البث المباشر
أثار الحديث عن ظهور أول حالة مصابة بمرض "جدري القردة" في الشمال السوري، مخاوف السوريين من انتشار المرض.
وعلى الرغم من أن محمد سالم، مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم التابعة للمعارضة السورية، نفى صحة ما يتم تداوله لموقع تلفزيون سوريا، موضحاً أن التشخيص السريري يأكد أن الطفل مصاب بجدري الماء، ولا تتوافر مخابر لإجراء عملية زرع للفيروس لتحديد الإصابة ونوع المرض بشكل مطلق. إلاّ أن المخاوف بدأت تنتشر في مناطق المعارضة والنظام على حد سواء.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أنه لا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض، لكنها أكدت أن التطعيم السابق ضد الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضاً من جدري القردة.
ولقاح الجدري كان مدرجاً في برنامج اللقاح الوطني في سوريا، لكنه حذف منها كما حذف من برامج جميع دول العالم بعد الإعلان عن اختفاء المرض تماماً عام 1980، حيث بقي التطعيم في بعض الدول لفترة وجيزة ثم انتهى، في حين تؤكد مصادر في وزارة الصحة التابعة للنظام السوري لموقع تلفزيون سوريا، أن التلقيح استمر حتى عام 1990.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
ولم يستطع موقع تلفزيون سوريا، الحصول على تاريخ مؤكد ورسمي لوقف التلقيح ضد الجدري في سوريا، لكن احتمال توقيف الحملات الرسمية بداية 1990، يعني أن جميع من هم بعمر الـ31 عاماً وأقل، معرضون للإصابة بجدري القردة في حال لم يصابوا بصغرهم بجدري الماء، الذي عاد للانتشار بسوريا خلال سنوات الحرب، على الرغم من اختفائه عالمياً.
حاول الموقع التواصل مع بعض الأطباء للحصول على لقاح الجدري بشكل أو بآخر، وتراوح سعر اللقاح بين 80 - 100 دولار بعد دفع سلفة وانتظار وصوله لأنه مهرب على حد تعبيرهم، ومصدره "دنماركي"، وهذا يعني أن سعره يتراوح بين 316 ألف و396 ألف ليرة سورية، وقد يكون الرقم ضخماً بالنسبة لعائلة بحاجة تأمين اللقاح لطفلين أو ثلاثة.
ومن ناحية أخرى، حذر أطباء آخرون خلال الاتصالات التي أجراها الموقع، من تلك اللقاحات، مؤكدين أنها غير مضمونة ولا معروفة المنشأ، لأن اللقاح عالمياً غير متوافر كثيراً، وقد يعتبر وصوله إلى سوريا صعباً للغاية، ما يرفع خطورة احتمال كونها لقاحات منتهية الصلاحية أو مزورة.
هل يوجد لقاج لـ"جدري القردة"
تُجري شركة "بافاريان نورديك" الدنماركية بحسب "بلومبيرج"، محادثات لتزويد العديد من البلدان التي اكتشفت حالات العدوى بجدري القرود، باللقاح.
وتعد شركة "بافاريان نورديك"، الوحيدة في العالم التي تصنع لقاحاً معتمداً عالمياً ضد هذا الفيروس، وقال المدير المالي في الشركة "هنريك جويل"، إن الشركة يمكن أن تزيد الإنتاج إلى 30 مليون جرعة سنوياً إذا لزم الأمر.
وتمت الموافقة على لقاح، يُعرف باسم "إمفانكس"، عام 2013 في المملكة المتحدة لعلاج الجدري العادي، وقد تكون لهذه الشركة أيضاً فرصة بتصدير لقاحاتها كون لقاح الجدري يحمي بنسبة 85% من جدري القردة.
مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة في حكومة النظام زهير السهوي، نفى وجود أي إصابة بجدري القردة في سوريا.
وقال في حديث مع وكالة أنباء النظام سانا، إنه في حال الإصابة "يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات واستخدام الأجسام المضادة المأخوذة من الدم المجمع للأشخاص الذين تم تحصينهم بلقاح الجدري واستخدام لقاح الجدري "في إي جي" ويمكن تلقيح المصاب بعد 14 يوماً من التعرض للمرض".
ما هو مرض جدري القردة؟
وجدري القردة مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ ظهرت أول إصابة بشرية به عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية ثم مناطق وسط وغرب أفريقيا، وقد كشِف لأول مرة عنه وتم تحديده في عام 1985 بالمعهد الحكومي للأمصال الكائن في كوبنهاغن، الدنمارك، في أثناء التحري عن أحد الأمراض الشبيهة بالجدري فيما بين القردة، أي بعد القضاء على الجدري.
طرق العدوى بـ"جدري القردة"
وتنجم العدوى عبر ملامسة دماء الحيوانات المصابة أو سوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، علماً أن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس، إضافة إلى أن تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض يعتبر عامل خطر.
وينتقل من إنسان لإنسان، عبر مخالطة المصاب وملامسة مفرزاته وآفاته الجلدية والاتصال الجنسي أو التعرض لقطرات الجهاز التنفسي في أثناء المحادثة لفترات طويلة وجهاً لوجه.
وتتراوح فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً، وقد لا تحدث العدوى قبل ظهور الأعراض.
أعراض جدري القردة
يقول مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة بحكومة النظام زهير السهوي، إن الأعراض تتجسد بدايةً في الحمى وألم عضلي وآلام أسفل الظهر ووهن عام شديد وصداع شديد، إضافة إلى تورم بالغدد الليمفاوية، وهي السمة التي تميز الإصابة بجدري القردة عن مرض جدري الماء.
وأضاف: "في المرحلة التالية يظهر طفح جلدي مؤلم على الوجه والجسم وخاصة داخل الفم وراحتي اليدين وباطن القدم تكون على شكل حبوب تحتوي على سائل ومحاطة بدوائر حمراء".
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، توقعت استمرار رصد مزيد من حالات الإصابة بجدري القردة، وأكدت أنه تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و28 حالة يشتبه بإصابتها بجدري القردة من 12 دولة لا يتوطن فيها الفيروس عادةً وذلك حتى يوم السبت الماضي.
