قال الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس الأربعاء، إنه يبحث عن "حل سريع" يحقق عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا، مضيفاً أنّ "تداعيات اللاجئين كبّدت لبنان خسائرة كبيرة، ولم يعد قادراً على تحمّل المزيد".
جاء ذلك خلال لقاء جرى بين "عون" و"ألكسندر لافرنتييف" المبعوث الخاص للرئيس الروسي، في قصر بعبدا بالعاصمة بيروت.
وذكّر "عون" - حسب وكالة الأناضول التركيّة - بأنّ "لبنان لم يعد قادراً على تحمّل المزيد مِن التداعيات السلبية لهذا اللجوء الذي كبّد بلاده خسائر تجاوزت 40 مليار دولار، وفق أرقام صندوق النقد الدولي".
وأبلغ "عون" ضيفه الروسي بأن "وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري في لبنان، ونحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، يشكّل مجموعهم نصف سكّان لبنان"، معتبراً أنّ ذلك "يؤثر سلباً على مختلف القطاعات في لبنان".
وطالب الرئيس اللبناني بعودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم "لاسيما أن عدة مناطق هناك باتت مستقرة بعد انتهاء القتال فيها"، قائلاً إنّ "المبادرة الروسية التي انطلقت في 2018 لـ إيجاد حل لأزمة اللاجئين السوريين، لم تكتمل بسبب مواقف عدد مِن الدول الغربية - لم يسمّها - التي لم توفر التمويل اللازم لها".
اقرأ أيضاً.. بين الحقيقة والوهم: خطة لإعادة اللاجئين السوريين من لبنان
اقرأ أيضاً.. سياسة لبنان تجاه السوريين تحرمهم من فرص اللجوء إلى كندا
من جانبه لم يعلق المسؤول الروسي "لافرنتييف" على تصريحات "عون" بهذا الشأن، إلا أنّه "تمنى أن يشارك لبنان في المؤتمر الدولي المخصص لـ عودة اللاجئين الذي ستشهده العاصمة دمشق في 11 و12 من تشرين الثاني المقبل".
وفي سياق آخر، أبدى "لافرنتييف" خلال اللقاء استعداد روسيا لتقديم الدعم بمختلف أنواعه، لا سيما إعادة تأهيل البنى التحتية التي تضررت نتيجة انفجار مرفأ بيروت، الذي خلّف نحو 200 قتيل وآلاف الجرحى (بينهم سوريون)، إلى جانب دمار مادّي هائل في المرفأ ومحيطه.
اقرأ أيضاً.. سوريون يكافحون عقب انفجار بيروت لـ لملمة شتات أنفسهم
اقرأ أيضاً.. "مناهضة العنصرية": السوريون يعانون من التمييز بعد انفجار بيروت
وكان وفد روسي قد وصل، أمس الأربعاء، إلى لبنان والتقى برئيس حكومة تصريف الأعمال "حسان دياب" المستقيل.
اقرأ أيضاً.. لبنان.. "الحريري" يعود لـ رئاسة الحكومة بتكليف من 64 نائباً
يشار إلى أن اللاجئين السوريين يتعرّضون - باستمرار - لـ شتّى أنواع "العنصرية" التي وصلت في كثير مِن المرات إلى ارتكاب جرائم بحقّهم، وذلك في البلد المجاور (لبنان) الذي لجأ إليه السوري مضطراً، بعد أن استولت ميليشيا "حزب الله" اللبناني على عدة مناطق سوريّة متاخمة للحدود، خلال قتالها إلى جانب قوات نظام الأسد.
اقرأ أيضاً.. لماذا يحاول "حزب الله" التغطية على جريمة اغتصاب الطفل السوري؟
اقرأ أيضاً.. لبنان.. نبش قبر طفل سوري لأن المقبرة "ليست للغرباء"!
كذلك يتعرّض اللاجئون السوريون في لبنان أيضاً، لـ اعتقال متكرر مِن السلطات اللبنانية بتهم مختلفة، ويعانون مِن ظروف إنسانية صعبة مع تحميلهم مسؤولية تردّي الاقتصاد اللبناني، في ظل مواصلة السلطات اللبنانية بإعادة السوريين - الذي يقدّر عددهم في لبنان بأكثر مِن مليون لاجئ - إلى بلادهم قسراً مع القول بأنها "عودة طوعية".