icon
التغطية الحية

عيادات الأسنان السورية في تركيا.. غلاء وتوجه للسياحة التجميلية

2022.06.05 | 15:05 دمشق

atba-asnan-fy-astnbwl-1.jpg
إسطنبول ـ يامن مغربي
+A
حجم الخط
-A

شهد الاقتصاد التركي تراجعاً كبيراً خلال العامين الأخيرين، كنتيجة لعدة عوامل محلية ودولية، أبرزها جائحة فيروس "كورونا" والغزو الروسي لأوكرانيا.

وانعكس هذا التراجع على كل القطاعات في البلاد، والتي شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواصلات والمواد الغذائية، وتأثر السوريون بدورهم بهذا الارتفاع، بما في ذلك القطاع الطبي.

ويشتكي سوريون يعيشون في مدينة إسطنبول، من ارتفاع أجور أطباء الأسنان السوريين، الذين يواجهون بدورهم العديد من الصعوبات المتعلقة بممارستهم لمهنتهم في تركيا.

توجه نحو السياحة العلاجية والتجميلية في إسطنبول

"شعرت بالذهول من الأسعار التي طلبها المركز"، بهذه الجملة بدأ عبد الرحمن حديثه لـ "موقع تلفزيون سوريا".

وأضاف "لدي عدة مشكلات في الأسنان، ونصحني أحد الأصدقاء بزيارة مركز ما للعلاج، لكنني شعرت بأن هناك نوعا من الاستغلال بسبب الأسعار المرتفعة التي طلبوها للعلاج، اعتقدوا أنني سائح!".

تنتشر مئات مراكز طب الأسنان في إسطنبول، سواء مراكز سورية أم عربية، في ظل سعي تركيا للتحول إلى مركز طبي (بحسب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)، وربط قطاع السياحة بالصحة عبر السياحة العلاجية.

وتحاول هذه المراكز استقطاب الراغبين بالعلاج في تركيا وتقديم خدماتها لهم، خاصةً وأن تركيا تعد وجهة مفضلة عند مقارنتها من ناحية الأسعار بدول أوروبية أو بدول الخليج العربي على سبيل المثال، وهذه النقطة هي جزء من ارتفاع الأسعار بشكل أو بآخر.

وقال الطبيب نادر، والذي يعمل في أحد مراكز طب الأسنان في إسطنبول، لـ"موقع تلفزيون سوريا"، إن "بعض السوريين المقيمين في إسطنبول، يعتقدون أن الأسعار التي تطلبها المراكز العلاجية هي ذاتها التي تطلبها من آخرين يقيمون خارج تركيا وهذ الأمر لا يمكن تعميمه على الجميع".

وأضاف "للأسف تحول بعض أطباء الأسنان إلى أطباء سياحة علاجية تتعلق بالتجميل فقط، ويعملون في مراكز ترفع أسعارها بشكل ينافي أخلاق المهنة".

ووفق الدكتور نادر، فإن الأمر يتحول إلى إساءة ولو بشكل غير مباشر إلى المراجعين.

ويعيش في تركيا، وفق أرقام مديرية الهجرة التركية، ثلاثة ملايين و645 ألفاً و140 سورياً، منهم نحو 500 ألف سوري في مدينة إسطنبول.

وقال عبد الرحمن لـ"موقع تلفزيون سوريا": "السوريون يعملون هنا من دون إقامات عمل أو تأمينات اجتماعية، ومن لا يملك عمله الخاص لا يحصل على مبالغ طائلة أصلاً ومتوسط الرواتب بالكاد يكفي للمعيشة، وبالتالي سأشعر بالتأكيد بارتفاع أجور أطباء الأسنان".

هل ارتفاع أسعار أطباء الأسنان في إسطنبول مبالغ به؟

من جهته قال الدكتور سليم، ويعمل في أحد مراكز طب الأسنان في منطقة "الفاتح"، والتي تشهد بدورها تجمعاً تجارياً وسكانياً سورياً كبيراً، إنه عندما يكون هناك نسبة تضخم كبيرة مع ارتفاع أجور المواد واليد العاملة، ترتفع الأسعار لدى أطباء الأسنان، ورغم أن زيادة الأسعار في تركيا بلغت 100 في المئة لم ترتفع أجور أطباء الأسنان بالقدر نفسه بحسب رأيه.

