بدأت عشر نساء فرنسيات محتجزات في معسكرات لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرقي سوريا، إضراباً عن الطعام، أمس الأحد، "احتجاجاً على الرفض المستمر" من جانب السلطات الفرنسية "لتنظيم عودتهن مع أطفالهن" إلى بلادهن.
وقال المحاميان ماري دوزيه ولودوفيك ريفيير اللذان يقدمان المشورة لبعض تلك النساء إنه "بعد سنوات من الانتظار وعدم وجود أي احتمال لصدور حكم، فإنهن يشعرن بأنه ليس لديهن خيار آخر سوى الامتناع عن تناول الطعام"، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
اقرأ أيضاً: واشنطن تعرض المساعدة في نقل عناصر داعش الأجانب وذويهم من سوريا
وأضافا "شرحت تلك النساء في رسائل صوتية مرسلة إلى أقاربهن أنهن لم يعدن يتحملن مشاهدة أطفالهن يعانون، وأنهن يرغبن في تحمل مسؤوليتهن وفي أن يتم الحكم عليهن في فرنسا على ما فعلنه".
وتُحتجز نحو 80 امرأة كنَّ قد انضممن إلى تنظيم الدولة الإسلامية، مع 200 طفل، في معسكرات بسوريا تديرها قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تعمل في مخيمي الهول بشمال شرقي سوريا: إن الأطفال يعانون سوء تغذية وأمراضاً حادة في الجهاز التنفسي خلال فصل الشتاء.
اقرأ أيضاً: فرنسا تتسلم أطفالاً فرنسيين من عوائل "داعش" في مخيم الهول
وحذرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل في تشرين الثاني من الخطر "المباشر" على حياة هؤلاء الأطفال المحتجزين في "ظروف صحية غير إنسانية" والمحرومين من "أبسط المواد الغذائية".
وتعتمد باريس منذ سنوات سياسة كل حالة على حدة في ما يتعلق بإعادة هؤلاء الأطفال. وتمت حتى الآن إعادة 35، معظمهم أيتام.
اقرأ أيضاً: أمميون يناشدون 57 دولة لـ استعادة رعاياها من مخيمات في سوريا
وقال المحاميان إن ترك تلك النساء في هذه المعسكرات، بينما تحض "قوات سوريا الديمقراطية" فرنسا منذ سنوات على إعادتهن، هو أمر غير مسؤول وغير إنساني تماماً.
وتوقفت باسكال ديكامب، والدة امرأة تبلغ 32 عاماً مصابة بالسرطان ومحتجزة في معسكر مع أطفالها الأربعة، عن تناول الطعام في بداية شباط، في محاولة للدفع باتجاه إعادة ابنتها إلى الوطن.
وفي كانون الأول، طلبت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من فرنسا "اتخاذ التدابير اللازمة" للسماح لهذه المرأة بالحصول على الرعاية الطبية.