icon
التغطية الحية

عقدة فلادلفيا.. الحكومة الإسرائيلية تتبنى "شروط نتنياهو" وتصدّق على عدم الانسحاب

2024.08.30 | 15:05 دمشق

آخر تحديث: 30.08.2024 | 17:44 دمشق

8
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جندي إسرائيلي يقود عربة عسكرية بجوار محور فلادلفيا (AFP، يديعوت أحرونوت، تعديل: تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • "الكابينت" الإسرائيلي يصوّت لصالح عدم الانسحاب من "محور فيلادلفيا"، مما يزيد تعقيد مسار المفاوضات مع حماس.
  • الحكومة الإسرائيلية تبنت رسمياً شروط نتنياهو بعدم الانسحاب من فلادلفيا، التي كانت سبباً في تعثر المفاوضات السابقة.
  • مصر تعارض بشدة وجود الجيش الإسرائيلي في المحور، معتبرةً ذلك انتهاكاً لاتفاقية السلام مع إسرائيل، ما يشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق.
  • مقترحات بديلة مثل بناء حاجز تحت الأرض وأبراج مراقبة طرحت لإيجاد تسوية، لكن لم تحقق انفراجة في المفاوضات.
  • المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، التي تتوسط فيها قطر ومصر، ما زالت تواجه تحديات كبيرة، مع إصرار إسرائيل على السيطرة على محور فيلادلفيا.

صوّت المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" لصالح إبقاء قوات الجيش في "محور فيلادلفيا" الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر، مما يعقد مسار المفاوضات المتعثر بسبب إصرار نتنياهو على عدم الانسحاب من المحور.

وقال التلفزيون الإسرائيلي الحكومي "كان 11" (هيئة البث الرسمية) اليوم الجمعة إن الكابينت صدّق الليلة الماضية على قرار سياسي "هو الأول من نوعه" لبقاء الجيش في محور فيلادلفيا في إطار صفقة تبادل محتملة.

وأضاف التلفزيون أن الكابينت اتخذ القرار بعد أن زودت إسرائيل الولايات المتحدة بالفعل بخرائط رسمها الجيش الإسرائيلي، كجزء من الاقتراح الذي تم تمريره إلى حماس من خلال وسطاء.

المفاوضات وشروط نتنياهو

يعد هذا القرار تبنياً رسمياً من قبل الحكومة الإسرائيلية لـ"شروط نتنياهو" بعدم الانسحاب من فلادلفيا (بالإضافة إلى ممر نتساريم)، مما أوصل كل جلسات المفاوضات السابقة إلى طريق مسدود، وكانت تواجه انتقادات واسعة من قبل المستوى العسكري والحكومي والمعارضة.

ووفقًا لتلفزيون "كان 11"، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اتخاذ قرار سياسي رسمي بشأن الخطوط العريضة لاتفاق إطلاق سراح الرهائن.

بدورها، أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن 8 وزراء من المجلس الوزاري المصغر أيدوا القرار، وعارضه وزير الدفاع يوآف غالانت، في حين امتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت.

وقالت الصحيفة إن الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع يزعمون أن "هذا القرار يقرب من إمكانية التوصل إلى صفقة لأنه يوضح لحماس أن عليها أن تقدم تنازلات بشأن المحور"، على الرغم من أن البقاء في فلادلفيا يعد نقطة الخلاف الجوهرية مع حماس ومصر.

ونقلت الصحافة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله للوزراء في الجلسة إن "كارثة 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023) كانت نتيجة لعدم وقوع طريق فيلادلفيا تحت سيطرة إسرائيل".

وفي المقابل، أشار التلفزيون الحكومي إلى أن "فريق التفاوض يعتقد أن الإصرار على استمرار الوجود على الحدود المصرية قد يمنع التوصل إلى اتفاق مع حماس".

ومنذ أشهر، تتوسط قطر ومصر في مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس"، في حين تدعم الولايات المتحدة هذه الجهود عبر اتصالات ولقاءات مع مسؤولين إسرائيليين ومصريين وقطريين.

وتُصر إسرائيل على استمرار سيطرتها العسكرية على فلادلفيا ونتساريم، بينما تتمسك حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة ضمن أي اتفاق لوقف الحرب وتبادل أسرى.

عقدة محور فلادلفيا

الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تفاصيل جديدة حول الخلاف بين إسرائيل ومصر بشأن مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالحفاظ على وجود عسكري في محور فلادلفيا لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس في حال التوصل إلى اتفاق.

وتعارض مصر بشدة بقاء الجيش الإسرائيلي في المحور وتطالب، مثل حماس، بالانسحاب الإسرائيلي الكامل.

ويشكل هذا الخلاف عقبة رئيسية أمام المحاولة الأميركية للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.

وأوضحت الصحيفة الأميركية، نقلاً عن مسؤولين مصريين، أن فريق التفاوض الإسرائيلي اقترح مؤخراً إقامة 8 أبراج مراقبة على طول المحور، بينما عرضت واشنطن برجين فقط كحل وسط، لكن مصر رفضت هذين الاقتراحين.

وأضاف المسؤولون أن موقف القاهرة يرفض وجود أي عدد من أبراج المراقبة على المحور من شأنه أن يمنح إسرائيل سيطرة عسكرية على محور فلادلفيا، لأن ذلك يعد مخالفاً لبنود اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.

وترفض مصر الوجود الإسرائيلي على أساس أنه انتهاك لاتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979 (اتفاق كامب ديفيد)، التي تحد من نطاق القوات التي يُسمح لإسرائيل أو مصر بتمركزها على الحدود بينهما.

بدورها، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل عن مفاوضات تجري بين إسرائيل ومصر لإيجاد تسوية بشأن الوجود العسكري في محور فلادلفيا.

وقالت الصحيفة، قبل أسبوع أُعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وافق على التراجع مئات الأمتار على طول طريق فلادلفيا، لكن هذه المرونة الطفيفة لم تؤد إلى انفراجة في المفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة تبادل.

وأضافت، في إطار الجهود للتوصل إلى اتفاق، وافق نتنياهو على تغيير موقع أحد المواقع إلى مسافة بضع مئات من الأمتار فقط.

وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث هاتفياً مع نتنياهو الأسبوع الماضي وطلب منه أن يكون أكثر مرونة بشأن مسألة محور فلادلفيا.

ووفقًا لـ "يديعوت أحرونوت"، فإن فرقاً إسرائيلية ومصرية ناقشت في الأشهر الأخيرة مقترحات لحلول بديلة قد تسمح بتسوية، مثل بناء حاجز تحت الأرض، وأجهزة استشعار وكاميرات أو أبراج مراقبة لمنع تهريب الأسلحة عبر محور فلادلفيا.

كما طرحت إمكانية نشر قوة دولية، وأبدى الوسطاء المصريون معارضتهم للمطلب الإسرائيلي بالإبقاء على وجود عسكري في محور فلادلفيا، لكنهم وافقوا على نقل المخطط الإسرائيلي المقترح إلى حماس في إطار المفاوضات.

من جانبها، علقت حركة حماس أن المفاوضات التي جرت في الدوحة والقاهرة خلال الأسابيع الماضية لا تتوافق مع ما تم الاتفاق عليه في 2 تموز/يوليو الماضي، وتعد انقلابًا على المقترح الذي قدمه بايدن ووافقت عليه الحركة.

ومنذ 329 يوماً، تشن إسرائيل، بدعم أميركي، حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.