يتوجه رئيس النظام السوري بشار الأسد، صباح غد الخميس، إلى العاصمة البحرينية المنامة، للمشاركة في أعمال القمة العربية العادية الثالثة والثلاثين، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ونقلت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة في دمشق"، أن بشار الأسد لن يُلقي كلمة، علماً أن رئاسة القمة خصصت مدة لا تتجاوز ثلاث دقائق لكل زعيم عربي للتحدث في هذه القمة التي ستنعقد غداً ظهراً.
وأضافت أن مشاركة بشار الأسد "ستركز على البحث والنقاش مع القادة والزعماء المشاركين في الملفات المطروحة ضمن جدول الأعمال، ولا سيما العلاقات العربية العربية وتطورات الوضع في فلسطين".
بشار الأسد يدير ظهره لفلسطين بمحنتها
لم يلعب نظام بشار الأسد باعتباره جزءاً من "محور المقاومة" أي دور مباشر في الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة، على الصعيد العسكري أو حتى الخطابي كعادته، خلافاً لجميع التوقعات، في ظل محاولات باقي أعضاء المحور الذي أنشأته إيران "ركوب الموجة" بالمشاغلة وتنفيذ هجمات جانبية من دون الذهاب إلى حرب مفتوحة.
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتي دخلت شهرها السابع، يتعامل الأسد مع الحدث وكأنه خارج الجغرافيا والمعادلات، ويظهر كأنه يعيش في جزيرة معزولة تفصله عن أرض فلسطين المحتلة "قضية العرب الأولى" مياه وشواطئ بعيدة.
وفي ظل تطور الأحداث الساخنة في المنطقة وظهور معادلة تناوب الرد المتبادل بين إسرائيل وإيران من أراضيهما مباشرة، والمخاوف الدولية من تفجر الأوضاع إلى صراع إقليمي، وتصدر هذه التهديدات رأس الأجندة العالمية، يغيب الأسد عن المشهد، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة عن أسباب هذا العزوف.
التطبيع العربي مع بشار الأسد
ويشارك بشار الأسد للمرة الثانية في القمة العربية منذ عام 2011، حين جرى تجميد مقعد سوريا في الجامعة العربي، على خلفية لجوء النظام إلى الخيار العسكري لإخماد الثورة الشعبية في البلاد.
وفي 19 أيار 2023، شارك بشار الأسد في اجتماع للقمة العربية عقد في مدينة جدة السعودية، بعد غياب عن القمم السابقة، وأجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والأسد محادثات ثنائية على هامش القمة.
وجاءت مشاركة بشار الأسد في قمة جدة بعد قرر وزراء الخارجية العرب، وفي السابع من أيار 2023، استئناف مشاركة وفود حكومة النظام السوري في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من يوم إعلان القرار.
وعلقت مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية ومنظماتها في 16 تشرين الثاني 2011، بناء على قرار من مجلس الجامعة على المستوى الوزاري عقب اجتماع طارئ، على خلفية قمع النظام السوري، الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير.