تداول ناشطون تسجيلاً مصوراً مروعاً للحظة استهداف قوات النظام مجموعة من المدنيين والأطفال المتجهين إلى مدارسهم في مدينة أريحا يوم الأربعاء الفائت، حيث وقعت مجزرة راح ضحيتها 11 قتيلاً.
ويظهر في التسجيل المصور 3 أطفال وطفلة ممسكة بيد والدها و 3 شبان، داخل أحد المحال التجارية للاحتماء من القذائف التي بدأت تتساقط على المدينة.
والأطفال الظاهرون في التسجيل المصور هم: التوءمان عمر وعلي عبدالعال والطفلة زهرة والطفل إبراهيم الأمين.
وكان الطفل عمر عبد العال يقف على باب الدكان لحظة سقوط القذيفة إلى جانبه الطفل إبراهيم الأمين، في حين كان علي يقف خلف شقيقه التوءم مباشرة.
وعلى الفور سقط الطفلان عمر وإبراهيم قتيلين، في حين نجا علي من الموت لكنه فقد ساقه اليمنى، ويظهر في الفيديو وهو يزحف بها مقطوعة من باب المحل إلى داخله لمسافة مترين تقريبا، راسماً وراءه شريطاً من الدماء.
ويعتذر تلفزيون سوريا عن نشر هذا الجزء من التسجيل المصور نظراً للمشاهد المروعة فيه.
وقال الدفاع المدني في منشور على صفحته في فيسبوك: "أطفال تبدلت وجهتهم من فرحةٍ تغمر أرواحهم ووجوههم إلى حزنٍ أبدي، عمر وعلي توءم عاشا حياتهما معاً في الحرب التي ولدا فيها، افترقا يوم أمس أثناء رحلتهما إلى المدرسة في مدينة أريحا جراء قصف قوات النظام وروسيا، فقد عمر حياته وبقي علي يكابد جراحاً سترافقه مدى الحياة".
ونجت أيضاً الطفلة زهرة من الموت، وقال الدفاع المدني عنها في منشور بعد المجزرة: "زهرة 5 سنوات، إحدى ضحايا مجزرة أريحا، أصيبت بجروح عندما كانت مع والدها وابن عمها في سوق المدينة الذي تعرض لقصف مدفعي من قبل النظام وروسيا، نجت زهرة من الموت ولكن والدها قتل بينما أصيب ابن عمها بجروح بالغة، ما حدث معها سيبقى جرحاً غائراً لا يمكن نسيانه كما لن ينسى أحد هذا الوجه الباكي الذي لونته الدماء والجروح.
وارتكبت قوات النظام مجزرة يوم الأربعاء الفائت في مدينة أريحا راح ضحيتها 11 قتيلاً بينهم 4 أطفال وامرأة، و 20 مصاباً.
واستهدفت قوات النظام وروسيا بقصف مدفعي صباح يوم الأربعاء سوقاً شعبياً وطرقاً عامة ومحيط عدة مدارس في المدينة، خلال الذروة الصباحية وبالتزامن مع توجه الأطفال إلى مدارسهم.
وبحسب بيان صادر عن الدفاع المدني عقب المجزرة، فإن مدينة أريحا التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 50 ألف مدني، وهي أكبر تجمع سكني بريف إدلب الجنوبي حالياً؛ شهدت عودة عدد كبير من سكانها الذين نزحوا إلى مخيمات الشريط الحدودي، بعد الحملة العسكرية للنظام وروسيا مطلع العام الماضي، ولكن تجدد القصف على المدينة يجعلهم من جديد عرضة للنزوح بالتزامن مع فصل الشتاء وصعوبة الظروف في المخيمات التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة وانتشار فيروس كورونا.
وخلال الأيام الماضية صعّدت قوات النظام وروسيا قصفها المدفعي على شمال غربي سوريا بشكل خطير، إذ استهدفت يوم السبت 16 تشرين الأول، عدداً من المرافق الحيوية على الطريق الواصل بين باب الهوى وسرمدا بريف إدلب الشمالي، ما خلّف 4 قتلى و 23 مصاباً وخسائر مادية كبيرة.
ومنذ بداية الشهر الحالي تلوح بوادر تصعيد عسكري، حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية الشهر الحالي حتى يوم أمس لأكثر من 32 هجوماً، أدت لمقتل 8 أشخاص من بينهم طفل، بينما تم إنقاذ وإسعاف 37 شخصاً أصيبوا إثر تلك الهجمات.
واستجاب الدفاع المدني السوري منذ بداية الحملة العسكرية الأخيرة في شهر حزيران حتى نهاية شهر أيلول الماضي، لأكثر من 650 هجوماً جوياً ومدفعياً، أدت لمقتل 135 شخصاً، من بينهم 50 طفلاً، و23 امرأة، بينما تم إنقاذ وإسعاف أكثر من 350 شخصاً أصيبوا نتيجةً لتلك الهجمات.