قال المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان إن أحد الشهود وهو عنصر سابق في مخابرات النظام أدلى بشهادته أمام محكمة كوبلنز في قضية محاكمة أنور رسلان بعد قلقه وعدم إجابته على الأسئلة بشكل واضح ومراوغ في يومي الـ 48 والـ 49 من جلسات المحاكمة في ألمانيا.
وقال الشاهد إنه عمل لمدة 30 عاماً في المخابرات العامة بعدة فروع ومنذ بدء المظاهرات السلمية عام 2011 وحتى انشقاقه ولجوئه إلى ألمانيا، والتعذيب مألوف في فرع الخطيب الذي كان يرأسه الضابط أنور رسلان.
وذكر الشاهد أن متخذي القرار الذين أداروا فرع الخطيب في 2011 و2012 هم اللواء توفيق يونس مدير الفرع بالإضافة إلى العقيد أنور رسلان مدير قسم التحقيقات في الفرع وكانت وظيفته هي الحصول على المعلومات بأي وسيلة ممكنة.
وأضاف الشاهد أن القرارات المهمة قام باتخاذها حافظ مخلوف مضيفاً أن نظام الأسد لم يثق إلا بالعلويين منذ اندلاع الثورة على أقصى تقدير فالانتماء الديني لأي شخص مهم للغاية بالنسبة للنظام.
وتحدث الشاهد عن جهاز إدارة المخابرات العامة والذي لديه إطلاع عميق عليه، ووصف الشاهد أن فروع المخابرات العامة الأخرى كانت ترسل مستندات إلى الإدارة وعليه قامت الإدارة بتسجيلها بشكل رقمي وحفظها في قواعد البيانات اختصت العديد من المستندات بالتعذيب وبحالات وفاة.
وأوضح الشاهد إحدى التعليمات المعتادة في جلسات التحقيق، إذا كتب المدير في التعليمات "اقتراحات للحصول على مزيد من المعلومات" يعني ذلك أن هذا أمر بتعذيب المعتقلة، وبحسب قول الشاهد يعرف جميع العاملين بالمخابرات العامة ذلك، ومنذ آذار 2011 ازداد عدد هذه التعليمات، وأضاف الشاهد أنه شاهد تعليمات بالتعذيب من فرع 251 بشكل متكرر والتي قد وقع عليها الضابط أنور رسلان.
وبالإضافة إلى ذلك ترسل فروع المخابرات العامة ما يسمى بسجل الموت إلى الإدارة وفي هذا السجل تم تقييد أسماء المعتقلات والمعتقلين المتوفين وتستلم الإدارة العامة في فرع الخطيب كل يوم عدة قوائم عليها أسماء العشرات من المتوفيين ولم يذكر في العادة سبب الموت.
وأضاف الشاهد أنه تم التحقيق معه بشكل مباشر من الضابط أنور رسلان بعد ما رفض المشاركة في فض وقمع المظاهرات وتم إرساله إلى السجن عدة مرات لفترة زمنية قصيرة وتعرض للتعذيب، وقال الشاهد إنه خلال سنوات الثورة "انكسر كل شيء بداخلنا" وإن خوفه من النظام مازال موجودا وهو في ألمانيا.
ونبه الشاهد عدة مرات إلى أن ظهوره أمام المحكمة يمكن أن يؤدي إلى تبعات سيئة لعائلته فقد تعرضت عائلته بالفعل للتهديد من أتباع النظام الذين طلبوا من عائلته، أن يمنعوه عن الإدلاء بأقواله في المحكمة، ولذلك طالبت القاضية منه عدة مرات خلال المرافعة أن يدلى بشهادة صادقة وكاملة.
قال تقرير لقناة "Das Erste" الألمانية، إن السلطات الألمانية تلقت تحذيرات بعدم منح العقيد المنشق عن نظام الأسد، أنور رسلان، فيزا دخول إلى ألمانيا في العام عام 2014، لكنها منحته الفيزا خلال ستة أيام من تقدمه لها.
ويخضع أنور رسلان، الضابط السابق في جهاز أمن الدولة، للمحاكمة في مدينة كوبلنز الألمانية، بتهم تتعلق بتعذيب المعتقلين في سوريا.