يدخل اليوم الـ20 على أهالي قطاع غزة، على أنقاض يومٍ دامٍ وأشدّ مرارة خلال الأسابيع الثلاثة من القصف الإسرائيلي المتواصل والمكثف على القطاع. إذ ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة في حكومة غزة، إلى 6546 قتيلاً من بينهم 2704 أطفال.
كما خلّفت الغارات الجوية الإسرائيلية قرابة 50 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، من بينها عائلة مراسل قناة الجزيرة في غزة وائل الدحدوح (زوجته وابنه وابنته)، وعائلات أخرى فقدت 26 من أفرادها وأصيب منهم نحو 100 آخرين في غارات على منطقة "اليرموك" في مدينة غزة.
وإلى جانب قصف جيش الاحتلال مختلف مناطق القطاع، ساهم الاستهداف المباشر للمنظومة الصحية في ارتفاع أعداد الضحايا، نتيجة تضرر 57 مؤسسة صحية ومقتل 73 من الطاقم الطبي وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة، بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
على الجانب الآخر، تتواصل الاشتباكات في الضفة الغربية بين المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال، بالتزامن مع عمليات اقتحام تنفذها الأخيرة على مناطق مختلفة من الضفة المحتلة.
تباينات بين واشنطن وتل أبيت بشأن التوغل البري في غزة
ومنذ مساء أمس الأربعاء، تباينت الأنباء بين الولايات المتحدة وإسرائيل بخصوص قرار الأخيرة شنّ هجوم بري على غزة. ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداد إسرائيل للتوغل البري في قطاع غزة؛ أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن إسرائيل وافقت على طلب واشنطن تأجيل ذلك التوغل، ريثما تتمكن الأخيرة من وضع أنظمة دفاع مضادة للصواريخ في المنطقة لحماية جنودها.
وبناء على ذلك، أحجم نتنياهو عن تقديم تفاصيل تتعلق بتوقيت عملية الهجوم البري التي أعلن عنها، أو أي معلومات أخرى. وأكّد في بيان بثه التلفزيون الإسرائيلي، على أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) برئاسته، قد "حدد توقيت الدخول البري لقطاع غزة".
وقال نتنياهو: "نستعد لعملية برية، لن أحدد متى ستنطلق، أو الاعتبارات التي نأخذها في الحسبان، ومعظمها غير معروفة للجمهور".
وبالتزامن مع تلك التصريحات المتباينة، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيراً من هجوم محتمل "واسع النطاق" للمقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن قيادة الجبهة الداخلية بجيش الاحتلال أصدرت "تحذيراً غير عادي" من "هجوم واسع النطاق على سكان غلاف غزة، مضيفة أنه "تم توجيه سكان غلاف غزة بالبقاء قرب الملاجئ حتى إشعار آخر".
فيتو روسي- صيني ضد مشروع قرار أميركي بشأن غزة
من جانب آخر، فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار أميركي يرفض وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
واستخدمت روسيا والصين مساء أمس الأربعاء حق النقض "الفيتو" وأفشلتا مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن.
وفي المقابل فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار روسي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة وتسهيل دخول المساعدات للقطاع، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع القرار الروسي.
ويأتي ذلك بعد فشل المجلس، الأسبوع الماضي، في اعتماد مشروعي قرارين مشابهين أحدهما كان مقدماً من روسيا والآخر من البرازيل.