كشفت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا عن عمليات فساد وسرقة داخل مراكز توريد القمح، تسبّبت في تأخير صرف فواتير المزارعين بمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا.
وكان مزارعون في محافظة الحسكة قد اشتكوا، قبل أسبوعين، من تأخير "الإدارة الذاتية" في صرف فواتير محاصيلهم من القمح، رغم مرور نحو شهرين على توريدهم المحصول.
وقالت المصادر إنّ "السبب الرئيسي لتأخير صرف الفواتير يعود إلى عمليات فساد وتزوير وسرقة بعشرات ملايين الليرات السوريّة داخل العديد من مراكز توريد القمح" في مناطق سيطرة "قسد".
وأضافت أنّ "مراكز عدة لتوريد القمح في الحسكة والرقة ودير الزور شهدت عمليات تزوير في كمية ودرجة القمح المستلمة من المزارعين إلى جانب تورّط موظفين ومسؤولين كبار في الحصول على رشاوى مقابل عمليات التزوير".
وحدّدت "الإدارة الذاتية" سعر شراء القمح من الفلاحين والمزارعين المحليين بـ430 دولاراً للطن الواحد من الدرجة الأولى وبسعر أقل ومتفاوت بالنسبة للدرجات الأقل جودة.
اقرأ أيضاً.. "الإدارة الذاتية" تحدد سعر شراء محصولي القمح والشعير شمال شرقي سوريا
وكل عدة أيام، تنشر معرّفات "الإدارة الذاتية" جدولاً لصرف فواتير القمح وفق تاريخ التوريد لعدد من مراكز التوريد والتي توضح مضي شهرين على تاريخ توريد شحنات القمح قبل صرف فواتيرها.
طه حسين وهو مزارع من القامشلي قال لـ موقع تلفزيون سوريا: "وردت محصولي من القمح بتاريخ 14/6/2023 ورغم مضي شهرين، لم أستلم فاتورة القمح الخاصة بمحصولي".
وأضاف أنّ "المزارعين لديهم التزامات مالية عديدة من ثمن البذار والزراعة والمازوت وتكاليف الحصاد والنقل وهذه الأموال تزيد بشكل شبه يومي من جراء استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية ومطالبة أصحابها بأموال إضافية كتعويض عن التأخير".
وأشار "حسين" إلى وجود مخالفات عديدة في مراكز توريد القمح، لا سيما عدم الالتزام بالدور و"إدخال شحنات من القمح بشكل مباشر مقابل دفع مبلغ مالي بين 100 و200 دولار للشاحنة الواحدة".
وفي وقتٍ سابق، صرّح الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والري في "الإدارة الذاتية" أحمد يونس لموقع "ANHA" المقرّب من "قسد"، أنّه "ستُحدّد كامل الفواتير بالدولار الأميركي عقب تسليم المحاصيل في مدة أقصاها 20 إلى 25 يوماً".
وبدأ "مكتب النقد والمدفوعات في شمال شرقي سوريا" التابع لـ"الإدارة الذاتية" في صرف فواتير مادة القمح للمزارعين الموردين بتاريخ 20 حزيران الماضي، وحُدّدت 8 مراكز لصرف الفواتير في الحسكة والقامشلي والمالكية، والرقة والطبقة، ودير الزور، ومنبج وعين العرب شمال شرقي حلب.
معاناة المزارعين في مناطق سيطرة "قسد"
خلال الأعوام الثلاثة الماضية، عانى المزارعون من صعوبات كبيرة في توفير المازوت لتشغيل آبارهم إلى جانب ارتفاع أسعار السماد والأدوية وعدم فعاليتها، وفق ما أوضحه مهندسون زراعيون لموقع تلفزيون سوريا.
ووصلت كمية القمح المستلمة في مراكز "الإدارة الذاتية" هذا العام، إلى أكثر من مليون ومئتي ألف طن من إنتاج مزارعي المنطقة لموسم الحصاد 2023.