ملخص:
- مقتل 22 فلسطينيا وإصابة آخرين في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة في قطاع غزة، بما فيها خيمة ومدرسة تؤوي نازحين.
- استمرار "خطة الجنرالات" الإسرائيلية لفصل شمالي قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، مع تكثيف القصف والتدمير والتجويع.
- تحذيرات من كارثة إنسانية في الشمال بسبب منع قوات الاحتلال طواقم الإنقاذ من العمل منذ أسابيع، ما حرم الآلاف من الرعاية الإنسانية.
- تقرير دولي يحذر من مجاعة وشيكة شمالي غزة، ويطالب بتحرك فوري لتوفير الغذاء والأدوية.
قتل 22 فلسطينيا وأصيب آخرون، اليوم السبت، بسلسلة غارات إسرائيلية استهدفت خيمة ومدرسة تؤويان نازحين ومنزلا في مناطق متفرقة بقطاع غزة الذي يتعرض لـ "حرب إبادة" منذ أكثر من عام، وسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة شمال القطاع تتطلب تحركاً فورياً لتوفير الغذاء والأدوية.
وقالت وكالة "الأناضول"، نقلاً عن مصدر طبي محلي، إن 9 فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون بغارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في ملعب الجزيرة بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي الشمال، ارتفع عدد قتلى قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة "فهد الصباح" التي تؤوي نازحين بشارع يافا وسط مدينة غزة إلى 7 فلسطينيين بعد أن كان 5، بحسب مصدر طبي.
وقُتل 5 فلسطينيون من جراء قصف إسرائيلي استهدفهم بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وقال شهود عيان إن طائرة استطلاع استهدفت تجمعا لمواطنين قرب مركز توزيع مساعدات في حي الشجاعية، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص، تم نقلهم إلى مستشفى المعمداني.
وفي بيت لاهيا شمالي القطاع، أسفر قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة "أبو جراد" بمنطقة المنشية عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين.
في حين تواصل قوات الاحتلال منذ أكثر من شهر قصفاً مركزاً على شمالي القطاع في محاولة لفصله عن محافظات الوسط والجنوب، بما يعرف بـ "خطة الجنرالات".
وقال شهود عيان، إن قصفا مدفعيا استهدف غربي مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات والطائرات الإسرائيلية المسيرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، بحسب "الأناضول".
وأضاف الشهود، أن جيش الاحتلال كثف عمليات تدمير المباني والمربعات السكنية بمخيم جباليا وبيت لاهيا، حيث سُمعت أصوات الانفجارات من مدينة غزة وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ بداية الحرب إلى 43.552 قتيلاً، و102.765 مصابا.
وقالت الوزارة، في تقرير الإحصائي اليومين، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد عائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 44 قتيلاً و81 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
"خطة الجنرالات" مستمرة
تتعرض مناطق شمالي قطاع غزة، منذ مطلع الشهر الماضي، لحملة "إبادة وتطهير عرقي، بقصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية ومنع إدخال الطعام والمياه والأدوية إلى المنطقة وسط أوضاع إنسانية وصحية كارثية.
ومنذ 5 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تنفذ إسرائيل "خطة الجنرالات" في شمالي القطاع عبر فصله عن وسط القطاع وجنوبه، والتي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين عبر التجويع والحصار.
ومنذ 36 يوماً، يواصل جيش الاحتلال القصف غير المسبوق على مناطق شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، في حين يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وفرض الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع هذه العملية حصارا مشددا على المحافظة مانعا الدخول والخروج منها أو من أي منطقة أخرى لمخيم جباليا، إلا عبر حواجز نصبها حيث يتم تفتيش المواطنين النازحين لغزة والجنوب.
كما تسببت هذه الإجراءات الإسرائيلية المشددة في إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
منع فرق الإنقاذ من العمل بشكل قسري
حذر جهاز "الدفاع المدني" الفلسطيني من وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة بسبب منع قوات الاحتلال طواقم وفرق الإنقاذ من العمل قسراً منذ أسابيع.
وأعلن "الدفاع المدني"، اليوم، أن آلاف المواطنين في شمالي القطاع محرومون من الرعاية الإنسانية والطبية، في ظل استمرار العمليات العسكرية وجرائم الإبادة والتطهير العرقي المستمر منذ أكثر من عام على القطاع.
وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني، في بيان، "عملنا معطل قسرا منذ 18 يوما بسبب الاستهداف المتواصل، ما حرم آلاف المواطنين من الرعاية الإنسانية والطبية شمالي غزة".
وأوضح البيان أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي هاجمت في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2024 طواقم الدفاع المدني في شمالي القطاع، واستولت على مركباتهم، ما أدى إلى تشريد معظم عناصر الجهاز إلى وسط وجنوبي القطاع، إضافة إلى اعتقال 9 من أفراده".
الصحة العالمية تحذر من مجاعة وشيكة
قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، إن "تحذير خبراء الأمن الغذائي العالمي من احتمال حدوث مجاعة بشمالي قطاع غزة مثير للقلق الشديد".
ودعا غيبريسوس، في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، إلى زيادة فورية في المساعدات الإنسانية بغزة، وتوفير وصول آمن لها، وخاصة الغذاء والأدوية لعلاج سوء التغذية الحاد في غضون أيام وليس أسابيع.
أمس الجمعة، حذر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من وجود "احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال غزة، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي إبادة شمالي قطاع غزة.
تتكون "لجنة مراجعة المجاعة" من فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة: "هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي".
وشدد التقرير أن "الوضع الإنساني في قطاع غزة خطير للغاية ويتدهور بسرعة".
يعاني سكان غزة والشمال من "مجاعة" حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المحافظتين منذ بدء عمليتها البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.
ومنذ 400 يوماً، تواصل إسرائيل، بدعم أميركي، حرباً مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.