أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في أول زيارة لإسرائيل منذ عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الوزراء، على ضرورة تعميق التعاون الأميركي الإسرائيلي ضد إيران، وسط مؤشرات عن تخلي واشنطن عن سياسة "الانسحاب" من المنطقة.
وقال بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في القدس الغربية، أمس الإثنين، إن إدارة بايدن تتفق مع إسرائيل بشأن أهمية منع إيران نووية.
وأضاف، ناقشنا تعميق التعاون مع الجانب الإسرائيلي لمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وخارجها.
وربط وزير الخارجية الأميركي مواجهة إيران بالحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا، وأشار إلى أن طهران تزود موسكو بطائرات من دون طيار يستخدمها الروس لقتل المدنيين في أوكرانيا.
بدوره، قال نتنياهو إن سياسة حكومته تتمثل في بذل كل ما في وسع إسرائيل لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، أجريت مع بلينكن مناقشات "مهمة للغاية" حول صياغة سياسة مشتركة، ومحاولة العمل معاً لإحباط الخطر الإيراني.
تراجع أميركي عن الانسحاب من المنطقة
تشير المعطيات إلى اندفاع أميركي نحو سياسة "أكثر صرامة" تجاه إيران بعد نحو عامين من تمسكها بالطرق الدبلوماسية، لا سيما بعد فشل "مفاوضات فيينا"، وانخراط إيران العسكري بالحرب الأوكرانية إلى جانب الروس.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن البيت الأبيض يدرك أنه لم يعد من الممكن الاعتماد على "خطة العمل الشاملة المشتركة" الموقعة في عام 2015، والمعروفة باسم "الاتفاق النووي الإيراني"، لوقف تطوير طهران للأسلحة النووية.
يأتي الإجماع الأميركي الإسرائيلي لمواجهة إيران، بعد يوم من الهجوم على أحد المصانع العسكرية بمدينة أصفهان الإيرانية، تقول وسائل إعلام أميركية أن إسرائيل تقف وراء الحادث.
ومن الجدير ذكره، إن هجوم أصفهان وقع عندما كان مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز في إسرائيل.
كما سبق زيارة بلينكن لإسرائيل، قصف إسرائيلي على قافلة شاحنات إيرانية بعد دخولها إلى البوكمال السورية قادمة من العراق، أسفرت عن مقتل 10 من عناصر الميليشيات الإيرانية، الأحد الماضي.
وبعد ساعات من هجوم البوكمال، تعرضت، أمس الإثنين، شاحنات إيرانية لقصف مجهول، أسفر عن مقتل شخص من الميليشيات الإيرانية، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الثاني.
والأسبوع الماضي، اختتم الجيشان الأميركي والإسرائيلي مناورة مشتركة، أطلق عليها اسم "سنديان البازلت"، استعداداً لسيناريو الهجوم على إيران.
كان من الواضح الاحتفاء الأميركي بمناورة "سنديان البازلت"، التي شارك فيها عشرات آلاف الجنود الأميركيين، استمرت أسبوعاً في المنطقة، وشملت القوات البرية والبحرية والجوية.
اللافت، هو زيادة الاهتمام الأميركي بمنطقة الشرق الأوسط وتعزيز وجودها فيها، الأمر الذي يعد "تراجعاً" عن سياسة "الانسحاب" من المنطقة بعدما كان تركيز واشنطن على الصين.
دعم أوكرانيا
أعلن بلينكن ونتنياهو، خلال لقائهما، على أهمية دعم أوكرانيا، على خلفية ازدياد التعاون العسكري بين إيران وروسيا في الحرب الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، إن إيران تسلح روسيا لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا كما أنها تسلح طهران وتزودها بـ "أسلحة متطورة".
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين خلال لقاء نظيره بلينكن، أنه يعتزم زيارة كييف في المستقبل القريب.
قال كوهين، تحدثت مع نظيري الأوكراني، دميترو كوليبا، وأبلغته أنه في الأسابيع المقبلة، ستعود السفارة الإسرائيلية في كييف إلى نشاطها الكامل.