icon
التغطية الحية

فرقة مسرح العرائس التوعوي في إدلب: مغامرات الفنون والحكايات

2024.09.05 | 15:59 دمشق

099800
من عروض الفرقة في إدلب
+A
حجم الخط
-A

قدمت فرقة "مسرح العرائس التوعوي" ثلاثة عروض مسرحية للأطفال، في مدرسة (شهداء عزمارين-إدلب)، الأول بعنوان (أفنان، سحر الطبيعة والألوان)، والثاني بعنوان (نوران، متعة القراءة والحكايات)، والثالث بعنوان (فهمان، قدرة الأرقام والمعادلات)، وتأتي العروض الثلاثة في إطار مشروع تحقيق مسرح للدمى في إدلب أشرفت عليه كل من منظمتي "ناجون من المعتقلات السورية" ومنظمة "الدفاع المدني-الخوذ البيضاء".

الغاية من المشروع كانت تدريب شباب وشابات يافعين ويافعات لتأهيلهم كي يصبحوا مدربين فاعلين في مجال صناعة وتحريك الدمى واكتساب مهارات في كتابة السيناريو والقصّة وتطوير الشخصيات، وصناعة الدمى، ومهارات التحريك. وامتد المشروع على مدى ستة أشهر، تم فيها التدريب على منهجيات الكتابة المسرحية، ومهارات الأداء والتمثيل وتحريك الدمى، ومهارات صناعة الدمى، ليصل المشروع إلى تقديم عرض مسرحي متكامل بمشاركة المتدربين والمتدربات المشاركين/ات في الورشة التدريبية الخاصة بالمشروع. ولقد تم اختيار 12 متدرباً ومتدربة من أعضاء فريق الدفاع المدني في إدلب، وتم العمل معهم من قبل المدربين والمدربات خلال مدة المشروع لاكساب مهارات الكتابة والتصميم والتحريك لمسرح الدمى، وقد وضعت منظمة الدفاع المدني مجموعة من القيم التي تسعى إلى تحقيقها والوصول إليها من خلال عروض مسرح الدمى، باعتبارها قيم ورسائل برنامج التوعية:

  • أهمية المبادرات والعمل التطوعي
  • التوعية على ترشيد الموارد البيئية وأهمية الطاقة الخضراء
  • التوعية عن أخطار التسرب المدرسي وعمالة الأطفال.
  • المحافظة على نظافة المدرسة والشارع والأماكن العامة
  • التوعية لأهمية توثيق البيانات والوثائق الرسمية
  • التوعية لأهمية المحافظة على المعالم التاريخية
  • التوعية من مخاطر الذخائر الغير منفجرة والألغام
  • التوعية من مخاطر الحرائق.

وانقسم المنهاج التدريبي إلى ثلاث أقسام رئيسية: الأول: مهارات الكتابة المسرحية (المدرب علاء رشيدي)، والثاني: صناعة وتحريك الدمى (المدرب صدام العدلة)، والثالث: مهارات الأداء والتمثيل المسرحي (المدربة أمل حويجة). في القسم الأول تم التركيز على مهارات الكتابة المسرحية وعناصر النص المسرحي: المكان والزمان، الحدث، الشخصيات، الحوار، والمضمون. وفي القسم الثاني من التدريب خصص المدرب (صدام العدلة) جلساته للتعريف بأنواع الدمى وكيفيات صناعة كل منها، كما ركز على الارتجال في مسرح العرائس، ومكن المدربين من بعض المهارات اللازمة في ورش العمل مع الأطفال. اما منهاج التمثيل والأداء المسرحي فقد وضعته المسرحية (أمل حويجة) وركزت فيه على تمارين الصوت والتنفس والتعامل مع عضلات الوجه والفم، كما ركزت على تمارين الخيال.

