icon
التغطية الحية

غياب الدعم والتسويق يُعجّل بانهيار صناعة الحرير في طرطوس

2024.08.12 | 05:44 دمشق

صناعة الحرير
رجل سوري يعمل في مهنة صراعة الحرير التراثية التي تراجعت بشكل كبير (البعث ميديا)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تواجه صناعة تربية دودة الحرير في طرطوس والدريكيش صعوبات، أبرزها غياب الدعم وارتفاع تكاليف الإنتاج.
  •  بدأ تراجع المهنة منذ التسعينيات بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية ومنافسة الحرير الصناعي المستورد.
  • عدم التسويق الفعّال وغياب الدعم المادي أدى إلى عزوف المربين عن الاستمرار واقتلاع أشجار التوت.

تواجه مهنة تربية دودة الحرير في محافظة طرطوس عامةً، ومنطقة الدريكيش خاصةً على الساحل السوري، صعوبات عديدة تُسارِع في عملية انهيار هذه الصناعة، أبرزها غياب الدعم وارتفاع تكاليف الإنتاج.

وقال أحد مربي دودة القز في منطقة الدريكيش لصحيفة "تشرين" التابعة من النظام السوري، إن هذه المهنة تراثية وكانت تؤمّن مصدر دخل للعاملين فيها، ولكن مع بداية التسعينيات بدأت بالتراجع بسبب عدم الجدوى الاقتصادية وانخفاض أسعار الشرانق المسلّمة من قبل المربين، بالإضافة إلى منافسة الحرير الصناعي المستورد.

وأضاف أن هناك أسباباً عديدةً أدت إلى تراجع هذه المهنة وعزوف كثير من المربين عن الاستمرار في التربية، حيث اقتلعوا أشجار التوت ليزرعوا مكانها الحمضيات واللوزيات.

وأشار إلى أن من بين هذه الأسباب ارتفاع تكاليف التربية، بما في ذلك أجرة الصالة وتجهيزها، وأجور العمال لجمع التوت وقطف القز، بالإضافة إلى أجور النقل. كما ذكر أن التأخير في دفع ثمن الشرانق للمربي، الذي قد يصل إلى عدة أشهر بعد تسليمها، يشكل صعوبة كبيرة.

كما تحدث عن أبرز صعوبة وهي عدم وجود اهتمام كافٍ بالمربين، باستثناء ما يتم تقديمه من دعم فني ومادي من قبل مديرية زراعة طرطوس حسب الإمكانات المتاحة، وهو غير كافٍ.

ولفت إلى غياب التسويق، وفي حال وجوده، يكون بأسعار زهيدة جدًا. وأكد في الوقت نفسه أن عملية تربية دودة القز ممتعة ومتعبة في الوقت ذاته، ويمكن لأي مواطن ريفي امتهانها وتحقيق دخل جيد منها، بشرط إعادة تفعيل المعامل القديمة واستخدام الطرق التقليدية للتصريف على أقل تقدير، مع إيجاد أسواق خارجية.

بدوره، قال رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة طرطوس، وائل حسين، إن مهنة تربية دودة القز كانت مصدر دخل أساسياً لعدد كبير من العائلات والأسر الفلاحية في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص وحماة منذ عدة عقود.

وبحسب قوله، تحاول وزارة الزراعة دعم المربين وزيادة عددهم عن طريق تأمين سلالات بيض محسّنة، وتدريب ومتابعة المربين. كما اعتبر أن الحرير الطبيعي يعد من أهم مقومات دعم الاقتصاد الوطني في العديد من دول العالم.

ماذا عن معمل الحرير في الدريكيش؟

مدير معمل حرير الدريكيش السابق، سهيل سعيد، أوضح أن تحويل المعمل من مؤسسة تابعة لوزارة الزراعة إلى شركة اقتصادية في عام 1980 أدى إلى صعوبات في تحقيق الريعية الاقتصادية، حيث أصبح من الضروري تشغيل المعمل بنسبة 70% ولثلاث ورديات، مما يتطلب 210 أطنان من الشرانق، وهو أمر غير ممكن.

ولفت إلى أن التحول لم يكن مدروسًا بشكل كافٍ، حيث كان عدد العمال الدائمين محدوداً وغير متوافق مع نظام الشركات الاقتصادية.

وفي ظل الصعوبات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها سوريا، يعاني العديد من القطاعات التراثية والمهنية التقليدية من إهمال متزايد من قبل حكومة النظام السوري. تأتي مهنة تربية دودة الحرير كأحد الأمثلة الواضحة على هذا التقاعس، حيث لم تتخذ الحكومة إجراءات فعّالة لدعم المربين في مواجهة التحديات المتمثلة في ارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف التسويق. 

وعلى الرغم من أهمية هذه المهن في دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على التراث، فإن السياسات الحكومية تفتقر إلى التخطيط والتنفيذ اللازمين للحفاظ على استمراريتها، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في كثير من الصناعات التي كانت تشكل جزءاً أساسياً من هوية المنطقة الاقتصادية.