فجّر جيش الاحتلال الإسرائيلي مجدداً، اليوم الخميس، عشرات الألغام الأرضية المزروعة في هضبة الجولان السوري المحتل منذ حرب تشرين 1973، بهدف تطهير المنطقة من مخلفات الحرب تمهيداً لتوسعة الاستيطان.
وقالت صحيفة "معاريف"، إن هيئة إزالة الألغام التابعة للجيش الإسرائيلي فجرت عشرات الألغام الأرضية عمرها خمسة عقود في مرتفعات الجولان.
يأتي ذلك في إطار خطة لتطهير المناطق الملغومة، التي من المفترض أن يتم فيها بناء توربينات الرباح (مراوح عملاقة لتوليد الطاقة)، بحسب "يديعوت أحرونوت".
نشرت هيئة إزالة الألغام الإسرائيلية مقطع فيديو يوثق لحظة تفجير الألغام، ولكن من دون تحديد الموقع.
وأشارت إلى أن الألغام في مرتفعات الجولان، تعود إلى ما بعد حرب 1973، زرعها الجيش الإسرائيلي وبعضها زرعها السوريون.
في حين ذكرت وسائل إعلام مقربة من النظام، أن انفجارات حدثت في الجولان المحتل، على الاتجاه الجنوبي الغربي لبلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي.
وقالت إذاعة "شام إف إم"، في خبر مقتضب، إن الانفجارات ناجمة عن تفجير حقول ألغام.
بهدف توسيع الاستيطان
يذكر أن أهالي الجولان السوري المحتل نظموا مظاهرات حاشدة ضد مشروع "التوربينات"، الأسبوع الماضي، أسفرت عن اشتباكات مع الشرطة.
إثر المظاهرات اضطرت حكومة الاحتلال إلى تجميد المشروع والتوصل إلى "هدنة مؤقتة".
وكانت إسرائيل أعلنت قبل عام ونصف عن خطة توسيع الاستيطان في الجولان السوري المحتل عبر إنشاء بنى تحتية لاستيعاب 23 ألف مستوطن جديد في المنطقة، الأمر الذي يرفضه أهالي الجولان بشدة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ عودته إلى السلطة قبل ستة أشهر، بالمضي في خطة توسيع الاستيطان في الجولان.
ويصف نتنياهو هضبة الجولان بأنها "أرض ذات إمكانيات تنموية واسعة".
وهذه لست المرة الأولى التي يفجّر فيها الجيش الإسرائيلي ألغاماً في الجولان، كان آخرها في كانون الثاني/يناير الماضي.
عملية "السلسلة"
ذكرت هيئة إزالة الألغام أن عملية التفجير "خاضعة للرقابة"، وتعتمد تقنية أطلقت عليها اسم "السلسلة"، حيث يؤدي انفجار أحد الألغام إلى انفجار لغم آخر.
وأضافت أن الألغام التي تم تفجيرها ألغاماً مضادة للأفراد ومضادة للدبابات من طراز "M15"، وتضمنت تدمير أكثر من 1000 لغم سوري قديم في الجولان ومنطقة طبريا.
تقدر مساحة المنطقة 2000-3000 دونم، أي حوالي 10٪ من حقول الألغام في مرتفعات الجولان وعلى شواطئ طبريا.
وفقاُ للهيئة الإسرائيلية، بدأت عملية إزالة الألغام في الجولان، في آب/أغسطس 2017، ومن المتوقع أن تكلف عشرات الملايين من الشواقل.
وفي تقرير سابق، قال رئيس هيئة إزالة الألغام شارون حداد، هناك أنواع مختلفة من الألغام على طول الحدود، من بينها ألغام بريطانية وفرنسية وتشيكية وألمانية الصنع.
وأضاف أن الهيئة منذ إنشائها قامت بتطهير نحو 33 ألف دونم من حقول الألغام ومخلفات القنابل في جميع أرجاء إسرائيل.
ويهدف المشروع الإسرائيلي لاستخدام الأراضي التي يتم تطهيرها من الألغام في مشاريع زراعية وفي التنمية الصناعية وفتح مناطق سياحية وتوسيع وإنشاء المستوطنات، وفقاً لحداد.
بحسب الموقع الإلكتروني الرسمي لهيئة إزالة الألغام الإسرائيلية، بدأت أول العمليات في آب/أغسطس 2014، بتطهير نحو 600 دونم من المناطق المشتبه بأنها مزروعة بألغام سورية قرب مستوطنة "حاد نيس" جنوبي مجدل شمس في مرتفعات الجولان السوري المحتل.
تأتي عمليات إزالة الألغام لأنها تشكل خطراً على المستوطنين لقربها عشرات الأمتار فقط من مواقع سكنهم، كما سيسمح تطهير هذه المناطق بالحركة الآمنة للمسافرين في المنطقة وتوسيع المناطق للاستخدامات المدنية مثل الزراعة وتربية الماشية والمساكن، بحسب الهيئة.
وأشارت الهيئة إلى أنها وجدت بالقرب من مجدل شمس مواقع عسكرية سورية مهجورة تحتوي على معدات لم يتم نقلها منذ أكثر من 40 عاماً، إضافة إلى ذلك تم العثور على دفتر ملاحظات لجندي سوري كان متمركزاً في المنطقة.