نتج عن المشروع ثلاثة عروض، تروي حكاية أصدقاء ثلاثة لكل منهم/ن شغفه ومواهبه وطباع في الشخصية والسلوك، ستقودهم إلى مغامرات مع شخصية العالم (برهان) الحاضر في العروض الثلاثة، وانطلقت العروض الثلاثة من دوافع التأكيد على حب الطبيعة والفن، القراءة والحكايات، والأرقام والآلات، في نفوس الجمهور من الأطفال والمتلقين. وتتضمن العروض ألعاباً مسرحية، وأحجيات، ومغامرات، وأغاني مؤلفة خصيصاً للعروض، كل منها مؤلف بما يتوافق مع مضمون العرض المسرحي وأهدافه وغاياته. وتعتمد العروض الثلاثة على بنية حكائية متماثلة، حيث تعرف بدايةً بموهبة كل شخصية مسرحية، وشغفها. هذا الشغف هو الذي يقود إلى الحبكة، حيث تقع الشخصية المسرحية بالمأزق نتيجة الفضول وحب الإطلاع، ويأتي الخلاص من نفس منبع الموهبة والمعرفة، حيث تكتشف الشخصيات الثلاثة بأن خروجها من أي مأزق يتعلق بحبها للعمل وبذل الجهود في سبيل تطوير المواهب والقدرات.

دمية الألوان تنقذ الطبيعة باللوحات

في عرض (أفنان وسحر الطبيعة والألوان) نتابع حكاية الطفل (أفنان) الذي يتميز بهوايته في رسم الطبيعة، لقد علمته جدته الراحلة أن يحب الطبيعة والأشجار والنباتات، وعلمته من مهارتها في التطريز والتلوين، مهارات الرسم ومزج الألوان، لكي يوظفها في رسم المناظر الطبيعة، والأشجار المعمرة كنوع من محاولة الحفاظ على الطبيعة عبر اللوحات والرسومات. وتبدأ حكاية العرض حين يتجه (أفنان) مع الأصدقاء إلى مشتل ومزرعة (العالم برهان)، حيث يرغب (أفنان) أن يكمل رسوماته الخاصة بالأشجار والنباتات، وبعد أن يرحب بهم (العالم برهان)، يطلعهم على فوائد البذور والنباتات:

العالم برهان: "أهلاً بكم يا أصدقاء، في مشتلي الغزير، وردٌ وزعفران، وزهور وأقحوان، وهذا اللبان يعشعش على الجدران، أتشمون الرائحة؟ والطيب والفاكهة؟ يا أصدقاءي الثلاثة، الأشجار تجمل المكان، وتنثر الحياة من ورق الأغصان، وأنتم تعلمون فوائد الزهور، وأطيب العطور، وأطيب العطور. آه كم أنا مفتون بتجارب البذور، لصنع الدواء وتركيب الطيوب. والآن، يا أصدقاء استمتعوا بالغابة، وأنت يا أفنان فلتحمل الألوان ولترسم الأشجار وتظلل الأغضان. ولا تقربوا اللباب، ولا الزهر خلف الباب، فكلاهما الآن في تجربة السبات. ولا تشربوا الكأس المليء بالنعناع والياسمين، فالشراب ما يزال في حال الاختبار، والعشب قبل الاكتمال يمرمر المذاق ويزعج الحواس ويقلب المزاج، ويمغص الأمعاء، هيا يا أصدقاء ألعبوا، وإلى اللقاء، سأنام قرب البئر حيث الظل الوفير، ورائحة العبير".

لكن الفضول يقود الأصدقاء الثلاثة للإقدام على المحظور، وهكذا يتعرضون لمغامرة في غابة الأشواك حيث يعلقون دون قدرة على الخروج، إلا حالما يكتشف أفنان أن قدرته على الرسم ستساعد الطبيعة للخروج من حال غابة الأشواك إلى غابة الزهور.

أفنان: "وهكذا رويت لكم الحكاية، من البداية إلى النهاية، من جدتي عناية إلى الشجرة رمان، ومنها تعلمنا كيف نجمّل المكان، بالريشة والألوان، والطلاء والدهان، نحول الأزمان من الخوف إلى الافتتان، بالتعاون والمحبة سنزرع أرضنا الخصبة". وقبل النهاية تشرع كامل الشخصيات المشاركة في العرض بغناء كلمات أغنية مؤلفة في حب الطبيعة، ودور الإنسان الفنان في الحفاظ عليها، وهي على إيقاع موسيقى أغنية (كان الزمان وكان، كلمات الأخوين الرحباني، ألحان الياس الرحباني):

كان الزمان وكان الأرض خضرة ومي

ولما أجا الإنسان دمر هالأرض شوي،

لك شو صرلو الإنسان المعود عالنسيان

عم يخرب كل المكان.

افرشوا الألوان، ارسموا الوديان،

ابتكروا اللوحة والألحان

هالأرض بتعمر

هالأرض بتعمر

بتعمر بالإنسان الفنان.

