على غير العادة ولأول مرة منذ خروجه إلى المنفى، يظهر رفعت الأسد في السفارة السورية بباريس، ضاحكا، وهو يدلي بصوته في الانتخابات التي أجراها رئيس النظام بشار الأسد، وبعد أيام من إعلان النتيجة المعروفة مسبقا في الانتخابات، يكشف دريد بن رفعت الأسد عن فحوى رسالة من رفعت إلى ابن أخيه بشار الأسد، يبارك له فيها "بفوزه بالانتخابات" ويعلن دعمه للأسد الابن فيما سماها المهام الصعبة التي تنتظره.
في هذا السياق تدور عدة أسئلة، لماذا سمحت فرنسا التي لا تعترف بشرعية الأسد بإجراء انتخابات على أراضيها بخلاف كثير من الدول الأوروبية، ولماذا يشارك رفعت بهذه الانتخابات، ويرسل تهنئة لبشار، اكتشفنا من خلال التواصل مع مصادر مطّلعة المستوى، أن هناك صفقة تدور في فلك الطائفة الحاكمة، تعود جذور هذه الصفقة إلى ما قبل ثمانية أشهر من الآن، تنص بنود الصفقة التي تمكنا من معرفتها حتى الآن على عودة قريبة وعاجلة لرفعت الأسد إلى سوريا، والإفراج عن الضباط الذين تم اعتقالهم العام الماضي بتهم تتعلق بالتواصل مع رفعت الأسد وهؤلاء هم مجموعة من ضباط الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.
موقف إيران وروسيا من عودة رفعت الأسد
لم تتخذ روسيا أي موقف معارض من عودة رفعت على عكس إيران التي عارضت في البداية، لأسباب تتعلق بنشاطات المجموعة القومية مع رفعت الأسد، لكن من خلال عدة اجتماعات مع المستشارين الإيرانيين شارك بها ماهر الأسد وافقت إيران على عودة رفعت الذي من شأنه أن يقدم أموالا لدعم اقتصاد النظام الذي وصل إلى حافة الانهيار.
من أهداف النظام من هذه الصفقة أيضاً تحقيق بعض المكاسب من خلال رفعت الأسد، ومن المتوقع بحسب المصادر أن تتوسع صفقة المصالحة لتشمل رامي مخلوف، حيث عقدت خلال الفترة الأخيرة عدة اجتماعات بهذا الخصوص بين ماهر الأسد وحافظ مخلوف شقيق رامي.
متى سيعود رفعت؟
كما أسلفنا فإن بداية الصفقة يعود لثمانية أشهر، ومع مطلع العام الجاري، سمح القصر الجمهوري ولأول مرة، بإعادة ترميم المزارع والفلل الخاصة برفعت الأسد في دمشق وريفها وفي الساحل السوري، ومن المفترض أن يتم الإعلان عن عودة رفعت إلى دمشق خلال فترة قريبة ربما لا تتجاوز أسابيع قليلة.
يتضح مما سبق أن النظام ورفعت الأسد بحاجة لبعضهما، حيث يحقق النظام مكاسب اقتصادية من خلال ثروة رفعت الكبيرة، ويحقق مكاسب اجتماعية داخل الشريحة المؤيدة للنظام، كما يهرب رفعت من المحاكم الأوروبية التي تلاحقه بتهم شتى على رأسها الاختلاس غير المشروع لأموال السوريين.
وفي هذا السياق أفاد المحامي السوري زيد العظم المقيم في فرنسا ويتابع محاكمة رفعت الأسد لموقع تلفزيون سوريا أن جلسة المحكمة المقبلة ستعقد في 9 أيلول المقبل.
يذكر أن رفعت الأسد غادر سوريا عام 1984م، لقاء مبلغ ضخم من المال، بعد خلافات كبيرة مع شقيقه حافظ الأسد، حيث اُتهم رفعت بالقيام بمحاولة انقلاب على حافظ بعد أزمة مرضية أصابت الأخير.