تداعى السوريون في هولندا لجمع التبرعات المادية والمعونات لمواطنيهم المنكوبين من الزلزال الذي ضرب قبل أيام سوريا وتركيا وتسبب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف وبدمار واسع في البلدين.
وأطلقت "اللجنة السورية لدعم الثورة السورية" حملة لجمع ثلاثين ألف يورو لدعم الأسر المتضررة من جراء الزلزال وتسبب بوفاة عشرات آلاف السوريين والأتراك.
وسيتم تخصيص المبلغ بشكل طارئ لإيواء عاجل للأسر بشكل مؤقت بحسب ما قالت اللجنة، التي جمعت أكثر من ستة وعشرين ألف يورو بعد يوم واحد من بدء الاستجابة العاجلة.
وساهم مئات السوريين وغيرهم في حملة جمع الأموال للمنكوبين بعد أن تناقلوا رابط الحملة على فيس بوك.
20 طن ملابس بأقل من يوم
وجمع لاجئون سوريون آخرون"تبرعات عينية" لمتضرري الزلزال في شمالي سوريا بعد أن أطلق الناشط السوري أبو جعفر المغربل حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة المنكوبين.
وقال أبو جعفر المغربل لموقع تلفزيون سوريا إن "الحملة استطاعت جمع ستة كونتينرات من الملابس لمنكوبي الزلزال في شمالي سوريا"، مقدراً الكمية بـ"عشرين طنا من الملابس".
وأضاف بأن ذلك تم "بجهود من السوريين والفلسطينيين إضافة إلى مغاربة وأتراك وهولنديين".
وأشار أبو جعفر إلى أنهم "جمعوا كل هذه الكمية خلال أقل من أربعة وعشرين ساعة"، لافتاً إلى كثرة الراغبين بتقديم المساعدات والذين لا يعرفون كيف يستطيعون مساعدة المنكوبين".
وعن آلية إيصال المساعدات إلى شمالي سوريا قال أبو جعفر إنهم تواصلوا مع جمعية بيت السوريين في تركيا التي ستقوم بإيصال المعونات إلى شمال غربي سوريا عبر معبر باب الهوى"، وأوضح أنه "سيتم نقل المعونات على حسابنا وسيكلف نقل كل كونتينر أكثر من 4 آلاف يورو إلى معبر باب الهوى".
السوريون في هولندا يتضامنون مع منكوبي الزلزال
وساهمت عدة محال ومطاعم وشركات سورية في هولندا في حملة جمع التبرعات العينية، وتم تخصيص بعضها كنقاط لتجميع التبرعات قبل إرسالها إلى المنكوبين.
وأضاف الناشط السوري "تلقيت اتصالات كثيرة من أناس يرغبون بإيصال مساعدات عينية ومعدات طبية إلى شمالي سوريا لكنهم لا يعرفون ما هي الآلية.. وقد أوصلت بعضهم بمنظمات معنية بذلك".
وعبر أبو جعفر عن سعادته من لهفة وفزعة السوريين وغيرهم من الراغبين بمساعدة المنكوبين في تركيا وسوريا، ويقول: "بعض كبار السن الذين كنت ألتقيهم في الشارع خلعوا الستر التي يلبسونها لإيصالها للمحتاجين في شمالي سوريا والكثير من الشبان وحتى الأطفال عرضوا علي تقديم المساعدة في الحملة".
وأضاف بأن "بعض الشبان خصصوا لنا 16 باصاً ليوم كامل لجمع هذه المعونات من نقاط التجميع".
كما سلطت وسائل إعلام هولندية أضواءها على مساعي السوريين لجمع المعونات لمنكوبي الزلزال في سوريا وتركيا.
وفي تقرير لها تحدثت صحيفة "هفانا" عن الحملة التي يقوم اللاجئ السوري فادي شحادة لجمع الملابس وخصوصاً المعاطف لمنكوبي الزلزال، كما سيتم جمع البطانيات للناس الذي باتت الشوارع والخيم مأواهم بعد انهيار منازلهم.
بدوره أيضاً يقوم اللاجئ السوري محمد الحاج علي وزوجته بجمع المساعدات العينية في بلدية رينين، بحسب ما ذكرت صحيفة "دا راين بوست".
اقرأ أيضا: كندا تدرس تسريع معالجة طلبات الهجرة من سوريا وتركيا عقب الزلزال المدمر
ويعمل محمد في سوبر ماركت بمنطقة مولينسترات وحول محله إلى نقطة لتجميع المعونات المقدمة من المتبرعين، وقام رئيس البلدية هانز فان دير باس ومسؤولون آخرون بدعم الحملة.
ويقول محمد حاج علي إنه لا يستطيع الاتصال بأقاربه في المنطقة المتضررة من الزلزال "لدي أخ وأخت يعيشون هناك.. كل شيء تدمر بسبب الزلزال". بحسب قوله.
من جانبها تقول ميشيل زوجة محمد "إنه لأمر فظيع أن أرى ما يحدث في بلد زوجي. كثير من المعاناة. ليس فقط في سوريا، ولكن أيضاً في تركيا.. الصور التي نراها مروعة. سنقوم بتسليم مواد الإغاثة التي تم تسليمها إلينا في أقرب وقت ممكن. نحن ممتنون جداً لكل هؤلاء الأشخاص الذين ساهموا بالحملة".
وقبل أيام ضرب زلزال مدمر بقوة 7,8 درجات على ريختر عدة مدن في سوريا وتركيا وأدى إلى سقوط عشرات آلاف الضحايا وانهيار آلاف المباني.
وتشهد سوريا خصوصاً شمال غربي البلاد أوضاعاً مأساوية بسبب عدم وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المنكوبين، في حين لا يزال الآلاف من السوريين عالقين تحت الأنقاض، حيث يحاول الدفاع المدني ومنظمات إغاثية وطبية مساعدة المنكوبين هناك.