يشتكي سكان قرية ومخيم العامرية والقرى المجاورة في منطقة ريف حلب الشرقي من افتتاح حراقات لتكرير النفط بدائياً في منطقة حرش العامرية تكون منافسة للحراقات الواقعة في بلدة ترحين.
ووضع فصيل أحرار الشرقية التابع للجيش الوطني السوري عدداً من خزانات المخصصة لتكرير مادة الفيول الخام بدائياً في حرش العامرية وهي أرض مشاع تعود ملكيتها للدولة، إلا أنه واجه رفضاً من أهالي المخيم والقرى المجاورة.
وقال أبو أحمد وهو أحد سكان مخيم العامرية خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا: "إننا مهددون بالتهجير مرة أخرى بعدما هجرنا من منطقة السفيرة منذ ما يقارب سبع سنوات حيث نعيش مع أسرنا في مخيم حرش العامرية وبنينا بيوتاً من الطين ونعمل في تربية الماشية والزراعة".
وأضاف: "أنه رغم افتقار المخيم للخدمات كالمياه والكهرباء ووعورة الطريق إلا أنهم مضطرون للبقاء كونه لا يوجد بديل، ولا يمكن بناء خيمة في أرض تعود مليكتها للناس لذلك وجد النازحون حرش العامرية مناسباً فملكيته تعود للدولة".
وأوضح، أن فصيل أحرار الشرقية طالبهم في الأرض التي يعيشون عليها تحت ذريعة أنها ملك للدولة وهم أولى بها حالياً على حد زعمهم. محذراً من أن وضع الحراقات في مخيم العامرية يشكل تهديداً لحياة أكثر من 300 عائلة تقطن المخيم.
كما يرفض أهالي القرى والبلدات المحيطة بحرش العامرية إقامة منطقة حرّاقات قرب منازلهم لأنها تشكل مخاطر صحية وبيئية تضاعف من مآسيهم المعيشية والحياتية، ومن بينهم محمد المسعود الذي يسكن في قرية صندي.
وقال المسعود: "إن تكرير النفط البدائي يشكل مخاطر صحية كبيرة علينا وعلى الأراضي الزراعية وتربية المواشي، فنحن نعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة لإعالة أسرنا، وفي حال تضررها فإننا سنبقى دون دخل معيشي".
وأضاف: "المخاطر الصحية كبيرة فحالات الاختناق تتكرر مؤخراً بين الأهالي، مع إمكانية توسع الأمراض لا سيما المزمنة كالربو والالتهابات والذبحة الصدرية والسرطان".
وبحسب من التقاهم موقع تلفزيون سوريا، فإن الأهالي طالبوا الفصيل بالتراجع عن القرار إلا أنه لم يستجب إلى مطالبهم حتى لحظة إعداد الخبر.
وتشكل الحراقات مصدر دخل للمئات في ريف حلب الشرقي وتشهد توسعاً ملحوظاً في منطقة حراقات ترحين بعدما لجأ أصحاب الحراقات إلى زيادة أعدادها بهدف الحصول على دور لطبخ مادة الفيول الخام أكثر من مرة شهرياً، وهو ما يعني زيادة في الأرباح.
ويفرض فصيل أحرار الشام - القطاع الشرقي المعروف أيضاً بـ (أحرار عولان) على العاملين في مجال تكرير النفط البدائي في منطقة ترحين ترتيباً دورياً لتشغيل الحراقات، وتصريفها ويحصل على رسوم مالية على المواد المكررة.
وأوضح مصدر عسكري (شريطة عدم الكشف عن هويته) لموقع تلفزيون سوريا أن "فصيل أحرار الشرقية وضع في حرش العامرية نحو 8 خزانات مخصصة لحرق الفيول وبدأت أعمال الحفر لتشغيل منطقة حراقات جديدة منفصلة عن ترحين وتتبع للفصيل".
وأشار إلى "أن قرار وضع الحراقات في الحرش جاء بعد خلافات مع فصيل أحرار الشام - القاطع الشرقي (أحرار عولان)، إضافةً إلى خلافات بين أصحاب الحراقات من أهالي السفيرة وآخرين من عشيرة (الجحيشات)".
وتسعى الفصائل إلى الاستثمار في مجال الحراقات من خلال جعلها منفصلة عن ترحين بهدف الحصول على مردود مالي لأن أصحاب الحراقات سيضطرون إلى دفع ثمن الدونمات التي سيضعون عليها معدات الطبخ والتصفية والتكرير.
ويدفع أصحاب الحراقات نحو 1500 دولار أميركي، وتتحول لاحقاً إلى دفعات سنوية تصل إلى حدود الـ 600 دولار أميركي للفصيل العسكري الذي يسيطر على المنطقة ما عدا الإتاوات والأموال التي تدفع على كل برميل مكرر يخرج من منطقة الحراقات وتصل إلى 2 دولار لكل برميل.