وأضاف "وإذا أردنا المقارنة بين تركيا وبقية الدول فتركيا أجورها أرخص حتى من سوريا نفسها ولبنان والخليج والأردن، وبمختلف اختصاصات الأسنان، وبالتالي فكرة الارتفاع لا يمكن مقارنتها من هذه الزاوية، لأن الأسعار مقبولة".

وشهدت تركيا تراجعاً ملحوظاً أمام الدولار الأميركي، ووصل سعر صرف الأخير إلى قرابة 17 ليرة تركية للدولار الواحد، في حزيران الجاري.

وفي الوقت نفسه، ومنذ الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، في 24 من شباط الماضي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والطاقة في تركيا والعالم، وهو ما أثر على باقي القطاعات.

والارتفاع الذي يشتكي منه السوريون ليس مسألة جديدة، والمراقب لأجور أطباء الأسنان منذ ست سنوات وحتى اليوم يلاحظ الفرق الكبير، إذ كان سعر تنظيف الأسنان على سبيل المثال في عام 2015، يتراوح بين 35 و50 ليرة تركية، بينما يصل اليوم إلى حدود الـ200 ليرة وأكثر في بعض المراكز.

من جهته يرى الدكتور نادر، أن هناك شكوى عامة لدى المراجعين من ارتفاع الأجور، إلا أنه يشير في المقابل إلى أن الارتفاع مبرر لارتباطه بالحالة الاقتصادية في تركيا.

وأضاف "الفرق الأكبر، كانت في بداية كورونا عندما ارتفع الدولار إلى 18 ليرة، وارتفعت معها الأسعار بطبيعة الحال، والثانية ترافقت مع موجة الغلاء الأخيرة بعد غزو روسيا لأوكرانيا".

أسباب إضافية لارتفاع أجور أطباء الأسنان

في حديثه لـ "موقع تلفزيون سوريا"، أشار الدكتور نادر إلى عدة عوامل تؤدي لاختلاف الأسعار بين المراكز الطبية الخاصة بالأسنان، والتي تعود إلى عدة مقاييس، منها المنطقة التي يوجد فيها المركز والمبلغ الشهري المخصص للإيجار.

وأضاف "كما أن الحصول على الترخيص يلعب دوراً، وهناك نسبة قليلة من حصلوا على الترخيص أصلاً، وهؤلاء يحافظون على أسعار مقبولة، في النتيجة تختلف نظرة المراجع إلى العيادة وإمكانياتها".

ما هي المصاعب التي يواجهها أطباء الأسنان السوريون في تركيا؟

ورغم الانتقادات الموجهة إلى أطباء الأسنان لارتفاع أجورهم، يعاني هؤلاء الأطباء من عدة صعوبات في تركيا، أبرزها تعديل الشهادة الجامعية، وممارسة العمل بشكل قانوني، إذ إن مهنة الطب، إلى جانب مهن أخرى، تمنع ممارستها إلا للأتراك وممنوعة على الأجانب بغض النظر عن جنسياتهم.

وقال الدكتور سليم، إن الصعوبة الأولى التي تواجه طبيب الأسنان في تركيا هي معادلة الشهادة الجامعية بشكل يسمح لهم بالعمل بشكل قانوني.

وأضاف "الحديث هنا عن تقديم الامتحان وليس تعديل "الدينغلينغ" المتاح، إذ إن الامتحان باللغة التركية وقلة من ينجح في هذا الامتحان، بسبب صعوبته حتى بالنسبة للأتراك أنفسهم".

من جهته قال الدكتور نادر إن الصعوبة الأساسية تكمن في مزاولة المهنة بشكل قانوني، لأن تعديل شهادة طب الأسنان أمر معقد بالأساس في تركيا،  وقلة من الأطباء من نجحوا في هذا الأمر، كذلك الحصول على إذن العمل أو إقامة العمل والتي تعطي مبررا لوجود الطبيب في المكان على الأقل.

وأضاف "والحصول على الترخيص صعب للغاية بين البلدية ووزارة الصحة والأوراق المطلوبة والحصول على شريك تركي موثوق".