ولأنو في إنسان، فكر بالأرض منيح،

صار يحلي المكان، ويغير القبيح

تذكر أنو فنان والفن قبلو ما كان.

يرسم لوحة ويمحي الأحزان.

الدمى في متعة القصص والحكايات

العرض الثاني بعنوان (نوران، متعة القراءة والحكايات)، والشخصية الرئيسية فيه هي الطفلة (نوران) التي تتميز بحب القراءة وخصوصاً القصص والحكايات:

نوران: " آن أوان حكايتي، فاستمعوا الآن، ومهما كانت قاسية أو حزينة، فإن للحكاية عبرة ومتعة، وبعض الصعاب في البداية، لكن عبرة في الختام. فالحكاية رحلة في الزمان وفي المكان. وإلى طفولتي أردت أن أعود بكم، فقد ولدت يتيمية، بلا أب حنون أو أم رحيمة، لا أعرف غير معلمات الملجأ، وأطفال السكن والمهجع. وتفوقت في القراءة والكتابة، فاختارني الحكواتي جلنار، مع بعض الأطفال من الشطار، لنكون معاً في رحلة الكارافان، جولة في المدن والأرياف، نروي للأطفال الحكايات، ونوزع للأهالي الروايات.

كما هو الحال في البنية المشتركة للحكايات، فإن حكاية العرض الثالث تبدأ مع وصول الأصدقاء الثلاثة إلى مكتبة العالم برهان، الذي يرحب بهم بطريقة تعرفهم على أهمية القراءة والكتب وفوائد التعرف على قصص وحكايات الشعوب:

العالم برهان: " أهلاً يا أصدقاء، في المكتبة العريقة، كتب التاريخ وحكايات الناس على الجدران وعلى ورق الألماس، وقصص للصغار والكبار، في رحلة نطوف بين الكلمات والحروف، في متعة القراءة والروي والخيال، ننتقل بين العصور والأماكن والظروف، لنقرأ الحكاية ونعرف الذكرى، في صفحات الكتاب وبين أسطر الصفحة، والآن استمتعوا يا أطفال، بين هذه الجدران، ومن صفحات الكتاب ستفتح العوالم الأليفة. لكن إياكم ان تفتحوا الكتاب الموضوع خلف الباب، أو تبعثروا الأوراق هنا فوق الجريدة، واحذروا تلك الرفوف الثالث والخامس والمنتصف، وكل ما تبقى مباح لكم، لمتعة القراءة وسرد النغم".

تفقد نوران قدرة قراءة الحروف وفهم الكلمات، حين تقدم هي والأصدقاء على الإتيان بالمحظور الذي نبه منه العالم برهان، بما قادهم إليه حب المعرفة والفضول، ولأجل الخروج من المأزق، كان لابد من استعادة بعض الحكايات التي تعلم أهمية السعي للخروج من المجهول والسعي للتعلم من تجارب الحياة. لتثمر هنا علاقة الأطفال بالحكايات، والحروف والكلمات التي تجسدت على المسرح، ولتقدم الشخصيات والحروف والكلمات، أغنية في متعة القراءة وحب الحكايات، وهي على إيقاع ولحن أغنية (وين ع رام الله، أغنية من التراث الفلسطيني):

يلا ع القراءة، يلا ع القراءة،

قصص وحكايا يلا ع القراءة.

كتوب حرف يلا كتبي حرف يلا نرسم ع الصفحة ونكتب حرف يلا.

حكاية يا رفيقي حكاية يا رفيقي نروي الحكاية يلا يا رفيقي

متعة يا صديقي متعة يا صديقي والعبرة فيها متعة يا صديقي.

حكاية ومعاني حكاية ومعاني نكتب الحكاية ونفهم المعاني

نكتب أغاني نكتب أغاني نرسم ونلون ونكتب أغاني.

