icon
التغطية الحية

غريبٌ يا أمّة العرب | شعر

2024.08.29 | 13:22 دمشق

آخر تحديث: 29.08.2024 | 13:22 دمشق

54474745
+A
حجم الخط
-A

غريـــب

الظلمُ يقلعني من تربتي الحمرا     والٱهُ تزرعني في رملةٍ صفرا

الأرضُ ساخنةٌ فالموتُ من عطشٍ    والقلبُ من ألمٍ قد ذاب وانكسرا

إن كان ذا قدري حياهُ من قدرٍ    أن أنتهي عطشاً أن لا أرى المطرا

كم جدولٍ سال من عيني و من كبدي    يحفرُ في دربهِ ما يشبهُ الحجرا

وقد أنستُ بقبرٍ كي أقيم بهِ    القبرُ يرفضني و الرملُ معتذرا

غريبُ دارٍ وحتى الأرض تُنكرُني    يا لوعةَ الحرِّ إن في الغربةِ احتضرا

فارجعْ فقد تَرْجُعُ الأنفاسُ في رئةٍ    الطيرُ يرجعُ مهما طوّل السفرا

***

أمّــة عربية!

أيبكينا ترابٌ ذات يومٍ    ونحنُ الأصلُ في ذاك الترابِ

وهل يسعى لعودتنا نبيٌّ    ونحنُ الكفرُ في أرض العذابِ

كأنّا إن حكينا قد كفرنا    فقطعٌ للسانِ وللرقابِ

فلا صوتٌ تراهُ اليوم يعلو    على صوتٍ يصيحُ كما الغرابِ ِ

أيدري العُرْبُ أنّا من قرونٍ    نتوهُ بذاك ريبٍ أو صوابِ

نبيعُ النفسَ إن عزّتْ علينا    بأنثى أو بكأسٍ من شرابِ

فإن كنّا بيومٍ فوق تلٍّ    جعلنا التلَّ من أصل السحابِ

نجرّ الذُّلّ ذيلاٌ من فخارِ    ونسترُ ما تبقى  بالحجابِ

ونغدو للمساجد كلَّ فجرٍ    ونسعى جاهدين إلى الخرابِ

فلا سرجاً لدينا نمتطيهِ    ولا خيراً نراهُ في الكتابِ

فنحنُ اليوم قد صرنا دجاجاً    نبيضُ رجولةّ تحت القبابِ

***