أجرى ناشط ثقافي تجربة بإنشاء حساب على YouTube Kids - يوتيوب أطفال، ليكتشف ما وصفه بـ "عملية تلقين وأدلجة وتغرير بالأطفال عبر الدعاية لمجتمع الميم"، وهو ما أثار قلق آلاف المعلقين عما إذا كان القاصرون مستعدين نفسياً لهذه المحتويات أو أنها تتناسب مع ثقافات شعوب محددة.
ونشر الناشط الثقافي والسياسي ألدو باتازوني سلسلة تغريدات حصلت على أكثر من 10 ملايين مشاهدة، قدم فيها خلاصة تجربته مع "يوتيوب كيدز"، وقال: "على يوتيوب يقوم أطفال بالتغرير بأطفال آخرين عبر الدعاية لمجتمع الميم. أنشأت حساباً هناك، إلا أن ما اكتشفته كان مقرفاً".
لكن ما كشفه باتازوني ليس أمراً تخفيه شركة يوتيوب، فبحسب دليل سياسات المحتوى للفئات ما دون 18 عاماً، لا تذكر الشركة أن الفيديوهات التي تتناول المثلية الجنسية من القضايا المحظورة على هذه الفئة، ويقتصر المحتوى المخالف فيما يتعلق بالجنس على التالي وفق ما ورد في موقع يوتيوب الرسمي:
- فيديو يدعو إلى نشاط جنسي، مثلاً من خلال الرقص المثير جنسياً أو المداعبة الجسدية
- فيديو يضم شخصاً تم تصويره في وضع يُقصد منه إثارة المشاهد جنسياً
- فيديو يضمّ شخصاً مرتدياً ملابس غير ملائمة للأماكن العامة، مثل الملابس الداخلية النسائية
أنشأ باتازوني حساباً مخصصاً لمن تتراوح أعمارهم ما بين 9-12 عاماً، فكان أول فيديو اقترحه يوتيوب له هو: "أطفال يلتقون بشخص غير مطابق لجنسه".
وعرض الناشط أمثلة عن الفيديوهات التي يقوم يوتيوب كيدز بضخها "لبرمجة الأطفال على مجتمع الميم"، بحسب وصفه.
وتساءل الناشط الثقافي والسياسي: "هل لدى الأطفال الأهلية والقدرة التي تمكنهم من استيعاب هذه الأفكار؟ هذه ليست بثقافة وتعليم، بل إنها عملية تلقين وأدلجة".
There was a seeming endless supply of these videos.
— Aldo 🌞 (@AldoButtazzoni) January 31, 2023
Do children really have the capacity to understand these concepts? This is NOT education. This is INDOCTRINATION pic.twitter.com/jCxoRVL92N
وأوضح على سبيل المثال أنه من القنوات البارزة على يوتيوب للأطفال قناة: Queen Kid Stuff، حيث يقسمون أنواع النشاط الجنسي التي لا تنتهي في مجتمع الميم ويفصلون فيما يعنيه كل حرف من الحروف الأولى التي استخدمت ضمن الكلمة التي تشير إلى هذا المجتمع.
وتعرض أغلب الحلقات شخصية لرجل يرتدي ملابس النساء إلى جانب شخصيات لأطفال شاذين.
ومثال آخر: المقدمة ليندسي عامر وهي ناشطة أميركية في مجال مجتمع الميم ويوتيوبر، وقد سبق لها أن ظهرت على محطة GLAAD المخصصة لمثليي الجنس، وعبر محاضرات TED وفي حفل توزيع جوائز ويبي بخصوص عملها الذي يتعلق بالتربية والتثقيف حول مجتمع الميم ومناصرته.
The host is Lindsay Amer, an American LGBTQ+ activist and YouTuber. She has been recognized by GLAAD, the TED Conference, and the Webby Awards for their work relating to LGBT education and advocacy. pic.twitter.com/tuFpVrg39Q
— Aldo 🌞 (@AldoButtazzoni) January 31, 2023
وقال باتازوني: "الموافقة تعني إعطاء الإذن لشخص أو لشيء"، هذا فيديو من الفيديوهات الغريبة التي تعلم الأطفال كيف يعبرون عن الموافقة". فما الذي يعلمونه للأطفال لإعطاء موافقة عليه بالضبط؟ يقولون إن الموضوع حول ألعاب الأطفال واللعب، بيد أن هنالك فكرة خفية أشد شراً بما أن هنالك تصعيدا للثقافة التي تتحدث عن الأشخاص الذين ينجذبون للقاصرين".
وقدم باتازوني مثالاً عن فيديو لبيلبورد كريس الناشط "ضد أيديولوجية النوع الاجتماعي"، حيث نشر كريس فيديو يظهر فيه رجل يقول بأنه بوسع الأطفال أن يوافقوا على ممارسة الجنس.
يقول الشاب في الفيديو: "الشخص البالغ الراشد هو الشخص الذي يفهم فكرة الموافقة، فلماذا نحدد الشخص بعمره؟ لماذا نقرن الموافقة بالعمر؟"
10 minutes in my life.
— Billboard Chris 🇨🇦🇺🇸 (@BillboardChris) January 26, 2023
▪️Man thinks that 12-year-olds can consent to sex with adults.
▪️Woman on scooter hits me from behind.
▪️Young guy thinks I’m angry at the world because I’m against maiming and sterilizing children.
▪️Woman has a fit and knocks over a ladder. pic.twitter.com/1U3UMtomGa
وأضاف باتازوني: "يقوم هذا الرجل مع غيره بمناصرة الفكرة التي ترى بأنه يمكن للأطفال حتى في سن الثانية عشرة أن يعطوا موافقتهم على ممارسة الجنس. تذكر بأن حساب يوتيوب للأطفال يطرح تلك الفيديوهات التي تتعلق بفكرة الموافقة على أطفال بعمر 12 فما دون".
وختم حديثه بالقول: "للأطفال الحق بالتمتع ببراءتهم والحق بالتمتع بالأمان بعيداً عن تعرضهم لمحتوى قائم على الجنس يصلهم عبر الشابكة، لأن هذه الفيديوهات ليست بصديقة للأطفال ثم إن يوتيوب يطرح تلك الفيديوهات بهدف تلقين تلك الأفكار للأطفال. وهذا هو تعريف كلمة التغرير، وهذا شيء مقرف يا يوتيوب ... استخدم وسم يوتيوب حتى نعرفهم على رأينا حيال عملية التغرير الصفيقة هذه. لماذا يستهدفون الأطفال بهذه الفيديوهات؟ وهل يدركون الطريقة التي يحاول من خلالها الأشخاص الذين ينجذبون للقاصرين تغيير فكرة الموافقة لتصبح عملية الاعتداء الجنسي على الأطفال قانونية؟.