صراع الأخيار والأشرار على روبوتات العلوم

يحمل العرض الثاني عنوان (فهمان، قدرة الأرقام والمعادلات)، وهو يروي حكاية طفل يحمل موهبة من نوع مختلف، وهو الموهوب والشغوف بالرياضيات والمعادلات:

فهمان: 1 + 1 = 2 / 2+ 2 = 4 ، الأرقام واضحة، وقوتها بالبرهان، لاتطلق الأحكام، بل تمنح الحقائق، دون مبالغات أو تزوير في الوثائق، وتُظهر الإحصائيات مسيرة الشعوب، وقدرة البلاد، وازدهار العباد. وقد قرأت في كتاب أن الإنسان ابتكر الأعداد، قبل الأحرف، وأنه احتاج حساب التجارة والمواشي والأملاك، فابتكر الأعداد لتصبح مستندات تحفر على الجدران، وتثبت الأحداث. مرحباً أيها الحضور، أنا الفتى فهمان، أمتع بالأرقام، وأعشق الغوص في لغة الحواسيب والبرمجيات، وربما أقول في نظرتي الشخصية، أن للأرقام جمال كما هي الحروف، وربما يكون كل رقم علامة، لكنها الأشكال التي تبقى في البال، وأهمية الذكاء في الحساب والمعادلات، أنها تحقق لنا الإنجاز، وتصنع لنا في المستقبل بين الأمم مكان، وكيان، الأرقام حقاً جميلة، كالنبتة الرزينة.

وتبدأ حكاية العرض الثاني مع زيارة الأصدقاء الثلاثة إلى مختبر العالم برهان، حيث يطلعهم على أهمية الحساب والمعادلات وعلى كيفية التعامل مع الروبوت والآلات المكرسة لخدمة الإنسان:

العالم برهان: " أهلا يا أصدقاء، وصلتم في الحال وأنا أجرب أنوعاً جديدة من البرمجيات والمعادلات التي تساعد الإنسان. لا تخافوا الآلات بل وظفوها في خدمة الآمال، فالآلة مطيعة وكما يوجهها صاحبها تجيبه، فلا تسأل عن جريمة أو إيذاء أو شتيمة بل الإنسان خلف الآلة، فالآلة المطيعة لا تملك الإرداة، ولذلك تبقى تحت إدارة الإنسان خلاقة. وأنا أدعوكم لتجريب الآلات واختبار البرامج والحاسبات، لكن بحذر وعناية، لأنها ما تزال في البداية، لم تكتمل أجزاؤها وولم تختتم برمجتها، فإكتشفوا ما تشاؤن، إلا الحاسوب الإلكتروني المشحون، الذي ترونه معزول".

وكما في العرض السابق، فإن الفضول ورغبة التجريب تقود الأصدقاء الثلاثة إلى أزمة جديدة، حيث تتم سرقة (الروبوتة خدومة) التي يعمل (العالم برهان) على تطويرها، وتقع تحت سلطة وتحكم أعداء الطبيعة والإنسان، ولا يكون هناك من مخرج للمأزق، إلا حين يوظف (فهمان) قدراته في المعادلات والرياضيات ليحرر الحواسيب والآلات من سلطة التحكم والأنظمة التي تدفعها إلى تدمير الطبيعة وبنيان الإنسان. وبعد أن يستعيد الأطفال الثلاثة مع العالم برهان السيطرة على الحواسيب والآلات، يكون العرض قد أدى رسالته في حب الرياضيات والمعالات، وتوظيف الآلات والحواسيب والروبوتات في خدمة تطوير مجتمع الإنسان وغاياته، لتنطلق أغنية النهاية بمشاركة كل الشخصيات، وهي على إيقاع موسيقى أغنية (سو يا سو، من الفلكلور المصري):

روبوتي بيعرف يحسب وبيقدر يقرأ ويكتب

وبالمعرفة لا ما بيكذب للخير استعملوه.

روبوتي بيحكي حكاية، فيها متعة بالبداية

والعبرة بالنهاية لما لغتو تتعلموه.

روبوتي هو آلة بيحب الشجر كفاية

وللزراعة والسقاية بدقة بيبرمجوه.

روبوتي بيعمر حيطي وبيصمم ملعب بيتي

وبيهندسبي مدرستي وبيساعد يلي حبوه

ونذكر أن الفرقة المسرحية تتشكل من المشاركين والمشاركات في الورشات التدريبية، والذين واللواتي قدموا العروض المسرحية الثلاثة، وهم/ن: أحمد المهتار، إلهام قرقاش، بلال الترك، عبد الله حماد، عمر المكاوي، فاطمة الجراح، محمد مواس، محمد العريضي، محمد الحمود، محمد مواس، محمد العريضي، منى المفعلاني، وسيم جبارة.