البث المباشر
صعّد إيلون ماسك من حربه الكلامية ضد رئيس شركة ميتا، مارك زوكربيرغ، إذ وصفه بالرجل الذي يتعرض لخيانة من قبل زوجته، بعدما هدده بمقاضاته إثر إطلاقه تطبيق "Threads".
بالرد على صور الشاشة التي ظهر فيها زوكربيرغ، 39 عاماً، وهو يضحك في أحد مطاعم البرغر التابعة لسلسلة ويندي، ويخاطب ماسك بالقول إن سفره إلى الفضاء لابد أن يصيبه بالجنون، فما كان من المدير التنفيذي لشركة تيسلا إلا أن رد بالقول: "زوك (أي زوكربيرغ) ما هو إلا ديوث".
يذكر أن العلاقة بين ماسك، 52 عاماً، وزميله الملياردير في مجال التقانة، زوكربيرغ، زادت حدتها كثيراً عقب اتفاقهما على المنازلة في حلبة للمصارعة.
إطلاق منصة Threads
ففي عملية أخذ ورد انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، غرد ماسك في 20 من حزيران وهو يتبجح بأنه: "سيكون مستعداً للمنازلة" إن كان خصمه جاهزاً لذلك، فرد عليه مدير ميتا عبر إنستغرام بالقول: "أرسل لي الموقع"، ثم خرج زوكربيرغ عن صمته على تويتر لمدة استمرت عقداً كاملاً عبر نشره لميمة تظهر شخصية سبايدر مان (الرجل العنكبوت) ليعلن عن إطلاق منصة Threads.
وهذا التطبيق الذي يشبه تطبيق تويتر يسمي عمليات إعادة التغريد "بإعادة النشر" أما التغريدات فيطلق عليها اسم سلسلة الموضوعات، ويتيح لمستخدميه نشر نص مؤلف مما يقرب من 500 محرف وفيديوهات تصل مدتها إلى خمس دقائق تقريباً.
هدد ماسك برفع دعوى قضائية ضد هذه المنصة، واتهمها بتصيد الموظفين السابقين لديه بهدف إنشاء تطبيق "مقلد" على حد وصفه.
وفي خطاب كتبه محامي تويتر، آليكس سبيرو، نشر يوم الخميس الماضي، جاء الآتي: "لدى شركة تويتر مخاوف جدية من تورط منصات ميتا في عملية اختلاس وسرقة ممنهجة ومتعمدة ومخالفة للقانون للأسرار التجارية لدى شركة تويتر وغيرها من حقوق الملكية الفكرية، ولهذا تعتزم تويتر تطبيق حقوق ملكيتها الفكرية بكل صرامة، وتطالب شركة ميتا باتخاذ خطوات فورية لمنع استخدام الأسرار التجارية لدى توتير أو غيرها من المعلومات التي تتسم بسرية كبيرة".
وزعم أيضاً بأن ميتا عينت هؤلاء الموظفين ليخرجوا بمنصة Threads المقلدة وهدفهم من ذلك استخدام الأسرار التجارية الخاصة بشركة تويتر وغيرها من حقوق الملكية الفكرية والغاية من كل ذلك هو تطوير الشركة المنافسة لشركة تويتر.
ولقد أتى القرار بإنشاء منصة منافسة بعد شراء ماسك لتويتر بمبلغ 44 مليار دولار في شهر تشرين الأول من العام الفائت.
ومنذ ذلك الحين، تصدر ماسك سلسلة من التحركات المثيرة للجدل، كان على رأسها تخفيض عدد الموظفين والحد من عدد الرسائل التي بوسع الناس إرسالها باليوم الواحد، وهذا ما جعل قيمة شركته تهبط إلى حد كبير، إذ قدرت قيمتها اليوم بثلث ما دفعه ماسك مقابل الاستحواذ عليها.
إلا أن ماسك عاد ليضرب من جديد مع ظهور المنصة الجديدة لشركة ميتا، إذ زعم بأنها تنشر حالة "سعادة مزيفة" كما تفعل منصة إنستغرام التي تمتلكها شركة ميتا أيضاً، وعلق على فكرة رفعه لدعوى ضد زوكربيرغ بتغريدة نشرها على تويتر جاء فيها: "المنافسة شيء جميل، بيد أن الغش ليس كذلك"، بيد أن زوكربيرغ لم يرد على تلويحه برفع دعوى قضائية.
"قاتل تويتر"
يذكر أن منصة Threads منحت لقباً جديداً ألا وهو "قاتل تويتر" على الشابكة، وسط تنامي حالة العداء بين الثريين المتنافسين اللذين اتفقا مؤخراً على النزال في حلبة للمصارعة، ومن المتوقع لموقع الكولوسيوم التاريخي في روما أن يتحول إلى حلبة لذلك النزال، إلى جانب احتمال قيام ذلك في لاس فيغاس.
يذكر أن الطاهي غوردون رامزي، والمطربة شاكيرا والإنكليزي مارك هويل المعروف باسم لاد بيبي على اليوتيوب كلهم انضموا لمنصة Threads وذاع خبر وجودهم عليها وهذا ما دفع زوكربيرغ للتعليق حول منصته خلال الأسبوع الماضي بالقول: "أعتقد أنه لابد من ظهور تطبيق للمحادثات العامة يزيد عدد المتفاعلين عليه عن مليار مشترك، ولقد كانت أمام شركة تويتر فرصة لتحقيق ذلك، لكنها تنتهزها، ولهذا نتمنى أن يحالفنا النجاح في هذا المضمار".
جدير بالذكر أن تويتر بات في تراجع مطرد منذ أن استحوذ عليه أغنى رجل في العالم سابقاً، والذي سعى للاستحواذ على هذا المشروع الذي أصبح مخيباً للآمال بعدما أصابه قدر كبير من التحيز وكذلك بسبب سياسة تعديل المحتوى المتبعة فيه، إذ صرح ماسك بأنه يرغب بإنشاء: "ساحة مدينة رقمية لكل الناس" حيث يمكن لكل الأصوات أن تصبح مسموعة، إلى جانب قيام نقاش بين الجميع بطريقة صحية.
غير أن التغييرات التي طرأت على عدد الموظفين وسمات تويتر، ثم نشر ملفات تويتر نقل الموقع نحو وجهة متطرفة وجديدة كلياً في غضون أسابيع، وبذلك تحولت الثورة التي أحدثتها شركة تويتر إلى مأساة، وذلك بعد التخلي عن 80% من الموظفين بغية الانطلاق نحو وجهة جديدة، ثم خسارة المستخدمين والمعلنين، في الوقت الذي عانى فيه فريق تويتر الجديد، الذي أصبح هزيلاً، في إدارة المعلومات المضللة، كما عانى من حالات التصيد وانتحال الشخصية عبر الشابكة.
أعلن ماسك مؤخراً عن تحديد عدد التغريدات التي بوسع المستخدم رؤيتها في اليوم الواحد، والذي لن يتجاوز 600 تغريدة، في حين يمكن للمستخدمين الذين دفعوا ثمانية دولارات مقابل حصولهم على الشارة الزرقاء رؤية المزيد من التغريدات، إلا أن العدد بقي محدداً بستة آلاف مشاهدة، وهذا ما جعل مستخدمي تويتر يصفون الموقع بأنه توفي منذ أن فرضت تلك القيود المثيرة للجدل، في حين زعم ماسك بأن تلك القيود ما هي إلا إجراءات مؤقتة لأن شركته تتعرض لعملية سرقة بيانات كبيرة مما جعل الخدمة تتراجع بنظر المستخدمين العاديين.
المصدر: Daily Mail
