في الجزء الأول من اللقاء الذي أجري في برنامج "الذاكرة السورية" مع السيد فريدريك هوف الدبلوماسي والمبعوث الأميركي السابق إلى سوريا، تحدث لنا عن أول زيارة له إلى دمشق حين كان طالبا، ثم تناول كيفية انخراطه بالملف السوري في عهد إدارة باراك أوباما والدور الذي لعبه خلال مفاوضات السلام بين النظام السوري وإسرائيل بين عامي 2009 و 2011، كما كشف تفاصيل لقائه ببشار الأسد في آخر أيام شهر شباط عام 2011.
في الحلقة الثانية أكمل السيد فريدريك هوف سرد تفاصيل لقائه ببشار الأسد، وكيف أن الأخير طلب من هوف إبلاغ الرئيس باراك أوباما موافقته على كل ما ورد في الوثيقة، ورغم ذلك بقي هوف قلقا بشأن ما ذكره الأسد حين زعم أن الإيرانيين سيوافقون على كل ما ورد في الوثيقة وبأن حزب الله سيكف عن تقديم نفسه كمقاوم، وسيتحول إلى حزب سياسي في لبنان، كان ذلك سيناريو صعبَ التصديق عند هوف الذي تساءل سراً:"هل يصدق الأسد هذا الأمر حقاً؟ أم أنه مجرد شيء يود أن يطلعني عليه؟ لم أستطع أن أحدد وقتها وللأسف لم أتمكن من معرفة الجواب على ذلك السؤال حتى الآن".
كان ذلك الاجتماع هو الأخير لهوف مع بشار الأسد، فبعدها بأسابيع اندلعت شرارة الثورة السورية، وكان لا بد من تلك الوساطة أن تنتهي بحسب هوف، لأنه من المستحيل المضي في تلك العملية بالنسبة للولايات المتحدة.
ويسرد هوف بعد ذلك كيفية تعامل إدارة أوباما مع الانتفاضة في سوريا، كما تطرق إلى الملف الكيماوي وكيف امتنع باراك أوباما عن معاقبة الأسد بعد أن تجاوز الخط الأحمر، والسبب بحسب هوف أن أوباما لم يكن يريد أن يغضب المرشد الإيراني علي خامنئي، ما يعني انسحاب إيران من مفاوضات الملف النووي.
وتحدث هوف عن إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب الجولان أرضاً إسرائيلية، وماذا يعني ذلك في أي مفاوضات مستقبلية قد تتجدد بين سوريا وإسرائيل، كما تطرق إلى السياسة الأميركية في سوريا على صعيد الحل السياسي وقتال تنظيم الدولة والعلاقة مع المعارضة السورية، وتفاصيل أخرى كثيرة ستبقى في الذاكرة السورية.