توقع عدد من علماء الفلك أن يقترب كويكب "أبوفيس" (Apophis) - الذي يُعرف في الحضارة المصرية القديمة بـ"إله الفوضى والظلام" - بشكل غير مسبوق من الأرض في عام 2029، مما قد يتسبب في حدوث زلزال مدمّر.
وأفادت وكالة "ناسا" الأميركية، بحسب ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بأن هذا الكويكب، الذي يبلغ عرضه نحو 366 متراً، سيقترب إلى مسافة 32,187 كيلومتراً فقط من الأرض، أي أقرب عشر مرات من القمر، وأقل من المسافة التي تفصل كوكبنا عن الأقمار الاصطناعية.
تأثير اقتراب "أبوفيس" على الأرض
توضح الأبحاث أنه عند مرور الكويكب، ستؤدي قوة جاذبية الأرض إلى اهتزازات عنيفة قد تتسبب في عمليتين فيزيائيتين محتملتين؛ الأولى تتعلق بـ"اهتزازات شبيهة بالزلازل" وهي تطاير الصخور والغبار من سطح الأرض، أما الثانية فهي حدوث انهيارات أرضية تدريجية تتراكم آثارها على مدى عشرات الآلاف من السنين.
وإذا حدث اصطدام مباشر بين الكويكب والأرض، فمن المتوقع أن يكون تأثيره مشابهاً لانفجار مئات القنابل النووية، وهو ما قد يؤدي إلى تدمير مدينة كاملة وخلق دمار واسع النطاق يمتد لمئات الكيلومترات.
ومع ذلك، لا تشير التوقعات إلى أن الاصطدام سيكون كارثياً على مستوى الكوكب ككل، لكنه قد يؤدي بسهولة إلى تدمير مدينة، ونشر الدمار على مساحة تبلغ مئات الأميال.
دراسة العلماء لاحتمالات الاصطدام
تراقب وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، مسار الكويكب "أبوفيس" عن كثب منذ اكتشافه في عام 2004، وقد أظهرت الحسابات الأولية احتمال اصطدام الكويكب بالأرض في عام 2029 بنسبة 2.7%، إلا أن دراسات لاحقة قدّرت هذا الاحتمال بأقل من واحد في مليارين.
وقاد الباحث رونالد لويس بالوز من مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز دراسة عن تأثيرات جاذبية الأرض على "أبوفيس"، مشيراً إلى أن جاذبية الأرض قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في سطح الكويكب وطريقة تدحرجه عبر الفضاء.
ولتأكيد هذه التوقعات، ستقوم مهمة "OSIRIS-APEX" التابعة لوكالة "ناسا" بدراسة "أبوفيس" بشكل دقيق عندما يقترب من الأرض في عام 2029. إذ ستحلق المركبة الفضائية حول الكويكب لمدة 18 شهرًا لمراقبة أي تغيرات قد تطرأ على سطحه من جراء الجاذبية الأرضية.
أما بالنسبة لاحتمال اصطدام "أبوفيس" بالأرض، يؤكد العلماء أن كوكبنا سيكون في أمان من "أبوفيس" لمدة 100 عام على الأقل، ولكن استعداداً للحدث غير المحتمل المتمثل في اصطدام كويكب آخر "قاتل للمدن" بالأرض يعمل مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع لناسا على تطوير آليات تدمير الكويكبات التي قد تشكل تهديداً في المستقبل.