رحبت فلسطين بتصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لصالح قرار تشكيل لجنة تحقيق دولية في انتهاكات إسرائيل، في حين رفضته تل أبيب مؤكدة أنها لن تتعاون مع اللجنة.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان نقلته وكالة الأناضول، إنها ترحب "بالتصويت الجامع في مجلس حقوق الإنسان من الدول التي تتسق مع مواقفها وتحترم واجباتها".
وأقر المجلس، الخميس، إنشاء لجنة للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد تصويت 24 دولة لصالح القرار، مقابل 9 دول رفضته و14 دولة امتنعت عن التصويت.
وعبرت الخارجية الفلسطينية، عن "شكرها لجميع الدول التي دعمت قرار فلسطين، وتلك التي قامت برعايته وتقديمه لتشكيل لجنة دولية مستقلة ومستمرة يعينها رئيس مجلس حقوق الإنسان".
واستهجنت مواقف الدول التي لم تدعم القرار، واعتبرتها "أقلية غير أخلاقية وتقف على الجانب الخاطئ من التاريخ، وتكيل بمكيالين، وتنافق وتدعي التزامها بحقوق الإنسان، وتنحاز، بتصويتها هذا، لجرائم إسرائيل، وتشجعها".
وطالبت الخارجية تلك الدول "بالتراجع عن هذا الموقف العدائي كي لا تبقى خارج التاريخ وكي لا يتم تذكرها كداعم للاستعمار، والأبارتهايد (التمييز العنصري)".
مجلس حقوق الإنسان في جلسة استثنائية
وفي وقت سابق الخميس، عقد مجلس حقوق الإنسان جلسة استثنائية بناء على طلب رسمي قدمته باكستان، منسقة منظمة التعاون الإسلامي في مجلس حقوق الإنسان ودولة فلسطين لمناقشة "الوضع الخطير" لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال المجلس في بيان نشره عبر حسابه على تويتر، إنه "تبنى قرارا بإنشاء لجنة للتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات المزعومة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وفي إسرائيل حتى 13 أبريل/ نيسان 2021".
في المقابل وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار مجلس حقوق الإنسان بأنه "مخجل"، زاعما أنه "مثال على هوس مجلس حقوق الإنسان السافر بمناهضة إسرائيل".
وأضاف نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه: "إسرائيل ترفض قرار مجلس حقوق الإنسان الذي لا يتضمن أي إشارة إلى منظمة حماس الإرهابية ويتجاهل تماما إطلاق 4300 صاروخ من غزة تجاه مدنيين إسرائيليين".
وأردف: "إسرائيل لن تتعاون مع التحقيق الذي يهدف للتغطية على جرائم حماس وتجريم إسرائيل على جهودها لحماية مواطنيها".
اعتداءات إسرائيل تسببت في تفجر الأوضاع في فلسطين
وفي 13 من نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، من جراء اعتداءات "وحشية" إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيا وتسليمها لمستوطنين، ثم انتقل التوتر إلى الضفة الغربية، وتحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة.
وفجر 21 من أيار الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق نار بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل، بعد قتال استمر 11 يوما.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية إجمالا، عن 288 قتيلاً بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب، بينهم 90 إصاباتهم "شديدة الخطورة".