الطبية والمرضى بإخلائه.
وقال الجيش، في بيان، إن قوات الفرقة 162 تواصل العمل بعد ورود معلومات عن أهداف "معادية" في منطقة حي البرازيل ومنطقة الشابورة برفح جنوبي القطاع المكتظة بالنازحين.
وفي شمالي القطاع، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات الفرقة 98 تواصل العملية في قلب منطقة جباليا.
وفي مدينة غزة، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة مقتل اللواء ضياء الدين الشرفا مساعد قائد قوات الأمن الوطني في القطاع إثر عملية اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامه بجولة ميدانية في منطقة السرايا وسط المدينة غزة، إضافة إلى إصابة 4 ضباط آخرين كانوا برفقته.
ووسط القطاع، تواصل قوات الفرقة 99 نشاطها في منطقة الممر (محور نيتساريم)، وسط شن الطائرات الحربية غارات على المنطقة، بحسب البيان ذاته.
في المقابل، أعلنت كتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، أن مقاتليها فجروا "عين نفق فخخت مسبقا بقوة صهيونية راجلة وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح" في بيت حانون شمالي قطاع غزة.
بدورها، قالت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان نشرته عبر "تيلغرام": "قصفنا تموضعا لصيانة آليات العدو شرقي المحافظة الوسطى برشقة صاروخية من نوع 107، محققين إصابات مباشرة".
وفي بيان ثان، قالت "سرايا القدس" إن عناصرها قصفت بقذائف هاون "عيار 60" تحشدات عسكرية وآليات متوغلة جنوبي شرق رفح.
الأوضاع الإنسانية
على الصعيد الإنساني، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أن عدد المصابين بالأمراض المعدية يتزايد في قطاع غزة، وفق ما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية.
وقالت الأونروا إن عدد المصابين بالأمراض المعدية -بما في ذلك الإسهال والتهاب الكبد الوبائي (إيه)- آخذ في الارتفاع بغزة.
وأضافت أنها تواصل تقديم الرعاية الصحية "لكن الملاجئ المكتظة ومحدودية الصرف الصحي بسبب النزوح القسري تشكل مخاطر صحية شديدة" على أهالي غزة.
في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال اجتياح رفح منذ 6 أيار/مايو الجاري، واستولت في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر، ما أدى إلى إغلاقه أمام عبور الجرحى ومساعدات إنسانية شحيحة بالأساس.
كما تسبب الهجوم بتهجير قرابة مليون فلسطيني من رفح، وفق الأمم المتحدة، بعد أن كانت المدينة تضم 1.5 مليون، بينهم 1.4 مليون نازح من أنحاء أخرى في القطاع.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
كما تتجاهل إسرائيل قرارا من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.