تشكو بطلة الأولمبياد السورية غادة شعاع من سوء المعاملة التي تلقتها من قبل الاتحاد الرياضي التابع للنظام، تمثلت بحملة تشهير وتخوين ظلت تلاحقها طوال 20 عاماً.
نشرت شبكة "دوتشه فيليه"، هذا الأسبوع، مقالاً بعنوان "بطلة سورية جُردت من أمجادها"، تحدثت فيه غادة شعاع عن عشرين عاماً من التهميش والإنكار لإنجازاتها الرياضية العالمية من قبل المسؤولين في الاتحاد الرياضي بدمشق.
لم تشفع لـ "الغزالة السمراء" كما كان يلقبها المعلق الرياضي الشهير عدنان بوظو، إنجازاتها العالمية غير المسبوقة في تاريخ الرياضة السورية، من تعرضها لحملة تشهير واتهامات تشكك بإصابتها، وبالتالي حرمانها من مستحقاتها كبطلة مثّلت سوريا في المحافل الرياضية الدولية.
تقول غادة لـ "دوتشه فيليه": "لست مجرمة، بل هم يستحقون العقاب والسجن بسبب فسادهم"، في إشارة إلى القائمين على الاتحاد الرياضي العام والاتحاد السوري لألعاب القوى.
وتؤكد: "كانت تصلني تهديدات عبر الهاتف، ولم تكن حياتي سهلة على الإطلاق".
بدأت القصة بإصابتها
سطع نجم غادة في أولمبياد أتلانتا 1996 بالولايات المتحدة الأميركية، بعد حصولها على الميدالية الذهبية، وهي أول ذهبية تحرزها سوريا في تاريخ الأولمبياد، إضافة إلى حصولها على العديد من الجوائز في ألعاب القوى عالمياً.
وتشير غادة إلى أن الاحتفاء بها كبطلة وطنية لم يدم طويلاً، في أعقاب تعرضها لإصابة في الظهر، فاضطرت إلى ترك الساحة الرياضية والسفر إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
وفي عام 1999 عادت غادة للبطولات العالمية فحصدت ميدالية برونزية في أولمبياد إشبيلية، غير أن إصابة أخرى تعرضت لها منعت وصولها لأولمبياد سيدني في عام 2000.
في تلك الفترة تعرضت الرياضية السورية لحملة مضايقات من قبل المسؤولين الرياضيين الذين شككوا بصدقية إصابتها.
وتقول شعاع للشبكة الألمانية: " أطلق المسؤولون في القيادة الرياضية حملة تشهير ضدي، واتهموني بأني أكذب بشأن إصابتي حتى أتهرب من خدمة حكومة بلادي".
حرمانها وتغريمها
لم تتوقف حملة التحريض على غادة شعاع عند حدود التشكيك بإصابتها وإنما حرمت من مستحقاتها المالية وتغطية تكاليف العلاج.
وتضيف شعاع، "لقد توقفوا عن دفع المال لي، ولم تكن لدي القدرة المادية للمشاركة في البطولات على نفقتي".
وبسبب سوء المعاملة، اضطرت شعاع لاتخاذ قرار صعب بعدم تمثيل سوريا في المحافل الرياضية، وعلى إثر ذلك رفعت السلطات السورية دعوى ضدها في عام 2004 جردت على إثرها من كل حقوقها المالية.
وتجنباً للتبعات القانونية، بعد "شبه طردها"؛ اختارت شعاع تسديد الغرامات المالية التي فرضت عليها نتيجة لهذه الحملة لتبعد شبح السجن عنها مفضلة البقاء خارج الوطن الذي خذلها.
يشار إلى أن غادة شعاع (49 سنة) انحازت للنظام مع بداية الثورة في سوريا؛ لأنها "تميز" بين القيادة الرياضية التي تعتبرها فاسدة، والقيادة السياسية التي يمثلها بشار الأسد، على حد تعبيرها.