علاقة مريبة بين شبكات التهريب والميليشيات الموالية لإيران التي تعمل في المنطقة أميط اللثام عنها إثر غارة أميركية نفذتها مسيرة مؤخراً استهدفت شاحنة محملة بالأسلحة كانت في طريقها بين العراق وسوريا، وقد أصيب في تلك الحادثة مقاتلان من إحدى الميليشيات الأجنبية المرتبطة بإيران، وحدثت على الطريق الواصل بين مدينة الغبرة وقاعدة حمدان الجوية في الريف الشرقي لدير الزور.
أتت هذه الغارة بعد فترة قصيرة على تنفيذ غارات جوية أردنية استهدفت مخازن ومستودعات ومخابئ للمخدرات والسلاح تابعة لإيران وللشبكات التي تقوم بالتهريب في سوريا، وفي ذلك ما يشير إلى تنسيق الجهود بين القوة الفاعلة في المنطقة بهدف تدمير تلك الأنشطة غير المشروعة. وقد عزا المسؤولون في الأردن وفي الغرب الزيادة في عمليات التهريب إلى تنامي نفوذ حزب الله وهو حزب مدعوم إيرانياً، إلى جانب تعاظم سطوة ميليشيات أخرى تابعة لإيران في الجنوب السوري.
وقد تعقد المشهد بصورة أكبر بسبب تورط شبكات التهريب بتمويل تلك الميليشيات والقوات "الرديفة" التي أذكت النزاع السوري خلال عقد من الزمان، ولهذا دق خبراء أمميون ومسؤولون أميركيون وأوروبيون ناقوس الخطر حيال الاتجار غير المشروع بالمخدرات والذي تحول إلى مصدر مهم للدخل بالنسبة للميليشيات الموالية لإيران، لأن الأرباح المترتبة على تلك الأنشطة لا تطيل أمد العنف في المنطقة فحسب، بل تسهم أيضاً بزعزعة الاستقرار ودعم نفوذ تلك الجماعات.
غير أن هذه الغارة الأميركية الأخيرة، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية مؤخراً، تؤكد على وجود حاجة ماسة وفورية لقيام تعاون دولي أكبر يسعى للحد من نفوذ شبكات التهريب وتفكيك مصادر تمويل الميليشيات التابعة لإيران. كما لابد من بذل الجهود للعمل على إنهاء تلك العمليات، ولا يقتصر الأمر هنا على معالجة التهديدات الأمنية المباشرة التي تشكلها فقط، بل أيضاً لابد من السعي من أجل توفير الظروف الملائمة لخلق حالة من الأمان والاستقرار في سوريا مستقبلاً.
المصدر: The 1014 Aviation World